الملك في مضارب عشائر الدعجة
د. هايل ودعان الدعجة
29-04-2012 03:50 AM
تتلهف قلوب ومشاعر أبناء عشائر الدعجة وتتحرق شوقا إلى اللقاء التاريخي واللحظة التاريخية التي ستجمعهم بحادي الركب وراعي المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله وأعز ملكه، لتتكحل عيونهم برؤية جلالته، تعبيرا عن بالغ حفاوتهم وترحابهم بزيارة عميد آل البيت الاطهار يوم غد الأثنين إلى مضاربهم، التي تزينت بصور جلالته وبأعلام الوطن وباليافطات الترحيبية، وهي تضفي أجواء ومظاهر احتفالية ملؤها الفرحة والسعادة بهذه الزيارة الملكية الكريمة، المعطرة بشذى الطلة الهاشمية البهية التي تحمل معها عبق التاريخ الهاشمي المكلل بالعز والمجد والفخار، وهي تنثر عبيرها فرحة بلقاء قائد الوطن، لتعطر أجواء هذا العرس الوطني بالبهجة والسرور والتعبير العفوي الصادق عما يجيش في قلوب ابناء الدعجة من حب وولاء للعرش الهاشمي في تجسيد لالتفافهم حول الراية الهاشمية، والسير على نهج الآباء والأجداد في الانتماء لثرى الوطن والولاء لسيد البلاد .
فمن يمن الطالع على عشائر الدعجة ، ان حظيت احدى روابيها الشماء في منطقة ماركا بشرف استقبال جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول طيب الله ثراه، واختيرت مقرا لاقامته وللترحيب بضيوفه واقامة الاحتفالات بقدومه الى عمان في الثاني من اذار عام 1921، حيث كان لتشريفه وقدومه الميمون ابلغ المعاني وأطيب الأثر في نفوس أبناء عشائر الدعجة، الذين استقبلوه بكل الحفاوة والتكريم وشدوا على يديه الكريمتين، مرحبين به ترحيبا كبيرا باعتباره زعيما كبيرا ورمزا دينيا وعربيا هاشميا من رموز آل البيت الهاشمي الأطهار، الذين خصهم الله تعالى بعلو المنزلة وسمو المكانة وجلال الهيبة التي حباهم بها كابرا عن كابر، لقيادة الأمة العربية والإسلامية والدفاع عن قضاياها المصيرية حتى ترفع راية الحرية والكرامة عالية خفاقة بكل أنفة وعزة وكبرياء.
فوسط هذا المشهد الوطني الاحتفالي الذي يزهو بالزيارة الملكية الكريمة إلى مضارب عشائر الدعجة، تنشرح الصدور وتتعانق المشاعر والأفئدة بهجة ولهفة، تعبيرا عن غبطتها وفرحتها بهذه الاشراقة الهاشمية، التي تأتي اتساقا واستمرارا لنهج المتابعة والتواصل الملكي مع ابناء الاسرة الاردنية الواحدة في كافة مواقعهم، وهو النهج الذي تم تكريسه في المشهد الاردني كسنة هاشمية حميدة. فمنذ ان حمل جلالة الملك امانة المسؤولية وعلى نهج الهاشميين العظام، وابناء الوطن على امتداد اردننا الغالي يحظون برعاية جلالته واهتمامه وهو يصل الليل بالنهار ويجوب الوطن من اقصاه الى اقصاه، للاطمئنان على ابناء شعبه وتوفير احتياجاتهم وتأمين سبل العيش الكريم لهم، حتى غدت القيادة الهاشمية الاقرب الى قلوب الناس والاقدر على تلمس احتياجاتهم ومطالبهم، وهي ترفد منظومة الحكم بالمفاهيم والمعاني القيادية الانسانية والاخلاقية، ممثلة في المكارم والمبادرات الملكية التي جسدت رسالة هاشمية نبيلة افرزت حالة من التناغم والتلاحم بين القائد وشعبه .
ان ابناء الدعجة وهم يستلهمون من هذه المناسبة الغالية عبق الانجاز الاصلاحي الاردني، ليستذكرون ما قاله جلالة الملك المفدى خلال لقائه رئيس واعضاء مجلس النواب قبل ايام.. بأننا قطعنا خطوات مهمة على طريق الاصلاح.. ونحن قادرون على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن بعون الله ، كما تجاوزنا كل التحديات التي واجهناها في السابق، اذا عملنا بروح الفريق الواحد . في اشارة الى ان الاردن، الذي خلق من رحم التحديات, عرف كيف يطوّع اجواء ما بات يعرف بالربيع العربي، ويستثمرها في تكريس نهجه الديمقراطي والاصلاحي عبر سلسلة من الاجراءات تمثلت في التعديلات الدستورية التي مهدت لانجاز التشريعات والقوانين الناظمة للعمل السياسي بما يضمن تعزيز المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار، حيث طالت هذه التعديلات مفاصل اساسية وجوهرية في بنية النظام السياسي، تمهيدا لدخول الاردن مرحلة سياسية جديدة عنوانها النهوض بالعمل السياسي المؤسسي، انسجاما مع متطلبات المشروع الاصلاحي والديمقراطي الاردني. ما يؤكد النظرة الاستشرافية الملكية المستقبلية في تحديد معالم السياسة الاردنية في المرحلة القادمة .
وفي ظل هذه المشاعر الاحتفالية المفعمة بالفرح والسرور، فان من حقنا ان نتباهى وان نفاخر الدنيا باسرها بان جلالة الملك عبد الله الثاني مليكنا، والراية الهاشمية المظفرة عنوان مسيرتنا، نتفيأ ظلالها الوارفة ونستظل تحت افيائها، ننعم بطيب ثمارها وعبق اريجها الذي تناثر في سماء الوطن ابتهاجا بنعمة القيادة الهاشمية التي انعم الله بها علينا، فهي ثروتنا الحقيقية واساس قوتنا وعزتنا ومنعتنا. وسيبقى ابناء عشائر الدعجة على العهد بان يظل الاردن حمى هاشميا عربيا حرا عزيزا منيعا مزدهرا، مؤكدين التفافهم حول القيادة الهاشمية الملهمة، جنودا اوفياء وسيوفا مسلولة واهدابا تسيج المسيرة الوطنية .
والله نسأل ان يوفق جلالة الملك المفدى ويسدد على طريق الحق والخير خطاه، وان يكلأه بعين رعايته ويمتعه بموفور الصحة والعافية انه سميع مجيب الدعاء .
الرأي