عمون - محمد الخوالدة - شكى مواطنون وتجار في مدينة الكرك من الفوضى المرورية العارمة التي يعيشها وسط مدينة الكرك (المدينة القديمة) والتي وصفوها بالحالة لا تطاق .

الوضع المروري هناك ليس جديدا فالشوارع بحكم جغرافية المدينة وتاريخ نشأتها الضارب في اعماق التاريخ ضيقة وهذا ما لا يتناسب مع النمو السكاني المضطرد التي تشهده المدينة وتزايد متعاظم في اعداد السيارات، حالة ظلت محتملة ولو على مضض لفوضى مزمنة تخنق قلب المدينة، لكن المشروع السياحي الثالث الذي جرى تنفيذه في المكان اوصل الامور إلى وضع لايحتمل ولابد للمسؤولين في المحافظة العمل الفوري والمتواصل لحل هذه المعضلة التي باتت تؤرق العديد من المواطنين وأسواق المدينة .

شوارع المدينة الداخلية لايزيد عرضها عن بضعة امتار هذا قبل أن ينفذ المشروع السياحي الذي تسبب في تقليص عرض تلك الشوارع لتصل إلى مادون الثلاثة امتار ، حيث تقلصت الشوارع لصالح الارصفة فسعة الرصيف تصل احياناً إلى ضعف سعة الشارع، الارصفة العريضة لم تكسب الشوارع مسحة جمالية بل وجد فيها بعض الباعة والتجار مكاناً اضافياً لعرض سلعهم وبضائعهم.

الشوارع رغم الضيق التي تعانيه يفترض فيها أن تستوعب على مدار ساعات النهار حركة الاف السيارات والاف المارة ، السيارات تتحرك بعشوائية ، رجال السير والمرور شبه غائبين عن المشهد فالسائق سيد الموقف ، الباصات الصغيرة التي تعمل بشكل مخالف لنقل الركاب تسرح وتمرح ، تتوقف هنا وتتحرك هناك ، بعض باصات نقل الركاب التي يسمح لها بالدخول إلى قلب المدينة تزيد المشهد سوءا حيث يتوقف سائقوها حيثما شاءوا لإنزال الركاب ، عشرون راكبا بعضهم لايدفع الأجرة الا عند وصوله إلى حيث يريد وربما هناك جدل بين السائق او الراكب حول بقية الأجرة "الفكه" ، يتوقف السائق الباص مخلفا عشرات السيارات في توقف قسري خلفه لتتعالى أصوات أبواقها بكل مايعنيه ذلك من ازعاج ،احيانا يحدث الشجار فتتضاعف حدة المشكلة .

قلب مدينة الكرك هو المركز التجاري لعموم المحافظة ، يأتي إليه أغلب سكان القرى والالوية المجاورة للتبضع بحثا عن اسعار اقل وجودة اكثر ، وربما يحضر بعض الناس إلى وسط المدينة كعادة قديمة الفها سكان الكرك :
" محمد المعايطه " من سكان بلدة أدر قال ل"عمون " : نحضر إلى "المدينة"- وهذا الاسم المحبب لعموم اهل منطقة الكرك لمدينتهم- لاننا اعتدنا على زيارتها لسبب او لدون سبب ،عادة قال محمد ورثناها عن الاباء والاجداد ، اذ يبدو أن لمدينة الكرك القديمة عند ناس الكرك مذاق خاصة لابد من التلذذ به كلما سنحت الفرصة ، وغالبيتهم طبعا يحضر بسيارته الخاصة.

وسط المدينة ايضا فيه عيادات الاطباء ومستشفى خاص وفروع للبنوك التجارية التي لم يقم اكثرها بافتتاح فروع له في مناطق امتداد المدينة الجديدة ، وهذا الوسط ايضا مركز لتجار العطاره والسمكرية والحرف التقليدية الاخرى وهذه مصالح لها روادها الكثر ، ولايخلو هذا الوسط ايضا من بعض المؤسسات والدوائر الحكومية والمكاتب الخاصة التي لها من يتعاملون معها من داخل مدينة الكرك ومن القرى والبلدات المجاورة .

المشروع السياحي حمل هدفا جميلا هو الإرتقاء بالمرافق السياحية لوسط المدينة الذي يضم قلعة الكرك الشهيرة ، لكن يبدو أن القرارات البيروقراطية لم تاخذ بالحسبان أن تطوير الشان السياحي لايستلزم فقط تصميم مشروع وتنفيذه بل لابد من قرارات اخرى تلزم لنجاح المشروع وتحقيقه للاهداف التي وجد من اجلها ، فتضييق الشوارع يستلزم تقليص حركة السير فيها بأية طريقة كانت ، فاذا كان المسؤول عن المشروع السياحي على معرفة بماكانت عليه الازمات المرورية الخانقة وسط المدينة فهل فكر إلى اين ستصل الامور في ضؤ المتغير الذي حصل ؟.

يقول ناشطون من ابناء المدينة ومنهم رئيس ملتقى الكرك للفعاليات الشعبية " خالد الضمور " و "صبري الضلاعين " رئيس غرفة الكرك التجارية أن المشروع في ظل الوضع الحالي لن يحقق أي هدف من اهدافه فالسائح الذي يحضر إلى وسط مدينة الكرك لزيارة قلعتها يزعجه مايشاهد من تعقيدات حركة الحافلة التي تقله او أن حاول التجوال على قدمية ، فالفوضى المرورية ومزاجية السائقين ربما تؤخر الحافلة التي تقله لمدة تقارب الساعة احيانا ، وتساءلا ماذا لو حصل حريق كبير في ساعات الذروة في مصلحة عامة اوخاصة في احد الشوارع المكتظة وسط المدينة فالوضع قالا لن يسمح بمرور سيارة اطفاء او حتى سيارة اسعاف .

ماقاله الضمور والضلاعين استدعى أن نعرف راي الادلاء السياحيين وسائقي حافلات نقل السياح.

السائق أيمن قال انه لن يعود لنقل الافواج السياحية إلى مدينة الكرك حتى لو كلفه ذلك فقدان وظيفته ، معللا ذلك بقوله " أن المسافة بين مدخل وسط المدينة والقلعة لاتزيد عن ثلاث كيلومترات لكننا نقطعها باكثر من ساعة احيانا لان الشوارع مكتظة بالسيارات المتحركة وتلك المتوقفة في الشوارع الضيقة وبما لايسمح بمرور حافلة كبيرة" ، اضاف ايمن عانيت كثيرا عند منعطف المستشفى الايطالي وفي بداية دخول الشارع المؤدي إلى القلعة ، وعانيت عند انتهاء زيارة القلعة ومحاولة خروجنا من وسط المدينة ، قال : في الشارع الرئيسي الذي لابد وان نمر عبره معاناة على طول الشارع الذي لاتزيد مسافة عن 800 متر ، والمعاناة الاكبر عند دور وسط المدينة حيث تداخلات السير المربكة وحيث صعوبة الانعطاف باتجاه شارع المسجد العمري وعند دخول هذا الشارع تفاجأ بزخم الباصات الصغيره والمتوسطة المتوقفه بشكل عشوائي ، واضاف نحتاج ساعة للوصول إلى القلعة وساعة للخروج من وسط المدينة بينما نمضي وصولا إلى البتراء بساعتين او اكثر بقليل .

كان ايمن يتحدث بعصبية واضحة ،في محاولته شرح الوضع ، وقد بدا على هيكل حافلته اثار لخدوش واضحة في دهانها ، وفي مؤخرة الحافلة خدش واضح المعالم ، جراء احتكاك حافلته بسيارة كانت متوقفة بشكل خاطىء عند المنعطف المؤدي لشارع القلعة ، وشكى بأنه " لم يكن هناك أي شرطة مرور لاستنجد بهم ، حاولت المناورة بالحافلة علني اجد فكاكا من المأزق الذي انا فيه ، فاصبت السيارة المتوقف بشكل مخالف وحين رجعت إلى خلف اصبت احد الاعمدة التي وضعت ضمن المشروع السياحي للفصل بين الرصيف وجسم الشارع" .

الدليل السياحي احمد قال المشروع السياحي في الكرك فاشل بكل المقاييس أن ظلت امور الشوارع هكذا، فزوارالكرك من السائحين يتأففون من الوضع وبعضهم قال لن انصح احدا بزيارة الكرك .

واخيراً لابد لصانع القرار في الكرك وخارجها من أن يبحث عن حل سريع وشامل للوضع فبدل أن ننمي وسط المدينة سياحيا فانما نقتله سياحيا . من المواطنين المهتمين من اقترح حلولا نعرض ابرزها كمايلي :

العمل على ضبط دخول السيارات إلى وسط المدينة قدر الإمكان ، فهناك كمايرون سيارات لالزوم لدخولها ومنها باصات نقل الركاب الصغيرة المخالفة وكذلك الباصات المتوسطة التي يتم استخدامها كسرفيس داخلي ، منع التجار وغيرهم من توقيف سيارتهم الخاصة على الارصفة المحاذية لمتاجرهم او الاعتداء على تلك الارصفة لعرض السلع والبضائع عليها ، ويقترحون ايضا ايجاد مواقف لحافلات نقل السياح خارج وسط المدينة واعتماد وسائل اخرى لضمان وصولهم إلى القلعة ، والافضل كما يرى المقترحون تحديد مسارات خاصة للسياح لتحقيق هذه الغاية ، ومن المقترحات كذلك تكثيف دوريات رجال السير والمرور وسط المدينة .