ثلاث حكومات أردنية هذا العام
02-05-2012 02:56 PM
عمون - بات من المؤكد ان يدخل الاردن موسوعة غينيس للارقام القياسية في عدد الحكومات التي تداولت السلطة في نفس العام حيث من المتوقع ان ترحل حكومة الدكتور فايز الطراونة الثانية نهاية صيف هذا العام لتأتي الحكومة الثالثة للعام 2012.
انعكس ترحيل الحكومات على الازمات في البلاد وثبت قطعا ان ازمة الشعب الاردني هي مع حكوماته، فالدافع الرئيسي وراء غضب الشارع وحراكه هو ضعف اداء الحكومات وفساد اداراتها وهي التي تحصل على ثقة مطلقة من مجالس النواب والتي لم يعد يخفى على احد عدم شرعيتها وعدم تمثيلها للشعب الاردني من خلال طريقة التعيين التي يتم من خلالها انتقاء النواب على اساس انها انتخابات ديمقراطية، فمجالس النواب وتزوير الحكومات المتعاقبة للانتخابات النيابية وباسلوب فاضح وغبي كانت المناسبة الرئيسية التي منحت الشارع الاردني القوة في احتجاجة وخروجه عن طبيعته الصامتة التي كانت سببا اخرا في الفساد الاداري والمالي خلال السنوات الماضية وارتفاع المديونية الى اكثر من ثمانية عشر مليار دينار قد نجد اكثر منها في رصيد عدد صغير من الشخصيات الفاسدة التي نهبت البلاد والعباد ، ولهذا فلم يعد الشعب يختلف حول الولاء والانتماء لنظامة الذي عايش وتعايش معه عقود طويلة بنيت فيها دولة الاردنيين العربية القومية ولا يختلف اثنان على القيادة الهاشمية ، الا ان خروج الحكومات عن كتب التكليف التي جاءت لتنفذها كانت غصة في قلب المواطن الاردني وبقى يتحمل العبىء الاكبر من اخطاء وسوء ادارة الحكومات والتي كانت لا تجد طريقا لاخماد الشعب واساكته الا من خلال تزوير ارادة الشعب وتعين ممثلين يحملون بنادقهم للدفاع عن الفساد والسلب والنهب وزيادة مديونية الدولة مقابل مناصب وتنفيعات تقدم لهم ولاقاربهم على حساب المبدعين من ابناء هذا الوطن وكانت حكومة الخصاونة التي ادعت الولاية العامة تسير على نفس نهج الحكومات التي سبقتها بل على العكس كانت تعقد صفقات هنا وصفقات هناك لتخلق المبرارات للخروج عن اهم اسطر نصوص كتاب التكليف السامي لتمد من عمرها على حساب عمر الوطن والمواطن .
تولدت لدى حكومة الخصاونة قناعة بان تغييرالحكومة في هذا الوقت سيكون مازق للنظام ولمكوناته ولكافة الشعب الاردني و اعتقد السيد الخصاونة ان نساء الاردن لم تلد غيره وتوقع ان استقالته سترفض لدقة الظرف الا ان قبولها كان بمثابة صفعة والصفعة الاكبر التي تلتها هي تكليف الدكتور فايز الطراونة الذي لم يتردد في قبول تشكيل حكومته الثانية واللباقة والمرونة التي يعرف بها الدكتور فايز الطراونة في اختيار فريقه الوزاري ستنهي المرحلة بكل رشاقة وستحقق ما جاء في كتاب التكليف السامي و ستكون بمثابة حكومة وطنية انتقالية للخلاص من كل اشكال الخلاف بكل مواقعه وستكون استراحة للناس من عناء الاحتجاج والاعتراض واعادة الحياة الديمقراطية التي يحلم بها الشعب الاردني .