للشباب فقط: الاحتراف أم الانحراف ؟ ميسي أم الدغمي؟ كريستيانه أم الطراونه؟
أحبطوك وعزلوك وهمشوك... ثم قهروك وجوعوك وقيدوك لسنين وعقود... ثم قالوا لك اليوم انطلق فالوطن بأمس الحاجة اليك...فلاموك وعاقبوك وجرّموك وقالوا ... شباب فاشل أخرق وجيل تعبان ومش نافع!! كم مسكين انت أيها الشاب الأردني ... كم مسكين انت أيها الشباب التائه ... كم حاولت وحاولت مرارا وتكرارا أن تفتدي نفسك للوطن وأن تواسيه وتعيله على نوائب الدهر وحلكتها وتقحم نفسك المرّه تلو الاخرى للمشاركة والمثابرة والمنافسه في رفعتة ونهضته وتميّزه... بس "الوطن" هديك الأيام ما بدو ياك لانو في شله بتكفي وبتسد... حتى وصل بك الحال أن كرهت الطموح وكرهك ... وعافك الأمل وعفته... فوقع الطلاق وأسدل الستار وبدأ مسلسلات شد الرحال و غريب في وطنه وغيرها من الاحداث الدراميه!
اليوم وها هي "الديموقراطيه" بجلال قدرها وعظمة شأنها تأتيه على استحياء, بل وتقول له "هيت لك" ولكنه يبدو غير اّبه وتائه محبط ... ليقول لاااا ... البرشا والريال أهم بكثير! فلو خيّر بين عراك من أجل قانون الانتخاب أم عراك من أجل الكلاسيو لاختار الاخيره؟ و لو خير مابين 111 للانتخاب وبين 10 ميسي لاختار 10 ونص على 111او رونالدو. ولو خير بين التبرع ب ربع ليره دعما للاحزاب لفضّل بدلا عن ذلك التبرع بقرنيته لأجل عيون ميسي وعيون رونادو وان لا يدفع ربع ليره!.. لما لا؟ اذا ما دققنا وتمعنا بالامر, فان جزء من السعادة وقتل الفراغ وتعزية النفس والوقت يمليه الكلاسيكو أكثر من اي في يحدث الداخل ويفرحه أكثر من أي عرس ديموقراطي حيث أصبح جزءا من حياته وكيانه! سيما وأن الشعور بعدم الثقه من حالة اللاتغيير لا تزال ترتابه حتى لو وصل الأمر لاكثر من "هيت لك" بكثير! نتفهم ان الشباب حتى في العالم المتحضر متحمس مثله مثل اي دولة اخرى في العالم الثالث, ولكن يكمن الفرق في كون هذا الشباب له فاعليته ونشاطه وتأثيره وتقديره في النهار كما هو في اليل وفي السياسة كما هو الحال في الرياضه وفي المال والاقتصاد كما هو في الرياضه, ولكن ان نكون ملكيين أكثر من المدريديين وكتالنيين اكثر من الكاتلان, وفي اليل لا في وجه الصباح وفي الرياضه لا في السياسة؟ ... الى متى؟!
ما أوجه الشبه والاختلاف بين ميسي, الدغمي (كرمز للمؤسسة /السلطة التشريعيه) , كريستيانه ,و الطراونه (كرمز للمؤسسة / السلطة التنفيذيه)؟
في الوقت الذي يسعى فيه مبسي وكريستيانو جاهدين للتهديف في فريق الخصم, يعمل الفريق الاخر بسلطتيه على أن الجمهور هو الخصم والمستهدف في الوقت ذاته. تزيد شعبية الفريق الاول بزيادة الاهداف على نقيض الفريق الاخر. يعنزل الاعبان العب عند سن معين, في الطرف الاخر لا يمكن الاعتزال ما زال القلب والولد ينبضان. في الطرف الاول بقاء الاعبان مرهون بادائهما الجيد, في الطرف الاخر بقاء الاعبان مرهون بادائهما السيء, الطرف الاول يعيّن عن طريق المنافسة والجدارة, اما في الطرف الاخر فيعّين عن طريق السفارة والربابة. الطرف الاول يستمد بقائه بقربه من الجمهور, والطرف الاخر يستمد بقائه بالبعد عنه. الفريق الأول يستخدم الاقدام للتهديف, الطرف الاخر يستخدم الايدي قبل الاقدام وجميع الاعضاء للتهديف. الفريق الاول يلعب بوجود حكام اما الطرف الاخر "مش ضروري حكام" وفي بعض الاحيان هم انفسهم الاعبون والحكام!!
اما وجه التشابه بين لاعبي الفريقين: كلهم اثرياء بغض النظر عن كيفيه الحصول على الاموال, وثانيهما أن "الركل" عنصر اساسي للتهديف والاستمراريه والتشابه الاخير والأهم... أن ليس فيهم من يفقه السياسة !!!
سلام عليك أيها الشباب الطيب
بخبرتي الاكاديمية البسيطه, لم أر أجمل شعور من معانقة الصباح المبتسم في ربيع ربيعه الا عندما أشرق عليّ هذا الشباب الدافئ الجميل. بقدر ما أؤتي من فتوة وعنفوان, بقدر ما اقحموه على الولوج نحو أقبح المسالك والافعال فهو نفسه الذي يثير الشغب ويكسر ويبطش وينتقم. فلنستثمر بشبابنا وطلابنا وان نوجه طاقاتهم لما هو خير لهم ولمجتمعهم بأن نحتضنهم ونشركهم في الشؤون الكبيرة والصغيره على حد سواء لنعظم ثقتهم بانفسهم وبوطنهم حتى يكونوا منعا حصينا يذود عن حمى ومصالح وطنهم تلقائيا وبدون توجيه الدعوات لهم! الطالب اعرفه جيدا, فمهما اشتدت ضائقته وعظم همه, فهو يفضل الشعور بالكرامه والمشاركة الفاعله والاهتمام به بدلا من فتح صناديق معونه وماليه وغيرها من المشارع التي تعد تكميليه لا أكثر... فالاستثمار الحقيقي في ذات الشباب أهم بكثير!
باختصار: يقول عليه الصلاة والسلام في جوامع الكلم. "وخير العلم ما نفع ...وشر العمى عمى القلب... والشباب شعبة من الجنون... والسيّد من وعظ بغيره... وكل ما هو اّت قريب"
اليوم, وللأسف الشديد, فرّغ الشباب العربي والاردني على حد سواء من ذاته وكيانه ومن تاريخه ومن ثقافته فاجهض في ربيع شبابه قبل ربيعه العربي واستزفت طاقاته. فلا نلومنه ان ذهب هنا او هناك, فلعله ذهب ليبث شكواه ويعلق اماله الى الغريب والبعيد فوجده رافعا يديه مستقبلا وحاضنا فخرج ما خرج من العقول المهاجره وبقي ما بقي من العقول "يلي مش قادرة تهاجر". فسادت العصبيه والجهويه عقله وفكره ومنطقة وفلسفته فأسدتا اداؤه وانتماؤه وحرمت الوطن من فلذت كبدها, فلنعيدهم ولنفتح لهم القلوب قبل الابواب عسى الله ان يجمهم ويعيدهم الى جذورهم والى اوطانهم, من كان ساكنا فيها او مغترب على حد سواء ... انه سميع مجيب.
Dr_waleedd@yahoo.com