عمون، موسكو، مروان سوداح
يَنتهي الأسبوع المقبل إخراج المسلسل التلفزيوني (العطار)، للمخرج البيلوروسي الشهير الكسندر نيكيفروف، ويُشارك فيه إثنان من الفنانين السوريين الكبار هما، محمود الويسي ومصعب الباشاوات.و يندرج الفلم في إطار أفلام الإثارة، والفكرة المركزية فيه هي الصراع بين الخير والشر. ويتحدث عن قصة حقيقية، قديمة، هي البحث عن كنزٍ أثري مدفونٍ، ومجهول المكان، تركهُ التتار والمغول في موقع ما، تقود اليه خارطة قديمة، وضعوها في أوج سيطرتهم على أصقاع واسعة من العالم، من ضمنها أرضي روسيا المعاصرة.

يمثل الفنان مصعب الباشاوات ملياردير باكستاني من القرون الخوالي هو نادر شاه، الذي وظّف امواله وجهوده، بالإضافة الى عصابة سفاكة، في سبيل العثورِ على الثروة المفقودة، عن طريق الحصول على قطعتين منفصلتين، تمثّلان الخريطة، التي تدل على الكنز الدفين.

أما محمود الويسي، فهو شاب وسيم يتمتع بوضع مالي واجتماعي متميز، يعيش ويعمل ويتنقل بين دول اوروبية، منها روسيا حيث يقيم بانتظام، والمانيا، بالإضافة الى سوريا، حيث يجري تصوير المسلسل. لذا، فهو بات مؤتماً، من جانب نادر شاه، لتسيير أموره المالية وعملياته الخاصة في هذه الدول.

يقول الفنان الويسي في معرض تعليقه على هذا الانتاج الروسي السوري الجديد، إن اختيار فنانين من الأوساط العربية جاء ليتطابق وحبكة القصة، فالعرب والباكستانيون متشابهون في سحنة الوجه، وفي تصرفاتهم، وتركيبتهم النفسية، بالإضافة، الى رغبة الطرف الروسي في تعزيز العلاقات الفنية مع الجانب العربي. فمنذ زمن طويل، خاصة ما بعد البيريسترويكا، يَرصد الويسي، لم يُنتج أي عمل مشترك روسي عربي في مجال التلفزيون.
ويؤكد الويسي، ان مشاركته في هذا المسلسل ينتقل به الى مرحلة اخرى متميزة في حياته الفنية، فهو يأخذه من الإطار السوري المحلي، الى العالمية، من بابها العريض، وسينعكس ذلك، حتما،ً على وضعه الفني في سورية، وعلى العلاقات الفنية العربية الروسية، بالكثير من الايجابيات، ويؤكد على صورة العربي الإنسانية في المجتمع الروسي، ورابطة الدول المستقلة الناطقة بالروسية.
ويأمل الويسي، أن يبادر التلفزيون العربي السوري، ومحطات التلفزة العربية، الى شراء المسلسل، وعرضِه، لكونه تجربة متقدمة في التعاون التلفزيوني الروسي العربي.
ويُذكر، ان الفنان ألويسي، كرّس حياته على مدار السنوات السابقة، للتمثيل في المسرح السوري، ومسلسل (العطار) هو العمل التلفزيوني الأول الذي يُشارك فيه.

ويتميز الفلم بقوة النص، والأداءِ، ويزيد من المتعة فيه، أنه ينتقل بالمشاهد الى بلدان مختلفة، تتحول ميادينها وشوارعها الى ساحة صراع بين العصابات، والنزاع في مفهوم القوة وموقعها بين الخير والشر في عالم الإنسان.
ومن المتوقع أن ينال هذا المُنتج التلفزيوني الجديد إقبالاً واسعاً من جانب المشاهد الروسي، خاصة للرعاية الكبيرة التي أولاها له المخرج المعروف نيكيفروف.

وسيعرض الفلم في نيسان المقبل 2008 على شاشة المحطة التلفزيونية الروسية الشهيرة في موسكو (ان.تيه.فيه) التي اشترت حقوق العرض بالكامل. وتُعتبر (ان.تيه.فيه) واحدة من اقوى واشهر المحطات التلفزيونية الروسية، التي تبث على الاقمار الصناعية ومن خلال محطات أرضية.