شركات التنظيف أبرز أسباب أمراض المستشفيات
22-04-2012 05:29 PM
عمون - راشد العساف- أعطيت خادمة أندونيسية شهادة خلو أمراض بموجب شهادة صحية تحمل رقم 97569 (أ ص) صادرة عن وزارة الصحة بتاريخ 24-2-2012 ولدى عرضها على أحد المسشفيات تبين أنها مصابة بمرض "السل".
اذا تساهلت الوزارة بهذا الامر فمن يحمي صحة المواطن ويمنع انتشار الاوبئة والامراض الخطرة والمعدية في الاردن واذا كانت الوزارة تشرف على المستشفيات الحكومية والخاصة بهذا المستوى من الرقابة فما هو مصير صحة المواطن ؟
استهجن رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان عبد الكريم الشريدة عدم الجدية من قبل وزارة الصحة في الكشف الصحي الذي تفرضه على العمالة الوافدة القادمة من دول تنتشر بها الامراض المعدية والاوبئة، خصوصاً بعد اعطاء خادمة اندونسية شهادة خلو امراض وهي تعاني من مرض " السل".
واصيب 9 من الكادر الطبي في مستشفى الزرقاء "الحاووز" الحكومي الاسبوع الماضي بمرض رئوي غامض، توفيت على أثره الممرضة "عواطف البلوي".
وأوضح مصدر طبي أنه لا بد على وزارة الصحة اعادة حساباتها بالنسبة لتعقيم المستشفيات الحكومية وعدم ترك هذا الامر واناطته بالشركات الخدمية الربحية أو الاستثمارية لانه من غير المعقول ان تخلط علبة التعقيم (ديتول) مع أكثر من (80) لتر ماء وبعد ذلك نقوم بعملية التعقيم التي لن تكون مجدية.
وتشكل امراض المستشفيات مشكلة واضحة للعيان ''حسب المختصين''، وهذه الأمراض والإلتهابات المكتسبة اوالتي تصيب المرضى من المستشفيات والتي تشكل خطورة على المرضى وربما تؤدي للموت تحدث نتيجة لبعض انواع البكتيريا المقاومة لعمليات التعقيم والتنظيف في المستشفيات والتي تصبح اشد فتكا مع عدم توفر المضادات الحيوية المنتجة حديثا لمعالجة آثار الإصابة بهذا النوع من البكتيريا .
يقول الدكتور علي ضمرة الطبيب الاداري في قسم الاسعاف والطوارىء بمستشفى الامير حمزة ان المستشفيات الحكومية تغطي فئة كبيرة من المجتمع الاردني لتدني سعر الفاتورة التي يدفها المواطن فيها، وهذا يعني استقبال الالاف يومياً، ويحملون امراض مختلفة خصوصاً مع دخول مرضى من ليبيا ودول اخرى، وتعتبر الاجراءات الطبية الواقية فيها غير كافية.
ويوضح ضمرةأنه من الممكن ان تنتقل أمراض السل والأمراض الجلدية وغيرها بين المراجعين لقلة الخدمات الوقائية في داخل المستشفيات الحكومية، من التعقيم المستمر في الممرات والاقسام.
ولاحظ أن آلية التعقيم التي تقوم بها الشركات الخدمات الخاصة داخل المشتشفيات الحكومية غير كافية.
ويقول الدكتور عبد القادر نشوان من قسم الاشعة العلاجية بمستشفى البشير، أن المستشفيات عادة ما تستخدم العديد من المواد المعقمة والمطهرة والمضادات الحيوية لتنظيف وتعقيم المستشفيات.
ولكن، يتابع نشوان، بالرغم من ذلك تبقى بعض انواع البكتيريا المقاومة بعد عملية التعقيم ، وهذه الانواع من البكتيريا يصعب عادة معالجتها بالمضادات الحيوية المتوفرة في المستشفيات في الأردن الا ما ندر .
ويؤكد نشوان ان هذه المشكلة تعاني منها غالبية مستشفيات المملكة بسبب عدم تقييد زيارات المرضى في المستشفيات من قبل افراد عائلاتهم واصدقائهم التي تكون بأعداد كبيرة، من البكتيريا الضارة التي يخلفونها وراءهم في المستشفى وتتسبب بزيادة اعداد وانواع البكتيريا الضارة في المستشفيات التي تتحول الى انواع مقاومة للتعقيم وفتاكة بالمرضى وهذه الأنواع من البكتيريا شديدة المقاومة يصعب معالجتها الا بالمضادات الحيوية المنتجة حديثا وهي غير متوفرة في الأردن لعلاج هذه الحالات الا بشكل نادر جدا في القطاع الخاص.
وطالب نشوان وزارة الصحة باتباع الاجراءات التي تقوم بها المستشفيات في دول العالم المتقدم من فحص روتيني لجميع مرضى المستشفى والكادر الطبي وغيرهم.
الممرض والناشط هاشم البلاونة اكد ان المستشفيات لا تطبق الية " ضبط العدوى"، وذلك باخذ الاجراءات الاحترازية بتعقيم الكادر الطبي والمرضى في حال ظهور اي مرض وبائي في اي قسم.
وحمل البلاونة المسؤولية على الكادر الطبي لانهم لا يقومون باجراءات السلامة بارتداء الاقنعة الطبية والكفوف الواقية.
وأكد ان شركات التنظيف الخاصة داخل المستشفيات الحكومية سيئة جداً، ويتبعون سياسة التوفير لجني ارباح اكثر على حساب الصحة العامة للمستشفيات والمرضى.
هناك عوامل اخرى بالاضافة الى بيئة المستشفى مثل قلة المناعة وزيادة استخدام المضادات الحيوية للعلاج والمكيفات والاجهزة الطبية والعاملين في المستشفى والزائرين للمرضى وكثرة المرضى والهواء والمياه.
ووصلت نسبة الامراض المكتسبة من المستشفيات الى 20 بالمئة أو من 2-4 ملايين حالة سنويا في العالم والتي تتسبب بمقتل 90 الف شخص سنويا وان هذه الامراض تكلف الوقت والمال والمعاناه، إذ انها تكلف 8 ملايين يوما اضافيا للعلاج سنويا وزيادة في التكلفة بما يقارب 5-10 بليون دولار سنويا.
وهذا الأمر يشكل خطورة بالدرجة الأولى على المرضى بعد العمليات التي تترك ''جرحا مؤقتا '' اذ تسبب لهم هذه البكتيريا التهابات مستعصية وربما قاتلة خصوصا اذا تسببت بتجرثم الدم .
الدكتور محمد عبد المجيد عبيدالله طبيب انف وأذن وحنجرة في مستشفى الجامعة أكد ان السبب الرئيسي لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية يكمن بكثرة استخدام المضادات الحيوية دون داع ، ويحذر المواطنين من كثرة استخدام المضادات الا M.R.S.A.
واشار عبيدالله الى الإجراءات الإحترازية التي يقوم بها مستشفى الجامعة في حال ثبت اصابة أي مريض بأنواع البكتيريا المقاومة ، اذ يتم عزله بشكل مباشر عن باقي المرضى في غرفة خاصة، ويمنع ادخال أي زائر او حتى أي فرد من كادر المستشفى من الطبيب والممرض وعامل النظافة الذي يقوم بتنظيف الغرفة الا بعد اتباع شروط التعقيم اذ يوفر معقما لليدين خارج الغرفة، ثم يرتدي من يدخل غرفة المريض قناع للفم والأنف و''مريول '' خاص معقم ،كما يمنع زيارة الأطفال وضعيفي المناعة للمريض حرصا على سلامة الجميع .
كما يجري المستشفى فحصا شاملا ومجانيا لأي موظف في المستشفى تعرض لوخزة اثناء تعامله مع المريض.
وقال بأنه من الصعوبة بمكان اجراء فحص لكل زائر يدخل المستشفى او لكوادر المستشفى كاملة كما في الغرب، نظرا لعدد الزوار الهائل للمرضى في مستشفيات المملكة.
وهذه العملية ، برأيه، بهذه الحالة مكلفة للغاية ولا تستطيع ميزانية المستشفيات تحملها.
ويلفت إلى مشكلة اخرى تكمن في انقطاع ادوية هذه الأنواع من البكتيريا في صيدليات المستشفيات وعدم توفرها بشكل دائم لأسباب عديدة ربما بعضها يعود لإرتفاع اسعارها خصوصا وانها في الغالب ادوية مستوردة.
ولفت إلى أنه أحيانا يمكن ان يكون الممرض مثلا او احد كوادر المستشفى مصابا بهذه البكتيريا دون ان يعلم واثناء تعامله مع المرضى يتسبب باصابتهم بالبكتيريا المقاومة، ما يشكل خطرا على حياتهم.
ونصح المستشفيات باجراء فحص روتيني لكوادره بشكل دوري حفاظا على سلامة الجميع، وأن تخصص ميزانية خاصة لهذا الأمر .