سبحان الذي لم يغير الأحوال .. !!
عودة عودة
06-05-2012 03:06 PM
عمون - أدعو المواطنات والمواطنين العرب وأخص الذين يتحلون بعيون واسعة شابة وسليمة تماماً (ستة على ستة) لمراقبة سماوات بلادهم في وطننا العربي الكبير ليلاً و نهاراً، وأن تكون هناك مناوبات نهارية وليلية من هؤلاء المتطوعات الشابات والمتطوعين الشبان وعلى مدار الساعة ...
والأسباب "الموجبة" لدعوتي هذه كثيرة معلنة وغير معلنة منها: فقد أعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار قبل أيام قليلة أن الولايات المتحدة الأمريكية نشرت طائراتها المقاتلة من طائرات (إف 22) في (المنطقة) العربية ودون أن يعلنوا عن عدد هذه الطائرات المقاتلة "الفتاكة" والقواعد الجوية التي ستحط فيها وتنطلق منها للقتال في الوقت المناسب.
المتحدث باسم القوات الجوية الأميركية "ماري جونز" يبدو أنها "آنسة أوسيدة" أعلن قبل أيام قليلة أن "الهدف" من نشر هذه الطائرات الأميركية المقاتلة في "المنطقة" العربية جاء لتعزيز العلاقات بين جيوش المنطقة والمساهمة في تعزيز الأمن الأقليمي وتحسين العمليات الجوية "المشتركة" وهذا الإنتشار "طبيعي جداً" ويندرج في إطار إعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة العربية..!!!
وبما يشبه نظرية "تطبيق المثلثات" في دروس الهندسة التي تعلمناها في مدارسنا ونحن صغار.. أدعوكم لمقارنة ما يحدث في هذه الأيام من العام 2012 وما حدث في العام 56 من القرن الماضي وتحديداً أثناء العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على قناة السويس لإسقاط الرئيس جمال عبد الناصر والثورة المصرية الشابة والواعدة.
لقد كانت الجماهير العربية تطوف هنا في شوارع عمان و بغداد وعدن وبني غازي والكويت وتونس والجزائر وكازبلانكا وغيرها منددة بهذا العدوان على مصر الشقيقة ودون أن تقترب من السفارات والقواعد الجوية البريطانية والفرنسية في هذه المدن أيضاً..
واتذكر أننا في جبل الجوفة بعمان أن أمي رحمها الله صبغت نوافذ بيتنا باللون الأزرق من "النيلة" خوفاً علينا و كذلك فعلت جميع الأمهات في عمان والمدن الأردنية الأخرى من الطائرات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية العدوة، واتذكر أن جارنا "فياض" سائق الحافلة اليتيمة في جبل الجوفة صبغ أضواء سيارته باللون الأزرق الغامق أيضاً خوفاً من غارات هذه الطائرات العدوة..
واتذكر أن رجلاً طاعناً في السن .. وفي السياسة يدعى "أبو يونس" كان يطوف في الحي نفسه ليلاً و هو يصيح بأعلى صوته و بلهجته الفلسطينية الحيفاوية و أحياناً تكون لهجته آمرة "إطفوا الضي" أي أطفئوا أضواء منازلكم وسياراتكم رغم قلة عددها في تلك الأيام أما أضوية البيوت فكانت في معظمها "لامبة نمره 4" لأن الكهرباء كانت قد وصلت الى بيوت الضباط الإنجليز في الحي وعدد آخر من الموظفين المعروفين منهم الجنرال أحمد صدقي نائب كلوب باشا قائد الجيش ليس غير !!!
مثل "أبو يونس" ذو اللهجة الفلسطينية الحيفاوية كان هناك في عمان رجال كثر وفي أحياء أخرى من المدينة شوام و نوابلسة و حوارنة وكركية و معانية وغزاوية كانوا يقومون وبلهجاتهم المحلية بدعوة الناس إلى إطفاء أضواء بيوتهم خوفاً من الطائرات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية العدوة بقصف بيوتهم و قتل أطفالهم ونسائهم مع أن هذه الطائرات العدوة كانت تنطلق في كثير من الأحيان من القواعد الجوية العسكرية في هذه العواصم والمدن العربية ..!!!
فسبحان الذي لم يغير الأحوال ... منذ حرب السويس مروراً بإحتلال بغداد وحتى الآن ... وقبل ذلك منذ أيام حكم الروم و الفرس للغساسنة والمناذرة العرب ... وحتى الآن ..!!!
Odeha_odeha@yahoo.com