لا تتوقف الدعوات الرسمية وغير الرسمية للشباب إلى التوجه إلى التدريب المهني بدل التزاحم على أبواب الجامعات بدعوى أنها تخرج ألوف العاطلين عن العمل.
الواقع أن الحكومة تحابي بطالة الجامعيين على باقي "البطالات", فهي تهتم بـ"عدم توفر" فرص العمل لهم أكثر من اهتمامها بـ"عدم توفر" فرص العمل لغيرهم أي لغير الجامعيين.
يضاف لذلك أن العاطلين "غير الجامعيين" يلامون مرتين, الأولى لأنهم "لم يكملوا دراستهم", والثانية عندما يشكون من قل العمل, إذ يقال له: لماذا تشكون? يوجد جامعيون لا يجدون عملاً ! .
وح¯تى عند وصف حالة كل منهما, فإن العاطل غير الجامعي مظلوم, فبينما نقول عن الجامعي أنه ركن شهادته وعلقها على الحائط, فإننا لا نقول عن المهني العاطل أنه "ركن صنعته" او علق "عدته" قرب الحائط.
مع الزمن صرنا من البلدان الأكثر كلاماً عن البطالة, ونحن عندما يتكلم عن مشكلة نشعر اننا حللناها, وإذا سألنا أحد, نستغرب سؤاله ونقول: "لقد سبق أن تحدثنا", أو "لقد أدركنا مبكراً" او "لقد حددنا موقفنا فيما مضى".
اما العاطلون ذاتهم الذين يجري الحديث عنهم, فحالهم مثل حال ذلك الشخص الذي دخل في مؤخرته ذات يوم "وتد طويل", فجاءه شخص آخر يريد مساعدته, لكنه أمسك بالوتد وراح يحركه يميناً وشمالاً وهو يقول: هل هذا حقاً وتد? نعم.. نعم إنه والله وتد !! .
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم