الهوى السياسي يدفع نحو الأزمات * د. عدنان عواد
mohammad
30-04-2012 05:51 PM
لا يستطيع عقل بشري سليم أن يتصور أو أن يصدق أنّ بلدا بحجم الأردن مساحة وسكّانا تتغير فيه الحكومات أربع مرات خلال عام واحد تقريبا،، ونحن لا نذيع سرّا حين نقول أنّ الأردن يعاني من أزمة اقتصادية واضحة،وأنّ فيه عشرات الآلاف من الفقراء والمعطلين عن العمل،،وأنّ فيه أيضا خليط بشري غير متجانس من خارج الأردن،،وسبب ذلك شهامة وكرم السياسة الأردنية التي تفتح ذراعيها لتحتضن كل الهاربين والفارين من أوطانهم من حولنا عربا وأجانب بغض النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم ،،ويشاركوننا في كل مقدرات الوطن ،،وقد تملكوا وصاروا أحسن حالا وحظا في أحيان كثيرة من الأردنيين.
والشعب الأردني أصبح يعيش في هذه الأيّام إحباطا لا نظير له وأزمة ثقة في الحكومات المتعاقبة كلّها،،حتى أصبح في الشارع ينادي باسقاط الحكومات القادمة منذ الآن ،،وذلك من كثرة ما عانى من جور الحكومات التي دأبت على ترحيل الأزمات بل افتعال أزمات جديدة بقصد أو لعدم خبرة ودراية ولربما عدم اكتراث بالشأن العام من قبل وزراء دخلوا تلك الحكومات وكل وجلّ مؤهلاتهم هو معرفتهم وصداقتهم وسهراتهم بما يغضب وجه الله إما مع أي رئيس او مع زبانيته وحاشيته،،
وبعد كل هذا لك الله يا أردن ومن ثمّ شرفاء وأحرار شعبك الذين يحرصون على أمن الأردن وسلامة أهله وشعبه وارضه وعرضه تماما كحرصهم على حياتهم بل إنّ الوطن أغلى وأعز من الروح والأرواح لعزّه وسلامته هي الفدى،،
وبعد أن خاطبنا كل الحكومات ،،وصبرنا حتى ملّ الصبر صبرنا فلم يبق أمامنا إلا أن نوجه الخطاب بطيّب الكلام الى سيد الدّار وحامي الديار وقائد البلادفنقول وبالله التوفيق وهو من وراء القصد وبه نستعين::
* إنّ الشعب وهو يعاني يقول لا وألف ألف لسياسة تبديل الحكومات وتغيير الأشخاص،،
* نعم وألف ألف نعم لتغيير النهج الحكومي والسياسي،،
*لا وألف لا لتوزير من جربتموه مرة أو مرات ولم يقدم للأردن الاّ الفشل،،
*نعم وألف نعم لأن يتسلم رئاسة الحكومة الأتقياء الأقوياء الأمناء الحريصون على مصالح الوطن ولا يخافون في الله لومة لائم (( إنّ خير من استأجرت القوي الأمين)،،،فالقوة والأمانة متلازمتان ،،وذلك لأنّ القوي دون أمانة قد يبطش ويصبح كالوحش الكاسر لا يحلل حلالا ولا يحرم حراما ،،وأمّا الأمين دون قوة فقد يكون ضعيفا درويشا لا يدري ماذا يفعل ولا يستطيع مواجهة الأزمات،
،فلذلك ربط الله القوة والأمانة معا دون فواصل،،،
ياسيّد الديار نسأل الله أن يتولى أمر البلاد من هؤلاء الطيبين المخلصين،كي تستقر الحكومات فلقد أرهقتنا كثرة التغييرات الحكومية،وأرهقت موازنه الدولة،،وزادت من أزمة الثقة بين المواطن والحكومات ،،ولم تقدم نفعا للمواطنين حتى صار المواطنون يتندرون على كثرة تغيير الحكومات بلهجتهم العامية بعبارات منها:(( هذا حراث بل،،،تيتي مثل مارحتي جيتي، ،،،ياخوي طيب مع هالتغييرات راح كل الشعب يصير صاحب معالي ....و وكثير من مثل هذه الكلمات)
* الشعب يريد حكومات منتخبة اما برلمانية أو مباشرة من الشعب بحيث تكون انتخابات نزيهة وحرّة ،،فالأمّة لا تجتمع على ضلالة ،وعندها تكون الحكومة مسؤولة أمام الشعب الّذي انتخبها،
*الشعب يريد انتخابات برلمانية ضمن قانون يتيح لكل الأردنيين المشاركة على قدم المساواةوذلك خلال هذا العام كما صرح سيد البلاد في أكثر من مناسبة،،
**ويؤكد الشعب الذي ملّ من أداء هذا المجلس والمجالس السابقة على أن عدم اجراء الانتخابات هذا العام سوف يشكل كارثة سياسية لامحالة،،
*ونحن نقولها بصوت عال صريحة مدويّة لدولة الرئيس المكلف :
** نريد عملا وانجازا ينفع البلاد والعباد فلا وقت للكلام المعسول الّذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فالشعب يعاني ولا يحتمل وعودا وسرابا أو ترحيل أزمات،،فلا تكونوا سببا في مزيد من المعاناة التي قد تكون عواقبها لا نرضاها أبدا لا قدّر الله،
**وبصراحة يقول الشعب للرئيس المكلف : إذا كانت تنسيباتكم بأسماء الوزراء في حكومتكم هذه خاضعة لمعايير هوى نفسكم أو واسطة غيركم((أو هذا من الشلة،،وهذا محسوب لفلان وهذا على علّان )فانك لا أرضا قطعت ولا ظهرا أبقيت لا سمح الله. وسوف تستمر معاناة شعب بات يحتضر ولات مغيث الا الباريء القوي العزيز الجبار بعد أن سرقوا مقدرات هذا الوطن بلا حسيب ولا رقيب في غفلة من الزمان الرديء***
**الشعب يقول لك أيها الرئيس المكلف اذا لم يكن لديكم رؤيا واثقة بانقاذ الشعب واستعادة مقدراته وأمواله الّتي نهبت ومحاسبة كل الفاسدين وتحويلهم للمحاكم المدنية المختصة وبسرعة مهما علت مراتبهم وأن ينالوا القصاص العادل ،وكذلك تحسين معيشة المواطنين وخاصة الفقراء والمعطلين عن العمل،، وانظر لحال الشارع الاردني وما يجري فيه ،،فلتكن سياسة حكومتك احتواء بحق وصدق وتلبية المطالب الحقيقية التي ذكرنا جلّها ان لم يكن كلّها ،،، ولاجل هذا كلّه اذا لم تعتقد جازما بأنك قادر على كل هذا مع انجاز الاصلاحات والتي على رأسها ايصال الناخبين الى صناديق الاقتراع وان لم يكن كلّ ذلك رغم محدودية الوقت والمال فلا تكن من هذا الزمن الرديء لا قدر الله لك ولا لنا ذلك ،،
** هذه نصيحة مواطن يعشق الدّار والديار يبتغي بها وجه الله خالصة باذنه تعالى والله المستعان وهو ولي التوفيق،،،،