دراسة: ربع المدراء يعملون في وزارات تغيب عنها إدارة الأداء
01-05-2012 05:38 PM
عمون - خلصت دراسة علمية تطبيقية أجراها الباحث امجد العطار، بدافع استكماله للحصول على درجة الدكتوراه في الإدارة من جامعة عمان العربية للدراسات العليا، نوقشت عصر الاثنين، حول مدى تأثر فاعلية الوزارات الحكومية الأردنية وكفائتها في إبعاد إدارة أدائها الداخلية والخارجية، على عينة قوامها 319 مديرا/ة ونوابهم في 28 وزارة، يشكلون ما نسبته74.53% من مجموعهم المقدر بحوالي 428 مديرا/ة ، إلى جملة من النتائج والتوصيات، التي تساعد على تنمية قطاع الإدارة العامة في الأردن.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن للمديرين، ونوابهم في الوزارات الحكومية الأردنية ، مجمل خصائصهم، التي تشير إلى أن أكثرهم من الذكور(75.5%)، والواقع سنهم في الفئة من 45- وأقل من 50 سنة(26.6%)، وحملة الشهادة الجامعية الأولى(58.9%)، وحاملي مسمى وظيفة مدير مديرية(59.6%)، والموظفين القدامى، الذين تزيد مدة خدمتهم عن 21 سنة(32.6%).
كما أظهرت نتائج الدراسة أيضا بأن قرابة ربع المدراء، ونوابهم، يعملون في وزارات، تغيب عنها إدارة الأداء، فقد ذكر22.3% منهم بأن وزارتهم، تخلو من الوحدات الإدارية المعنية بمتابعة وتقييم خططها الاسترايتجية، وأفاد 24.8% منهم بأن وزارتهم، تفتقر لنظم تقييم أدائها المؤسسي.
وأكدت نتائج الدراسة انعدام الفروق الظاهرية بين الوزارات الحكومية الأردنية، في مجالي شيوع أبعاد إدارة الأداء الداخلية والخارجية فيها، ومجالي فاعليتها، وكفائتها، فقد كان مستوى شيوع أبعاد إدارة الأداء الداخلية فيها متوسطا (67%)، بينما كان مستوى شيوع أبعاد إدارة الأداء الخارجية فيها جيدا (73.4%) ، وتُسرِّعُهُ علاقتها مع أصحاب المصالح المؤثرين فيها كالنواب والإعلاميين ومتلقي الخدمات ، بينما تُبَطِّئُهُ مخصصاتها المالية المرصودة في موازناتها، لقلِّة كفايتها بالإنفاق على برامجها ومشاريعها، بل وأنشطتها أيضاً، أما مستوى فاعليتها ، الذي يدل على مدى تحقيقها لأهدافها، فقد كان جيدا (79.6%)، في حين كان مستوى كفائتها، الذي يدل على مدى تحقيقها لأهدافها بأقل وقت ومال وجهد، جيدا بدرجة (74.4%).
كما أكدت نتائج الدراسة أيضا، ارتباط مستوى فاعلية الوزارات الحكومية الأردنية بمستوى كفاءتها.
وارتباط مستوى أبعاد إدارة أدائها الداخلية بمثيله لإدارة أدائها الخارجية. وأن هناك علاقة ارتباطية، مستواها قوي، واتجاهها إيجابي بين فاعليتها ، وأبعاد إدارة أدائها الداخلية. ووجود علاقة ارتباطية، مستواها متوسط، واتجاهها إيجابي بين فاعليتها ، وأبعاد إدارة أدائها الخارجية. وأن هناك علاقة ارتباطية، مستواها قوي، واتجاهها إيجابي بين كفائتها ، وأبعاد إدارة أدائها الداخلية. ووجود علاقة ارتباطية، مستواها متوسط، واتجاهها إيجابي بين كفائتها ، وأبعاد إدارة أدائها الخارجية.وتتأثر فاعليتها بأربعة أبعاد وسطى من إدارة أدائها الداخلية والخارجية، وهي وفقاً لأهميتها التزامها التنظيمي أولاً، فجوانبها الفنية ثانياً، فكفاية موازناتها للإنفاق على برامجها ومشاريعها ثالثاً، فأصحاب المصالح المؤثرين والمتأثرين بمدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها ونتائجها رابعاً وأخيراً. وتتأثر كفاتها بخمسة أبعاد وسطى من إدارة أدائها الداخلية والخارجية، وهي وفقاً لأهميتها التزامها التنظيمي أولاً، فنظم حوافزها ثانياً، فجوانبها الفنية ثالثاً، فكفاية موازانتها للإنفاق على برامجها ومشاريعها رابعاً، فأصحاب المصالح المؤثرين والمتأثرين بها خامساً وأخيراً. وغياب تأثر فاعليتها بجوانبها الفنية المتمثلة في الموثوقية والكلفة والزمن والقدرات، مقابل تأثر فاعليتها ببُعد جوانبها الفنية المتمثلة في الاستعمال والملائمة. وتتأثر كفائتها بثلاثة أبعاد فرعية من بعد جوانبها الفنية ، وهي الاستعمال، الملائمة، والزمن. وتتأثر فاعليتها بالتزام موظفيها، واستعمالها لمعلومات الأداء، وتنسيقها مع شركائها، واهتمام أصحاب المصالح المؤثرين والمتأثرين بها، والتزام إداراتها العليا، وكفاية إنفاقها على برامجها ومشاريعها، والوقت اللازم لجمع وتحليل بياناتها، وبناء قدراتها المؤسسية والقدرات الفردية لموظفيها. وتتأثر كفائتها باستعمالها لمعلومات الأداء، واهتمام أصحاب المصالح المؤثرين والمتأثرين فيها، وبالتزام إداراتها العليا، وبكفاية إنفاقها على برامجها ومشاريعها، وتأثير الأطراف الخارجية فيها كمتلقي خدماتها ووسائل الإعلام التي ترصد أخبارها ومجلس النواب الذي يقر موازناتها ويسأل وزرائها، وبتنسيقها مع شركائها، وبالوقت اللازم لجمع وتحليل بياناتها.
وتمخض عن نتائج الدراسة، نوعين من التوصيات، الأول علمي، والثاني عملي، ويندرج تحت هذا الأخير التوصيات التالية: قيام المعهد الوطني للتدريب أو كلية الدفاع الوطني أو إحدى الجامعات بتصميم برنامج تدريبي حول أبعاد إدارة الأداء الداخلية والخارجية الأكثر تأثيرا في فاعلية منظمات القطاع العام، وكفائتها، وتدريب المديرين في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية عليه، ورصد أثره في أدائهم الفردي، والأداء المؤسسي لجهات عملهم. وقيام وزارة تطوير القطاع العام، بترسيخ ثقافة الأداء الداخلية والخارجية في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية، وفقا لأبعادها الأكثر تأثيرا في الفاعلية والفعالية المؤسسية، من خلال الكتيبات التعريفية والمطويات التوعوية، وغيرهما من الوسائل الأخرى. وقيام مركز الملك عبدالله الثاني للتميز، بمراجعة نموذج جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية؛ لاثراءه بأبعاد إدارة الأداء الداخلية والخارجية، المؤثرة في فاعلية منظمات القطاع العام الأردني، وكفائتها. وإلزام رئاسة الوزراء للوزارات، التي تخلو من وحدات إدارية لمتابعة وتقييم خططها، ونظم لإدارة أدائها، باستحداث تلك الوحدات؛ لدورها الفاعل في التطوير الإداري، والإجابة عن أسئلة متلقي الخدمات وأعضاء مجلس الأمة والإعلاميين. ومراعاة منظمات القطاع العام الأردني لعامل النوع الاجتماعي، في أثناء تعيننهم في الوظائف الإشرافية، من باب إظهار مساهمتها الحقيقية في تحقيق الهدف الثاني من الأهداف الإنمائية للألفية، وتحمل مسؤوليتها المجتمعية في تغيير علاقات النوع الاجتماعي التقليدية. وزيادة اهتمام منظمات القطاع العام الأردني بالتعليم المستمر لموظفيها، عن طريق البرامج الجامعية، ومثيلاتها التدريبية، التي تخضعهم للتقييم قبل عقدها، وفي أثناءه، وبعده.