حتى لا تفتح موجة صعود الأسهم شهية الشركات لبدء موسم جديد من الاكتتابات أو الاصدارات الجديدة يجب تسريع الاستثمارات طويلة الأجل عبر سوق سندات قوي.مع أن زخم الاكتتابات والطروحات الأولية ساهم الى حد كبير في تعميق سوق رأس المال لكنه باليد الأخرى أرهق في تتابعه المثير المستثمرين وصغار المدخرين في آن معا، والسوق التي تحولت عنها سيولة مطلوبة.

الاستثمار سريع النتائج ما يزال المهيمن على اتجاهات السوق، والسبب في ذلك الاستعجال في جني الثمار أو ما يمكن أن نسميه الاثراء السريع، وما كان لذلك أن يصبح سمة الاستثمار لولا توفر بيئة مشجعة وحاضنة مثل الاتجار بالعقار والمضاربة في الأسهم.

حتى الآن ما تزال سوق الأسهم تحمل عبء تمويل الشركات بينما هي إحدى الأدوات التي تقوم بتلك المهمة والسبب ضعف سوق السندات، ما جعل الشركات تعتمد كليا على البورصة للحصول على تمويلات لأنشطتها فاستفحلت ظاهرة الاكتتابات في الطرح العام الأولي والنتيجة انتفاخ الأسعار.

السندات هي قروض ذات آجال طويلة يقدمها المستثمرون للقطاعين العام والأهلي مقابل سعر فائدة محدد وهي باليد الأخرى أداة ادخارية طويلة الأجل خلافا لأدوات أخرى قصيرة.

سوق السندات في الأردن سوق محدودة وغير متطورة لأن المستثمرين والمدخرين اعتادوا على أدوات الربح السريع ما ألهب سوق الأسهم في فترة ما، واستمرار غياب هذه السوق يعني استمرار الضغوط على الأموال التي بحوزة البنوك وفي جيوب المدخرين.

qadmaniisam@yahoo.com