مؤتمر السلام القادم ما بين التطرف والاعتدال
فايز الاجراشي
20-10-2007 03:00 AM
مع اقتراب موعد مؤتمر السلام الذي تنوي الولايات المتحدة ان تقوده مع نهاية السنة في واشنطن فان التحضيرات لاجل انجاحه قد بدأت على قدم وساق.
وما يهمنا نحن الاردنيون ان يخرج هذا المؤتمر بقرارات تكون عادلة وترضي الطرفين.. فالخوف في حالة الفشل ان تظهر العناصر المتطرف لتقول للعالم ان السلام لم يعد ممكنا في الشرق الاوسط وان الطريق صعب المنال في حال المفاوضات.ولكن الصورة تختلف عند النظر الى الطرف الاخر.. فحسب اقوال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فان اللقاءات التي جرت ما بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي جرت بطريقة جدية ومعمقة وان الجانبين قد بحثا القضايا المشتركة للخروج بصيغة وثيقة حول اطر التسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
ومن طرف اخر فقد اعلنت هيئات فلسطينية رسمية وشعبية ان التسوية يجب ان تكون لها ثوابت لا يمكن التنازل عنها ومنها ان الحدود الفلسطينية هي الرابع من حزيران بما فيها القدس العربية المحتلة خطا احمرا لا يمكن القبول باقل من استعادته كاملا غير منقوص وايضا هناك القضية الاكثر تعقيدا وهي اللاجئون والتي يجب حلها بما يتناسب والقرار الدولي رقم 194 لعل كل التحضيرات التي تجريها السلطة الفلسطينية واسرائيل في سبيل التحضير للاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط الهدف منه ان لا يفشل هذا الاجتماع لان ذلك سيكون بمثابة كارثة على المنطقة باكملها.
وهذا دفع بامريكا صاحبة الدعوة الى التحرك باكثر من اطار في سبيل رفع العقبات التي تعترض هذا الاجتماع ومن اجل تحريك العملية السلمية والتي توقفت في المنطقة منذ اتفاق اوسلو فقد تحركت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى الشرق الاوسط واجرت محادثات متعددة في فلسطين واسرائيل والاردن ومصر وقالت عن هذه المحادثات بانها (مشجعة). المحللون يقولون ان سبب فشل الكثير من الاتفاقيات الدولية التي ابرمتها اسرائيل مع العالم العربي وتحديدا الفلسطينيين سواء مؤتمر مدريد الدولي سنة 1991 واسلو وكامب ديفيد سببه تعنت اسرائيل واصرارها على التفرد بكل القرارات وتطبيق سياسة الارض المحروقة فيما الادارة الامريكية لا تستطيع الضغط عليها بالقدر الذي يجعلها تخرج بقرارات قابلة للتطبيق على ارض الواقع.
المحللون يشيرون كذلك الى ان المؤتمر المنوي عقده في نهاية العام قد يكون المحطة الاخيرة امام السلام وان فشله سيعني ان المتطرفين من كلا الجانبين قد ثبت رؤيتهم وان الحل سوف يكون باهضا ومرتفعا في كلا الجانبين.
ما نأمله نحن الاردنيون ان يكون الحل سلميا وان يكون لامريكا دور فاعل ومنحاز كما قال جلالة الملك في لقاءه الاخير مع الرئيس بان على امريكا ان تقرب وجهات النظر ما بين الطرفين وتعزيز اجواء الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال المرحلة القادمة وبما ينأى بهما عن اجواء التوتر السائدة بينهما منذ عقود خدمة للسلام وللاجيال القادمة واغتنام الفرصة واعادة تنشيط عملية السلام بين الطرفين.