ابو الفتوح يحظى بتأييد واسع في سباق الرئاسة في مصر
23-04-2012 03:33 AM
عمون -(رويترز) - يحظى سياسي طردته جماعة الإخوان المسلمين بتأييد واسع بين الليبراليين والإسلاميين على السواء لمسعاه لرئاسة مصر متحديا الجماعة التي شارك في دفعها قدما برسالة تتخطى الانقسامات في مجتمع يسوده الاستقطاب.
وينال عبد المنعم أبو الفتوح إعجاب قطاع عريض من الناخبين مقارنة بكثير من المرشحين الآخرين للمنصب بمن في ذلك مرشح الإخوان المسلمين الذي يشغل منصب رئيس حزب الحرية والعدالة ومسؤولين سابقين في حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويتوقف كسبه لهذا السباق التاريخي على مدى عمق هذا التأييد في المجتمع المصري.
وزادت فرص ابو الفتوح في السباق باستبعاد المرشح الإخواني الأساسي خيرت الشاطر والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل وكان الاثنان منافسين له على أصوات الإسلاميين.
وسيتوجه الناخبون المصريون إلى صناديق الاقتراع الشهر المقبل لاختيار من سيخلف مبارك الذي أسقطته انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي بعد 30 عاما من حكم اتسم بالقمع.
ويتوقع محللون أن تجرى جولة إعادة في يونيو حزيران. ويقول كثيرون إن الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى منافس بارز ايضا.
ويعتقد محللون أن أبو الفتوح لا يزال يتمتع باحترام واسع في صفوف جماعة الإخوان بعد اقدام قيادتها على طرده بسب اصراره على الترشح للمنصب وقت أن كانت الجماعة تقول إنها لن تقدم مرشحا منها. ومنذ فصله من الجماعة حظي بتأييد خارج معسكر الإسلاميين.
وكان من شأن وعده بالإصلاح السياسي أن يجذب مصريين من التيار العلماني. وأيده بعض أنصار المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بعد انسحابه من السباق الرئاسي.
وبعيدا عن النخبة يحظي أبو الفتوح بسمعة طيبة قوامها الأمانة والاستقامة مما ساعده على بناء شعبية واسعة بين العامة.
وقال عضو مجلس الشعب المستقل عمر الشوبكي وهو يتحدث عن مآثر أبو الفتوح وهو يقدمه للجمهور في تجمع انتخابي في حي امبابة غرب القاهرة هذا الشهر "ما يقوله هو الذي يعمله."
وأضاف أنه أنسب من "يكسر الاستقطاب الذي نعيشه."
ويشير الشبكي وهو باحث بمركز ألأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى الخلافات التي احتدمت بين الإسلاميين الذين هيمنوا على البرلمان وغيرهم الذين يخشون من صعود جماعة الإخوان.
وفك أبو الفتوح الطبيب الذي يبلغ من العمر 60 عاما رابطة عنقه حين وقف لمخاطبة الحشد الذي ضم مئات الأشخاص. واستمع الجمهور في هدوء بينما راح يطرح رؤيته لجعل مصر صاحبة واحد من أقوى 20 اقتصادا في العالم في غضون عشر سنوات ولتقوية الجيش واجتثاث بقايا النظام الاستبدادي القديم الذين وصفهم بأنهم تهديد كبير لمصر.
وقال "بعد ثورة 25 يناير إن شاء الله لن يحلم الشعب المصري بحقوقه (فحسب) سيحلم بما (هو) أعلى من ذلك."
وقال إن من الضروري أن تكون مصر دولة مدنية للشريعة الإسلامية المعتدلة احترام فيها "بعيدا عن التطرف الإسلامي والعلماني والديني."
وأضاف "مصر لن تكون نسخة من تركيا. لن تكون نسخة من تونس. لن تكون نسخة من إيران. مصر ستكون مصر."
وقال مراد فخري أحد أفراد مجموعة من السلفيين كانوا يستمعون لأبو الفتوح "هو شخص محترم ومعتدل. الشعب المصري يحتاج لهذه الفكرة في هذا الوقت.
وقال سلفي آخر في الحشد إنه اعتزم انتخاب ابو إسماعيل قبل استبعاده من الترشح لكنه سينتخب أبو الفتوح.
لكن لا يزال ناخبون كثيرون لم يحسموا اختيارهم بعد. ويتيح استبعاد أبو إسماعيل للإسلاميين الاختيار بين أبو الفتوح والمرشح الإخواني.
وقال الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين مشككا في فرص أبو الفتوح إن كثيرا من الليبراليين قلقون إزاء الماضي الإخواني له وإن كثيرا من الإسلاميين بدأوا يتشككون في أنه إسلامي حقيقي.
وقال حسين لروتيرز "سيأخذ بعض (أصوات) بعض هؤلاء وبعضا من أولئك."
وكان أبو الفتوح من جناح إصلاحي في جماعة الإخوان يقول محللون إن القيادة المحافظة للجماعة دفعته إلى الهامش.
وكان أبو الفتوح قياديا طلابيا في شبابه وواجه الرئيس الراحل أنور السادات في السبعينات قائلا له في مناسبة عامة إنه أحاط نفسه بالمنافقين.
ووضع مؤيدو أبو الفتوح تسجيلا للمناقشة الساخنة بينه وبين السادات على الموقع الإلكتروني لحملته.
وكان أبو الفتوح من بين مئات النشطاء الذين اعتقلهم السادات عام 1981 قبل اسابيع من اغتياله برصاص إسلاميين متشددين.
ويقول أبو الفتوح إنه وجد نفسه في السجن بين متشددين مثل أيمن الظواهري الذي يقود تنظيم القاعدة الآن وآخرين أكثر أصولية ممن ألقي القبض عليهم بعد اغتيال السادات.
ويحظي أبو الفتوح بتأييد حتى بين مصريين لا تستهويهم السياسة.
ويقول وليد عبد الرحمن المتخصص في إدارة الأعمال (27 عاما) وهو من بين الأغلبية الساحقة التي لم تهتم بالسياسة في عهد مبارك "أروع ما في أبو الفتوح أنك بمجرد أن تسمع عنه تنجذب إليه."
وأضاف "الأشياء التي يتحدث عنها تتصف بالشمول. لا تشعر بأنك بعيدا عنه سواء كنت إسلاميا أو ليبراليا أو مسيحيا أو حتى لا تؤمن بالله."