نفس الكلام والوعود وطريقة البدلة التي يضاف عليها بالطو ،و نفس الشفاه التي تغادرها السجارة العادية أو الأجنبية ويضع محلها سيجار كوبي .الموظف أو المسؤول العربي يحمل نفس المشاهد ، ونفس الألفاظ ونفس طعجة الخد المضاف عليها كشرة لمعاليه، وكلام ممغط يناسب قلة تصاريحه، حتى الترحاب والشرح السياسي يولي؛ ويأتي محله المختصر الغير مفيد، والذي لا يحمل للشعب أي كلام مفيد، فالمسؤول يرحب بمختصر "هلا ، كيفك " أما على الصعيد السياسي فأن المواطن يدرك شعار "أخلف المسؤولون ولو وعدوا " !!!!
ربطة العنق ، الهاتف الذي يرن دوما ناقلا جمل المجاملة،والجعط والعزايم، سيارة نمرة حمراء، ترعب حتى شرطي السير، لقاءات في أفخم الفنادق ندوات تنتهي مع وجبة العشاء سكرتيرة ناهدة تفرض على الزوجة الطاعة وتغير صبغة شعرها، هذه هي صفات الفخفخة التي يسعى لها كل عربي أن يكون مسئولا أو حتى نفسه.
هذا كلام عمومي لمعظم المسؤولين العرب –أقول العرب - .الذين يغادرون و يأتون دون تغيير حقيقي سوى شعارات تتنقل من شفة إلى أخرى ، ولهذا أعجب لماذا يفرح البعض أو يحزن عندما يسمعون عن تغيير رئيس وزراء أو أي مسؤول حتى سمعت أثناء ركوبي للحافلة شاب يحادث آخر بكل سذاجة بقوله "بركي إذا راح البخيت ما بترتفع أسعار المحروقات )
صحيح أن الرئيس معروف البخيت، معروف برفع الأسعار والضرائب ، وقد قدم لنا وجبة شهية من الوعود للتخفيف من البطالة ولكننا وجدنا تخفيف للعمالة، الاردنية طبعاً.
ولكن لماذا نفرح،فهو من فقراء البلد مقارنة مع غيره لذا لم اسمع من يذمه لأنه يقتنعون أن ليس باليد حيلة ، سيما بعدما اشهر ذمته المالية. فالبخيت هو الوارث الشرعي للوزارات التي سبقته، أي الرجل لم يحضر فقراً ووعوداً، من بيت سفارته الذي كان يشغلها، بل هو كرئيس وزراء يجب أن ينشد على أذاننا سفر الوعود " لا ، نعم ، سنقضي ، سنحارب، سننهي " كله كلام ، وهذا ما سيقوله أي رئيس وزراء سوف يجلس بقرب الدوار الرابع.
ماذا يعني تغيير معروف البخيت ، و ماذا سيغير غيره، هل سيقضي على الفساد الذي نسمع عنه مثل يوم القيامة أي يجب أن نؤمن بوجوده دون أن نحس به أو نطلب رؤيته الأيمان بعلم الغيب، ،فهو يتبخر هيك كيف ينتمي للعالم الغيبي .
هل سيقضي على البطالة كيف وشركات البلد صارت مخصخصة ولا للحكومة سيطرة عليها الحكومة تسيطر على جيب المواطن وهذا يكفي.
هل سينمي السياحة ، طبعا لا تهمنا لان السياحة لم تعد لنا، البحر الميت يعيش في أحضان الفنادق البعيدة عن حلم المواطن الأردني إلا "لأبي الهمر". والعقبة لم تعد تتسع لفقراء البلد الحاليون أمام مساحة ضيقة بعيداً عن الخمسة نجوم.
كرسي الوزير أو رئيس الوزراء يشغل حيزاً ضيقا أما المصائب في باقي الغرف الذين لا يتغيرون ولا يقدمون أي استقالة ، الفساد لا يحله وزير ، والإهمال في الانتماء للوظيفة والإخلاص للوطن،والترهل ، والتعطل والواسطة، داء مستشري و سبب المصائب.
ماذا لو تغير أو قدم البخيت استقالته لا سمح الله، سيأتي مجموعة من الوزراء ليس لهم أي معرفة بوزراتهم على الطريقة الأردنية المعهودة، وسوف يجتمعون في فنادق العشرة نجوم مئات المرات ، وسوف يوظفون كل منهم شلة من القرايب والحبايب.
وصدقوني سوف تسمعون نفس الوعود والكلام ، والطموح ، والمحاربة وجراءة الطرح التي تتعدى جراءة الحكومة في طرح الضرائب.
لذا أقول لرئيس وزرائي الذي والله أحبه من أعماق قلبي لأنه ذكرني بأخر جرة غاز كانت في بيتي قبل صوبة الحطب وعودة الببور أبو وشة إلي ريحني من نق زوجتي ولم أعد اسمع ثرثرتها وطلباتها لراتب خلص أول الشهر ، وإذا استقال البخيت سوف أضرب حالا عن الدخان "أنا غير متزوج ولكن لإكمال الجملة" .
وسلامتك يا معروف البخيت من الاستقالة وحماك الله من التغيير والله يخليك إلنا .بس ألي رجاء خفف من سعر الكاز حتى لا نصبح نطبخ على الطاقة الشمسية .
Omar_shaheen78@yahoo.com