سبحان الذي لم يغير الأحوال .. !!
عودة عودة
06-05-2012 02:54 PM
أدعو المواطنات و المواطنين العرب و أخص الذين يتحلون بعيون واسعة شابة و سليمة تماماً (ستة على ستة) لمراقبة سماوات بلادهم في وطننا العربي الكبير ليلاً و نهاراً , و أن تكون هناك مناوبات نهارية و ليلية من هؤلاء المتطوعات الشابات و المتطوعين الشبان و على مدار الساعة ...
و الأسباب "الموجبة" لدعوتي هذه كثيرة معلنة و غير معلنة منها : فقد أعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون كبار قبل أيام قليلة أن الولايات المتحدة الأمريكية نشرت طائراتها المقاتلة من طائرات (إف 22) في (المنطقة) العربية و دون أن يعلنوا عن عدد هذه الطائرات المقاتلة "الفتاكة" و القواعد الجوية التي ستحط فيها و تنطلق منها للقتال في الوقت المناسب .
المتحدث باسم القوات الجوية الأميركية "ماري جونز" يبدو أنها "آنسة أوسيدة" أعلن قبل أيام قليلة أن "الهدف" من نشر هذه الطائرات الأميركية المقاتلة في "المنطقة" العربية جاء لتعزيز العلاقات بين جيوش المنطقة و المساهمة في تعزيز الأمن الأقليمي و تحسين العمليات الجوية "المشتركة" و هذا الإنتشار "طبيعي جداً" و يندرج في إطار إعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة العربية ..!!!
و بما يشبه نظرية "تطبيق المثلثات" في دروس الهندسة التي تعلمناها في مدارسنا و نحن صغار.. أدعوكم لمقارنة ما يحدث في هذه الأيام من العام 2012 و ما حدث في العام 56 من القرن الماضي و تحديداً أثناء العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على قناة السويس لإسقاط الرئيس جمال عبد الناصر و الثورة المصرية الشابة و الواعدة , لقد كانت الجماهير العربية تطوف هنا في شوارع عمان و بغداد و عدن و بني غازي و الكويت و تونس و الجزائر و كازبلانكا و غيرها منددة بهذا العدوان على مصر الشقيقة و دون أن تقترب من السفارات و القواعد الجوية البريطانية و الفرنسية في هذه المدن أيضاً .. و اتذكر أننا في جبل الجوفة بعمان أن أمي رحمها الله صبغت نوافذ بيتنا باللون الأزرق من "النيلة" خوفاً علينا و كذلك فعلت جميع الأمهات في عمان و المدن الأردنية الأخرى من الطائرات البريطانية و الفرنسية و الإسرائيلية العدوة , و اتذكر أن جارنا "فياض" سائق الحافلة اليتيمة في جبل الجوفة صبغ أضواء سيارته باللون الأزرق الغامق أيضاً خوفاً من غارات هذه الطائرات العدوة .. و اتذكر أن رجلاً طاعناً في السن .. و في السياسة يدعى "أبو يونس" كان يطوف في الحي نفسه ليلاً و هو يصيح بأعلى صوته و بلهجته الفلسطينية الحيفاوية و أحياناً تكون لهجته آمرة "إطفوا الضي" أي أطفئوا أضواء منازلكم و سياراتكم رغم قلة عددها في تلك الأيام أما أضوية البيوت فكانت في معظمها "لامبة نمره 4" لأن الكهرباء كانت قد وصلت الى بيوت الضباط الإنجليز في الحي و عدد آخر من الموظفين المعروفين منهم الجنرال أحمد صدقي نائب كلوب باشا قائد الجيش ليس غير !!!
مثل "أبو يونس" ذو اللهجة الفلسطينية الحيفاوية كان هناك في عمان رجال كثر و في أحياء أخرى من المدينة شوام و نوابلسة و حوارنة و كركية و معانية و غزاوية كانوا يقومون و بلهجاتهم المحلية بدعوة الناس إلى إطفاء أضواء بيوتهم خوفاً من الطائرات البريطانية و الفرنسية و الإسرائيلية العدوة بقصف بيوتهم و قتل أطفالهم و نسائهم مع أن هذه الطائرات العدوة كانت تنطلق في كثير من الأحيان من القواعد الجوية العسكرية في هذه العواصم و المدن العربية ..!!!
فسبحان الذي لم يغير الأحوال ... منذ حرب السويس مروراً بإحتلال بغداد و حتى الآن ... و قبل ذلك منذ أيام حكم الروم و الفرس للغساسنة و المناذرة العرب ... و حتى الآن ..!!!