قائمة سرية لمرشحي الاسلاميين
ماهر ابو طير
21-10-2007 03:00 AM
اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن عبر ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الاسلامي ، عن قائمتها للمرشحين لخوض الانتخابات النيابية المكونة من اثنين وعشرين مرشحا ، وهي القائمة التي اوحت بداية بكونها معتدلة ، وبأن الاسلاميين لا يريدون عددا كبيرا في مجلس النواب.في الوقت ذاته اعد الاسلاميون قائمة سرية ضمت ستة عشر مرشحا لخوض الانتخابات النيابية المقبلة ، بالتنسيق الكامل مع الحركة ، وبناء على رغبة الحركة ، وهي القائمة التي بقيت سرية ، من اسرار الحركة ، ليصبح عدد المرشحين للقائمتين ثمانية وثلاثين مرشحا ، يضاف اليهم عدد من المرشحين المستقلين ، الذين لا ينتمون للحركة لكنهم عقدوا تفاهمات قوية ، توجب ضمهم للحركة في مجلس النواب حال فوزهم ، وبالاضافة الى ما سبق ما تردد عن ترشيح شخصيات اسلامية لنفسها بشكل مستقل ، وافتعال خلافات مع الحركة لعدم ترشيحهم بشكل رسمي ، وهو تكتيك ذكي ، بحيث يتجاوز عدد مرشحي الاسلاميين الاربعين مرشحا.
ما يريده الاسلاميون وفقا لمصادر رفيعة المستوى ، ومن وحي القيادات العليا ، هو الحصول على الثلث المعطل في مجلس النواب المقبل الذي يضم مائة وعشرة نواب ، واذا كان الاسلاميون تاريخيا لا يحصلون على اكثر من خمسة عشر مقعدا نيابيا ، فانهم لحسابات استراتيجية بحثوا في تبني احد نموذجين نيابيين في المنطقة ، الاول الانموذج الفلسطيني حيث حاز الاسلاميون هناك على اغلبية نيابية تورطوا بها ، والانموذج الثاني هو الانموذج اللبناني ، بحيث لا تكون اغلبية ، لكنك تكون اقلية ، غيابها يعطل اصدار القوانين ، بل ويهرب الجلسات ، أي اقلية معطلة ، والثلث المعطل هنا اقل خطرا على وجود الاسلاميين من الاغلبية التي تعاند وتعطل ، كذلك.
خطورة ما يجري ، ان هناك من اعتقد ان هناك تهدئة اسلامية ، سواء لحسن نية ، او لعدم دقة في التحليل ، او لنقص في المعلومات ، والواضح ان الحركة قررت اعتماد التصعيد لكن عبر ثلاث خطط انتخابية ، الاولى بقائمة علنية ، والثانية بقائمة سرية مكونة من ستة عشر مرشحا ، والثالثة عبر المرشحين المستقلين والعشائريين والغاضبين بتنسيق مع ذات الحركة.
اخطر ما في القائمة العلنية انها بدت بشكل سطحي خالية من رموز التطرف التي نعرفها جميعا ، غير ان البعض لا يعرف ان الحركة سحبت الرموز المتشنجة وطنيا ، واتبعت استراتيجية "البدلاء" الموجودة في السينما أي "الدوبلير" الذي يقوم بالدور نيابة عن الممثل الاصلي وبالذات في الحركات الصعبة ، وقد لا يعرف كثيرون ان هناك شخصيات مرشحة اشد تشنجا من تلك التي كان متوقعا ترشيحها ، غير انها معروفة في اطار دائرتها الانتخابية ، وغير معروفة على مستوى البلد ، مما جعل الانطباع بأن القائمة معتدلة ، انطباعا غير دقيق ، سببه ايضا ترشيح شخصيات اخوانية خبرت العمل الرسمي ومن ابناء الدولة ، كما يقولون؟ اذن هناك قائمة سرية ، واتحدى الحركة ان تقول على الملأ ان لا مرشحين لها غير الاثنين والعشرين ، وان تتنصل من قائمة الستة عشر السرية او المرشحين المنثورين تحت مسميات مختلفة ، وان يقول لنا الاسلاميون سر الاجتماع الذي تقرر فيه اعتماد مبدأ الحصول على الثلث المعطل.
مشكلة الحركة الاسلامية لدينا ، انها لا تعرف حتى الان ان كل الاسرار المخزونة بنظر بعض القيادات ، هي ليست اسرارا على "الدولة" وان كل ما يجري في الخفاء ، واضح لمن يهمه الامر ، و لوكنت محل الاسلاميين لما استغرقت في "السرية" المفتعلة ، فلا فائدة لها ، خصوصا ، ان الاسلاميين لن يحصلوا على حصة تتجاوز حصتهم في مجلس النواب الرابع عشر ، مهما فعلوا من خطوات.