facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ماذا بعد نقابة المعلمين؟!!


د. محمد الخصاونه
19-04-2012 04:14 AM

أما وقد صار هنالك نقابه للمعلمين فإن الكثير من الناس يتطلعون نحو هذا الإنجاز الذي تحقق لمعلمي الوطن بعين من العطف والتأييد... فالمعلم هو ركيزة هامه من ركائز بناء المجتمعات الناجحه وهو بهذا يستحق الثناء والوقفه التي بها نكافيء المجهودات التي يقدمها نحو أهله ووطنه... ويتطلع العديد من الناس بعد هذا الإنجاز ومن المعلمين أنفسهم إلى الأمور التي يمكن تحقيقها للنهوض بالعمليه التعليميه ككل... فالمعلم هو المربي خارج حدود الأسره بل هكذا ينبغي أن ينظر إلى هذا الأمر... والمعلم يستحق منا أنواع المكافأه والتقدير باختلافها، بل علينا أن نعيد الهاله والهيبه إلى هذا المعلم كي تعود لسابق عهدها إذ أن التربيه الأسريه سقطت وفشلت في بلادنا في إنشاء الأجيال التي تنهض بالأمم المنتجه الرائده...
إلا أن موضوع نقابة المعلمين هو بحد ذاته سلاح ذو حدين!! فكما أن النقابه توفر التطلعات التي سعى لها معلموا الوطن، إلا أن وجود مثل هذه النقابه الفتيه يشكل بوابة قوية لفرض الواجبات على المعلمين كما كان لهم من حقوق... فمن الأمور المهمه على مستوى الوطن هو ضرورة وضع الخطط الإستراتيجيه والتعليمات التي ترخص وتنظم عمل المعلم!! وكذلك فإن الجميع يتمنى على هذه الكينونه الوليده وضع الرقابه والتعليمات التي تحكم عمل المعلم المدرسي خارج وقت دوامه الرسمي التابع في غالب الأمر وتعود حاكميته لوزارة التربيه والتعليم لتكون هنالك الأسس لوجود المعاهد التعليميه الربحيه التي باتت منتشره على امتداد الوطن والتي أضرت بمصلحة الدوله الموظفه للمعلم المدرسي!!
إلا أن الناس باتوا مهتمين (ومنهم بطبيعة الحال المعلم نفسه) بضرورة تجنيب هذه النقابه لأنواع التسييسات التي أوبأت باقي النقابات بشتى ألوانها... إلى درجة أن النقابه المهنيه في وقتنا الراهن باتت أسيرة لحفنة من الناس لا تتعدى نسبتهم من كافة المنتسبين العشرون بالمايه أصبحت تحكم وترسم وتضع القرارات وتقرر مصير التبرعات وعلاقات الدوله مع الناس ومع باقي الدول حتى أصبحت ومن وراء الكواليس تدفع وتوجه ما بات يسمى في يومنا الراهن بالربيع العربي إلا درجه أصبحت تخل بأمن المواطن والوطن الذي يؤويه... ومن هنا بات من الضروري توجيه بعض النصح للقائمين على هذه النقابه الوليده من أجل السعي والإنخراط في العمل المهني بشكل أساسي وحسب مما من شأنه النهوض والرقي بمساعي التنميه المستدامه للدوله إذ أن التعليم المدرسي بات يشكل قاعدة الأساس التي يبنى عليها أي نظام جامعي ناجح...
وكذلك فإن نقابة المعلمين هذه باتت من الجهات المسؤوله التي يمكن لها أن تضع الأسس والخطط التي ترفع من سوية إمتحان الثانويه العامه (التوجيهي) الذي لم يعد يشكل المعيار الأمثل لانتقاء الطلبه الجدد في الجامعات إلى تخصصاتهم... وكذلك فإن للنقابه الجديده دور ريادي في دعم المجهود الحكومي لتطوير المناهج والخطط التعليميه بما يتلاءم واحتياجات العصر...
إلا أن هذه النقابه مدعوة أيضاً لإشراك نخبه من أساتذة الجامعات في عضويتها... فأستاذ الجامعه هو بطبيعة عمله معلم في بوتقة الوطن ودوره مكمل لدور المعلم المدرسي... وهنا فلا خوف من احتكار هذه النقابه من قبل أساتذة الجامعات إذ أن العديد من أساتذة الجامعات من المهندسين والأطباء والصيادله والزراعيين والمحامين باتوا أنفسهم يفضون عضويتهم في نقاباتهم الأصيله فهنا لا ضرر ولا ضرار من إشراك النخبه من أساتذة الجامعات نحو تحقيق البناء المطلوب في بنية أبناء المجتمع التعليميه والذين قد يتردد العديد منهم من إشراك أنفسهم بهذا الأمر إلا أن الموضوع بات يتطلب منا الصبر والحكمه في باب إشراكهم في بوتقة هذه النقابه.
أما الدور المركزي للنقابه فيكمن في إرساء دعائم مجتمع مجنب لمناحي الفساد المختلفه من خلال بناء الجيل الفاعل من قادة المستقبل ورعاته... فالتربيه البيتيه باتت تحكمها ما يراه الفرد على قنوات التلفاز من الأمور التي أفقدت الجيل الصاعد هويته فأصبح مقبولاً لدى بعض فئات المجتمع أن ينحرف الفتى أو الفتاه نحو احتراف الإجرام أو الإنحراف الخلقي منذ نعومة الأظفار دون أن يجدوا لهم من يرشدهم أو يوجههم نحو الطريق القويم الذي يجنبنا ظواهر العنف الجامعي بألوانه وجرائم القتل والإنحراف نحو المخدرات والرقيق الأبيض الذي غزى مدارس بناتنا وأصبح المدللون من نفس بني جلدتنا من أبنائنا الذين يظهرون في مرأى ذويهم على أنهم من الأنبياء من شدة خلقهم والتزامهم الديني في المنزل ويكونون في الوقت نفسه من أكثر الناس انحرافاً في الوسط الإجتماعي الذي ينتمون له مستغلين بذلك ثقة الأهل التي وضعت بهم والإستثمار المكلف الذي انغمست به الدوله لتوفير كافة سبل التعليم التي تنهض بهم في نهاية المطاف... إن هذه النقابه الفتيه لن يكون بمقدورها الإدعاء بأنها لن تتمكن من الإسهام في تربية الأجيال مدعية بأن الأهالي وأولياء الأمور يرضون لبناتهم أن ينظر لهن على أنهن سلع يتم تداولهن من على بوابات مدارسهن دون وجود الرقابه المطلوبه لا من الأهل ولا من الدوله نبني بعدها جيلاً من الشباب والشابات المنحرفين من سوء إهمالنا الذي بات علينا وضع حد نهائي له ليتمشى الأمر مع عاداتنا وقيمنا الإجتماعيه والدينيه الأصيله التي لو تشبثنا بها وأضعنا الوسط التعليمي المنحرف الذي بتنا نشهده في عقر دارنا لكان خيراً لنا وأقوم!!!





  • 1 د. خالد دهيسات 19-04-2012 | 04:58 AM

    مقال رائع دكتورنا العزيز يحمل في طياته افكار بناءة ومشاعل خير لمن أراد أن يسلك الطريق القويم ، فعلى الجميع أن ينهض بمسؤولياته على أكمل وجه دون إلقاء اللوم على اطراف أخرى.

  • 2 ابن اربد 19-04-2012 | 01:32 PM

    احسنت قولا يا دكتور وان شاء الله تكون النقابة عند حسن الظن بها.

  • 3 أبو محمد (الرمثا) 19-04-2012 | 02:16 PM

    د.محمد (أبو عبدالله)..
    يسلم ثمك على هالكلام الطيب الرائع..إن أفكارك الجياشة المليئة بالتحليل المنطقي المبني على الثقافة العالية والأفق الواسع..
    أنت دائماً في المقدمة فكراً وعلماً ولم تكن يوماً من دعاة الشوفينية فاقدين الخيال عديمين الإنتماء...
    وفقك الله وأطال في عمرك في خدمة الوطن والمواطن بقيادة مليكنا وحامينا (أبو الحسين)أطال الله في عمره
    وشكراً

  • 4 جمانة ابوسمرة 19-04-2012 | 04:42 PM

    من حسن حظنا اننا تتلمذنا على يد أساتذه كالدكتور محمد الخصاونه الذي علمنا كيف نحترم المحاضرة والمحاضر.

  • 5 محايد 19-04-2012 | 05:56 PM

    شكل الدكتور عم بحضر فلم ثاني غير اللي بحضروه المعلمين .. السياسات يا بابا من واجبات الحكومات .. ممكن سوال؟ ....

  • 6 ابو جواد - المفرق 19-04-2012 | 06:23 PM

    ما بعد نقابة المعلمين نقابة العاملين في الجامعات !!!!!

  • 7 أحمد الشرع 01-05-2012 | 11:45 PM

    كلام جميل ورائع ... ينم عن معرفة جيدة جدا في ما وراءالاحداث من الكاتب ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :