عمون – محمد الخوالدة - لايكاد يمر اسبوع دون أن نشيع قتلى تربص بهم الموت على طريق الاغوار العقبة بحيث اصبح الكثيرون يطلقون على هذا الطريق اسم "طريق الموت"لان غالبية حوادث السير التي تقع عليه حوادث مميتة.

فخلال الاشهر المنقضية من هذا العام والايام الأولى من الشهرالحالي ووفق سجلات مستشفى غور الصافي الحكومي سقط العديدون مابين قتيل وجريح قضوا جميعهم في حوادث سير ناهيك عن الخسائر المادية الطائلة.

ولعل اخرها حادث يوم السبت الدامي الذي ذهب ضحيته نخبة من طالبات جامعة مؤتة ومن سيدات المجتمع المحلي في منطقة لواء القصر،والملفت أن وقوع هذا الحادث الذي تسبب في 9 وفيات و6 اصابات تزامن مع وقوع حادث اخر في موقع قريب من الحادث الاول نجم عن انقلاب سيارة خاصة، لكن الله سبحانه قدر ولطف فكانت الحصيلة 6 اصابات.

هذا الواقع يطرح سؤالا مهما، هو: ما سبب كثرة وقوع حوادث السير الدموية على هذا الطريق؟

يرجع مهتمون ومتابعون السبب إلى ضيق الطريق الذي لايتجاوز عرضه ثمانية امتار وبدون اكتاف او حتى مواقف جانبية للاستراحة او للسيارات التي تتعطل، ويضيفون أن عرض الطريق الذي فتح اصلا كطريق سياحي فقط لم يعد بعد أن صار طريقا عاما متناسبا وحركة السير الكثيفة عليه وهي حركة نشطة على مدار الساعة خاصة في ايام العطل ونهاية الاسبوع.

إذ هناك مئات السيارات الخاصة والعمومية المستاجرة التي تقل زوار العقبة او العائدين منها والقادمين من محافظات الكرك ومادبا والبلقاء واربد وعجلون وجرش، والطريق ايضا تسلكه ذهابا وايابا حاويات نقل مادة البوتاس إلى ميناء العقبة والكثير من حافلات نقل السياح الاجانب باتجاه جنوب المملكة، وتسلكه كذلك العديد من سيارات نقل البضائع والخضار.

فيما يبين سكان محليون مجاورون لاجزاء من الطريق انه لم تجر للطريق اية اعمال توسعة اوصيانة منذ انشائة قبل أكثر من عقد من الزمان ، ويؤكدون ضرورة توسعة الطريق ، وهذا ماقالت مصادر في وزارة الاشغال العامة والاسكان انه متعذر لما يترتب على ذلك من كلفة مالية باهظة.

الحادث الماساوي الذي وقع السبت دفع من هوله وزير الداخلية وبرفقته محافظ الكرك ومدير شرطتها ومتصرف لواء الاغوار الجنوبية ومدير اقليم الجنوب في وزارة الاشغال العامة ومدير دفاع مدني الكرك إلى تفقد موقع الحادث، فيما زار الوزير المصابات في الحادث واللواتي يرقدن على سرير الشفاء في مستشفى الامير علي بن الحسين في مدينة الكرك للاطمئنان عليهن.

الوزير طلب تشكيل لجنة من متصرف لواء الاغوار الجنوبية ومن مدير دفاع مدني الكرك ومدير اقليم الجنوب في وزارة الاشغال العامة واخرين لدراسة وضع الطريق واعداد تقرير مفصل حول ذلك لعمل مايمكن للحد من حوادث السير التي تقع عليه.

مدير اقليم الجنوب في وزارة الاشغال العامة المهندس بهجت الرواشدة قال أن الكشف الاولي على الطريق اوضح أن الطريق مؤثثة بمايكفي من حيث اشارات الارشاد المروري فيما لايعاني سطح الطريق من اية عيوب تذكر ، موضحا أن الطريق باعتباره طريقا دوليا كان دائما محط اهتمام وزير الاشغال العامة وامين عام الوزارة شخصيا حيث تجرى له اعمال صيانة ومتابعة دورية ، وقال أن أكثر الحوادث التي تقع على الطريق تنجم عن السرعات الزائدة والتجاوز الخاطىء وعدم الالتزام بالسرعات المقررة بالنسبة للكثير من السائقين.

ويقدم المهتمون والمتابعون اقتراحات للحد قدر الامكان من كثافة حركة السير على الطريق ومن ابرز ما يقترحونه أن يكون المرور عبر الطريق وبوجود طريق بديل هو الطريق الصحراوي مقابل الاجر فيما يتعلق بكافة السيارات الخصوصية القادمة من خارج منطقة وادي الاردن، والاقتراح الثاني أن تدفع الشركات الصناعية الكبرى التي تنقل منتجها للتصدير عبر ميناء العقبة وهما شركة البوتاس وشركة البرومين وكذلك شاحنات نقل البضائع والخضار مقابلا ماليا ايضا ليستغل الريع المتحصل لغاية توسعة الطريق وادامة صيانته.

بين مايقوله المسؤولون الحكوميون عن واقع "طريق الموت" وبين مايقوله المهتمون والمتابعون من المواطنين حلقة مفقودة، فهل عدم التزام السائقين بانظمة وتعليمات المرور هو السبب ام ضيق الطريق؟، ونقول أن الامر لم يعد يحتمل ولابد من طرف محايد يفصل بين القولين لاننا امام خلاف ثمنه ارواح عزيزة تستدعي وقف شلال الدم على "طريق الموت".