عمون - عقدت لجنة الندوات في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية يوم الأحد محاضرة بعنوان ) المشهد الاقتصادي العربي الراهن : الواقع والاشكاليات ( للدكتور حميد الجميلي بحضور الدكتور محمد الطائي عميد الكلية وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلبة حيث تضمنت المحاضرة المشهد الاقتصادي العربي الراهن الذي يذكرنا بحجم التحديات التي تواجه الاقتصاديات العربية حاضراً ومستقبلاً.

وأشار الجميلي في مستهل حديثه الى موجة اقتصاد العولمة والسياسات التحررية الاقتصادية الجديدة وبرامج الإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي التي جاءت لابعاد المجتمع عن مخاطر الاختلالات التي يعاني منها المشهد الاقتصادي العربي الراهن .
و بين الجميلي أن من بين الأسباب التي أدت إلى تلك الاختلالات الحصيلة التراكمية لسياسات التنمية والتكامل التي ارتكزت على نماذج وأنماط ومفاهيم اقتصادية أنتجها الفكر الاقتصادي العربي بالاضافة إلى محدودية منجزات التكامل الاقتصادي العربي الناتج عن النقل العشوائي للتجربة الأوروبية في التكامل الاقتصادي العربي موضحا أن ضبابية الرؤية التنموية وعدم تفعيل إستراتيجية العمل الاقتصادي العربي المشترك أسهم هو الآخر في تعميق اختلالات المشهد الاقتصادي العربي مشيرا الى ان الخيارات الاقتصادية ومسار المستقبل الاقتصادي بات مرهون جزئياً بمقيدات السياسات الاقتصادية التي تفرضها المؤسسات الاقتصادية الدولية تحت شتى المسميات.

وقال الدكتور الجميلي بان البطالة هي أخطر الاختلالات التي يتسم بها المشهد الاقتصادي العربي الراهن حيث تزايدت معدلات البطالة في عدد من الأقطار العربية مشيرا الى انه قد بلغ معدل البطالة على مستوى الاقتصاد العربي 16% وهو من أعلى المعدلات قياساً بمناطق العالم الأخرى.

وأشار الدكتور الجميلي في حديثه الى عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي البالغ عددهم (25) مليون عاطل هم من الشباب المتعلم حيث يدخل أسواق العمل العربية سنوياً خمسة ملايين باحث عن عمل جديد مبينا انه من المتوقع أن يبلغ عدد العاطلين عن العمل خلال العشرة سنوات القادمة (60) مليون عاطل.
واشار الدكتور الجميلي الى اختلالات المشهد الاقتصادي العربي في البيئة الريعية للاقتصاد العربي حيث بلغت مساهمة الخدمات والصناعات الاستخراجية من الناتج المحلي الإجمالي يبلغ (78%)، بينما لاتسهم بقية القطاعات الإنتاجية سوى بـ (22%) مبينا ان تصاعد العجز في الميزان التجاري الزراعي العربي قد بلغ (46) مليار دولار في عام 2011.

وأوضح الدكتور الجميلي في حديثه عن قيمة الفجوة الغذائية العربية التي بلغت (36) مليار دولار في عام 2011مبينا انه من المتوقع أن تبلغ (58) مليار دولار في عام 2020 واشار الى انه قد بلغت الأموال العربية المستثمرة في الخارج (3000) مليار دولار (3) تريليون دولار بينما لا تتجاوز الاستثمارات العربية البينية (200) مليار دولار.

وفي نهاية المحاضرة قدم الحضور مجموعة من المداخلات سواء كانت أسئلة أو مقترحات ركزت على تقييم الوضع الحالي والمقترحات والحلول المرجوة وتم الاتفاق على عقد محاضرة أخرى لطرح البدائل الناجحة للمساهمة في التصدي لهذه الاختلالات.