كونوا عدالة الارض المستمدة من السماء
نايف المحيسن
19-04-2012 07:54 PM
لاتجعلوا السجن قبرا للحريه بل اجعلوه خزانا يغذي ألأرض العطشى لها لترتوي و بعدها يزهر الربيع فلن يكون هناك ربيع بدون ماء و أنتم عندما كنتم في سجونكم استمطرتم السماء شتاء و خزنتم مياه السماء لتغذوا الأرض القاحله لتجعلوها أرضا خصبه.
تذكروا ولا تنسوا أن الحياة بدأت عندما بدأتم و ستنتهي عندما تنتهون فأنتم البدايه لحياه لا نهاية لها كما هي الرسالات السماويه و كما هي الثورات التاريخيه التي غيرت معالم التاريخ ليكون تاريخكم كما هم العظماء ففي كل الأوطان هناك عظماء فاقتدوا بهم لتغيروا مجرى الحياه.
من غيروا التاريخ البشري كان البعض ينظر لهم في البدايه انهم ضحايا أو وقود و لكن استمرارهم و اصرارهم و عزيمتهم التي لم تلن جعلتهم منارات شامخه و أصبحوا كالشمس الساطعه على الأوطان.
اجعلوا قدوتكم المهاتما غاندي و نلسون مانديلا و مارتن لوثر كنج فأنتم كبار كما هم ان استمريتم و طاولوا هؤلاء الكبار لئلا تصغروا فبداياتكم مثل بداياتهم و ما تسعون له هو نفسه ما سعوا له فالأمل بكم و ما يؤهلكم للعطاء ريعان شبابكم المزهر كما هو زهر الربيع فلا تقبلوا الا بالربيع الدائم.
اجتزتم امتحانكم الأول و فزتم فوزا عظيما و وجدتم المؤازره و الدعم لكم لأنكم أصحاب قضيه عادله كلنا أصحابها و لكنكم أنتم من نبتم عنا في اجتياز امتحانها, فخرجتم من سجونكم أكثر مما أنتم , هل كنتم تتوقعون ذلك ,فما بالكم بالأستمرار وطول النفس .
اعتبروا أن معركتكم الحقيقيه قد بدأت الآن و انطلقوا ووحدوا صفوفكم أكثر و أكثر و لا تقبلوا الأنجرار للمكائد و المصائد فأنتم الآن أكبر منها و اعتبروا ان النهج السلمي هو النهج القاتل لمن يناصبكم العداء و هذا النهج هو ما يغيظ أعدائكم و يزيد من أصدقائكم و به تسعون لكسب أعدائكم مثلما تسعون لكسب أصدقائكم .
أيها ألأحرار احملوا مشاعل الحريه و اجعلوها وقودا لا يحرق بل ينير الطريق و عندها ستجدون ان مشاعل الحريه هي قاتلة الظلام والظلم و ستحرقون بها آفات الفساد لنستقبل الغيث الذي هو من صنعكم ,استمطرتموه على عدالة الأرض المستمده من السماء .
لاتقبلوا بزرع من غير سنابل و لا بأشجار من غير ثمار فالوصول الى الحريه هو قطف الثمار فاسعوا سعيا حثيثا لتأتوا لنا بالخير الوفير , بثمر نظيف لا سوس و لا دود فيه فاقضوا على الآفات قبل أن تقضي هي على الثمار
ننتظركم بفارغ صبرنا و لا فارغ لصبركم فأنتم أهل الصبر و الرجاء و بالأمل نسير خلفكم فأنتم من تقودون الآن مركب الحريه فلا تنظروا الى وعورة الدرب فكل الدروب لم تكن ممهده لنا لنسير عليها بل كانت هناك ايدي مباركه هي من مهدتها لنا .