شبه الجزيره الكوريه على حافة الهاويه .. محمد مناورالعبادي *
07-05-2012 04:14 AM
رغم جهود كوريا الجنوبية لتحقيق الوحده مع الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكوريه ، ورغم المساعدات الانسانيه الضخمه التي تقدمها سيئول لشعب كوريا الشماليه ، لانقاذه من المجاعه ، الا ان القائد الاعلى لجيش الشعب الكوري الشمالي ، ومسؤوليين عسكريين وسياسيين كبارا في حكومة بيونغ يانغ ، صعدوا الشهر الماضي من تهديداتهم ضد كوريا الجنوبية بطريقه غير مسبوقه ، في محاولة للتشويش على انجازات سيئول الداخليه والعالميه غير مسبوقه خاصة في مجال تفعيل دورها في تحقيق الامن والسلم العالمي .
فقد هددت كوريا الشماليه بتدمير قلب العاصمه الكورية الجنوبية سيئول وتحويلها الى ركام ، خلال 3-4 دقائق ، بدعوى انها بؤرة للتآ مر المعادي لكوريا الشماليه ، مما دفع شعب كوريا الجنوبية الى دعوة حكومته للرد بحزم وصرامه على هذه التهديدات ، خاصة وان الجيش الكوري الجنوبي قادرعلى ذلك ، ويعتبر من افضل جيوش العالم تسليحا وكفاءة ، مما سيؤدي الى تفجير المنطقة من جديد ، اذا لم يتضافر المجتمع الدولي ، ويضع حدا لتهديدات كوريا الشماليه التي يصفها الكوريون الجنوبيون بانها تذكرهم بسموم الافاعي .
وبهذا الصدد كتب المحلل السياسي الكوري الجنوبي "شون سونغ هوان " كبير الباحثين في المعهد الكوري الجنوبي للوحده الوطنيه تحليلا ، حذر فيه من النتائج الوخيمه لتهديدات واستفزازات كوريا الشماليه ، على امن واستقرار شبه الجزيره الكوريه ، مؤكدا ان تهديدات "بيونغ يانغ" ينظر لها في سيئول بانها تشكل المسمار الاخير في نعش هذه الدولة الشيوعيه ، وان الحل الذي يراه مناسبا هو توحيد الكورتين تحت قيادة كوريا الجنوبية .
مليارا دولار للاحتفال
بذكرى ميلاد الزعيم !
يرى الكاتب ان كوريا الشماليه صعدت تهديداتها الاعلاميه ضد جارتها الجنوبية ، واصبحت هذه التهديدات اكثر تطرفا . وقد بلغت هذه التهديدات قمتها غداة وفاة الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ ايل " العام الماضي . وبلغت هذه التهديدات ذروتها في غمرة احتفالات كوريا الشماليه في منتصف شهر نيسان الماضي ، بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الكوري الشمالي الاب " كيم ايل سونغ " ، حيث خصصت كورياالشماليه ملياري دولار امريكي للاحتفال بهذه الذكرى .
وقد شنت كوريا الشماليه حملة اعلاميه قاسيه ضد كوريا الجنوبية ، صحبتها تهديدات عسكريه غيرمسبوقه ، ضد امن واستقرار وسلامة اراضي كوريا الجنوبية ذات اهداف سياسيه .
وقد انتقدت وسائل الاعلام ،وطلبة الجامعات ، ومؤسسا ت المجتمع المدني في كورياالجنوبية، تخصيص كوريا الشماليه هذاالمبلغ الضخم الذي يعادل 30% من موازنة بيونغ يانغ للاحتفالات ، في الوقت الذي يموت فيه شعبها جوعا اومرضا بسبب تسخير امكانات البلاد لتصنيع القنابل النووية واسلحة الدمار الشامل . كما نظم كوريون جنوبيون فعاليات فنيه للسخريه من هذه الاحتفالات .
كوريا الشماليه تهدد وتتوعد
اعربت كوريا الشماليه عن سخطها على موقف الشعب الكوري الجنوبي هذا ، اذ صدر في 18 نيسان بيان من " اللجنةالكورية الشماليه للتوحيد السلمي لأرض الا جداد " اكد ان كوريا الجنوبية ستدفع ثمن سياستها ضد قيادة وحكومة كوريا الشماليه وسخريتها من الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبه تحت اسم - يوم الشمس المشرقه - الاسم الرسمي للاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الكوري كيم ايل سونغ .
ويجيء التهديد الاخير بعد سلسلة تصريحات استفزازيه مماثله , صدرت عن مسؤوليين سياسيين وعسكريين كوريين شماليين كبارا ، ضد كوريا الجنوبية ، وموقفها من الزعيم الراحل كيم جونغ ايل ووالده كيم يل سونغ وا حتفالات كوريا الشماليه بالذكرى المائه لميلاد الاخير .
وترى بيونغ يانغ ان الحكومه الكوريه الجنوبية ، سمحت وبصورة انتقائيه لشعبها بالتعزية بوفاة الزعيم الكوري كيم جونغ ايل ، وان سيئول بذلك - حسب كوريا الشماليه - ارادت الاساءة للزعيم الكوري اكثر مما سعت للمشاركة في العزاء ، حيث اعلنت في نفس الوقت حالة الطواري ء بين قواتها ، تحسبا لما يمكن ان يجري في المنطقه من تطورات . ، مما دعا الناطق بلسان الخارجيه الكورية الشماليه الى تهديد كوريا الجنوبيه وحلفائها بالويل والثبور .
وتؤشر الوقائع ، - حسب الكاتب - على ان كوريا الشماليه هي الدولة المتبقيه الوحيده في العالم ، التي مازالت تلجأ للشتائم والانتقادات القاسيه في سياساتها ، كما ان تصريحات قادتها - حسب الكاتب - تفتقر الى الحد الادنى من القواعد الاساسيه المتعارف عليها عالميا ، مما جعلها غير قادره على ان تكون عضوا ا في المجموعه الدولية ، وان تلتزم بالقواعد الدولية المتعارف عليها في العلاقات الدولية .
اهداف انتقادات كوريا الشماليه
والرد الدولي المطلوب
تستهدف انتقادات كوريا الشماليه ، واستفزازاتها ضد كوريا الجنوبية سواء السياسيه منها او العسكريه تحقيق امرين :
الاول : ابتزاز كوريا الجنوبية عشية الانتخابات الرئاسيه ،,التي ستجري في كانون اول القادم –ديسمبر – ، للتاثير على الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي فيها ، و تشويه سمعة كوريا الجنوبية ، في المحافل الدولية ، خاصة وان لها حضور دولي يفوق حضورالعديد من الدول الاكبر مساحة وسكانا وموارد .
ويهدف قادة كوريا الشماليه ، من ترهيب كوريا الجنوبية ، الى التاثير سلبيا على الاوضاع الداخليه والاقتصاديه المتطوره ، واثارة المشكلات امام الناخبين والرئيس القادم .
الثاني : عزل كوريا الجنوبية عن امريكا باقامة علاقات سياسيه مع امريكا ،في الوقت الذي تعمل فيها على توتير علاقاتها مع كوريا الجنوبية . فقد اعلنت بيونغ يانغ ان للدول المستقله صاحبة السياده الحق في الاستخدام السملي للفضاء ردا على التصريحات الامريكيه ضد اطلاق صاروخ للفضاء لم يحقق اهدافه .
و تقوم سياسات كورياالشماليه هذه على اساس انها تقدم نفسها كدولة ضعيفه امام من ترى انهم اقويا وقويه امام من ترى انهم ضعفاء .
وترى واشنطن والصين ان تهديدات كوريا الشماليه اللفظيه يمكن ان تتحول الى عمل عسكري يفجر المنطقة مما يستدعي ان يتصدى المجتمع الدولي كله لهذه التهديدات لوقفها فورا
الحل :توحيد شبه الجزيره الكوريه
ردت كورياالجنوبية رسميا وشعبيا على التهديدات والاستفزازات الكوريه الشماليه بقوة و حزم ،
سواء تلك المتعلقه باغراق المدمره الحربيه الكورية الجنوبية وقتل عدد من بحارتها ، او قصف احدى الجزرالكوريه الجنوبيه ، او التهديدات الاعلاميه الأخيره.
كما دعا 84 % من البالغين في كوريا الجنوبية و 8و76 % من الشباب الى التصدي بحزم لكوريا الشماليه حسب استطلاع ل"الراي " اجرته الحكومه الكوريه
ان سياسات كوريا الشماليه ، واعمالهاالاستفزازيه - حسب الكاتب - تؤكد ان الحل الوحيد للمسأله الكوريه هو في توحيد شطري كوريا تحت القيادة الكورية الجنوبية ، عقابا لسلطات كوريا الشماليه ، التي يضع قادتها بانفسهم من خلال ممارساتهم وتصريحاتهم ، اخر مسمار في نعش النظام الكوري الشمالي – كمايرى الكاتب -
انني امل - والحديث للكاتب الكوري - ان تدرك كوريا الشماليه بان أي استفزاز جديد ضد كوريا الجنوبية لن يسفر عن اية مكتسبات لهم بل بالعكس تماما
• صحفي متخصص بالشؤون الكوريه
----------------------------------------