ضحكتان .. وسؤال عن رايس ؟
د.حسين محادين
20-10-2007 03:00 AM
الضحكة الأولى :
لقد نجحت دولنا النامية وبامتياز في استقدام الكثير من أنماط الحياة الغربيةالتي بقيت للان خارج التأثير الايجابي في ذهنيتنا وسلوكاتنا وقراراتنا العربية رغم تواجدها بيننا،بدء من الجينز والخلوي والمطابع وأدوات الإعلام ، مروراً بالسيارات والعطور ولغة العربزي والتقانة ونمط الوجبات السريعة ؛ وليس انتهاء بتعابير خاوية الحضور لدينا للان: كالديمقراطية ومؤسسات المجتمع العشائري / المدني والشفافية في الملابس فقط، إذ لعبت كلها وما زالت تلعب دوراً تخديرياً لا بل تصديرياً – بدلاً من الصناعة الُمفترض استنباتها وتصديرها – من قبل أصحاب السياسة وصناع القرار العتيدين في عالمنا العربي نحو شرائح الفقراء بالمعرفة والحقائق منا كمواطنين ، ومع هذا بقي الشرق شرقاً والغرب غرباً ؛ تُرى ماذا لو عرفنا السبب.. فهل سيبطل العجب ؟
الضحكة الثانية ..
قلت الذي سبق، وأنا أتقلب على ظهري من شدة الضحك أو البكاء لا فرق لدي كمواطن عربي مفجوع بعد أن قرأت ما نشرته إحدى الصحف البريطانية بأن حكومتهم قد أنفقت حوالي 9500 دولاراً أمريكيا عام 2004 على حفل عيد الميلاد الخمسين لدكتورة الخارجية الأمريكية / أو العربية ربما لا فرق لدي كمواطن لفرط جهلي بالسياسة أيضا وهذه الدكتورة هي كوندريزا رايس .وهذا الحفل ( الباذخ ) نظمه السفير البريطاني في أمريكا بحضور الرئيس بوش وزوجته لورا وبمشاركة 111 ضيفاً فقط وتخلله أيضا تقديم فستان دبلوماسي لرايس ؛وكل الذي سبق بفاتورة لم تصل قيمتها عشرة آلاف دولارا أمريكيا،ومع هذا قام الراي العام البريطاني بالاحتجاج ضد التطاول الحكومي على المال العام الذي يُجبى من دافعي الضرائب للحكومة حيث قد قام ممثلو حزب العمال البريطاني في مجلس العموم باستجواب خارجية حكومتهم عن هذا الإنفاق الباذخ و عن مبرراته في آن.
أما وقد انتهى الخبر الصحفي أعلاه، فقد كرعت دموعي مُجدداً وأنا اتسائل من منا –متابعين وأحزاب وإعلاميين أو جماهير .. الخيملك المعرفة لأنها قوة ابتداء ولأنها كذلك مشاركة عربية في صناعة القرار المرتبط بحياتنا الآخذة في الأفول ربما؛ومن منا يعرف أو قد يتوقع،ماذا يمكن أن يُقدم العربان لرايس الصديقة في المؤتمر المقبل تزامنا مع عيد ميلادها الثالث والخمسين إذا ما وطأت قدماها الرشيقتان أرضنا وقناعاتنا الثكلى بجديتها في الحلحله ؛ خصوصا وان زياراتها مكوكية تماما كوزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر . ومن من أحزابنا وسياسينا الواعدين لديه معرفة أو رصداً أو قولاً في ما يحدث معها أو لها في بلادنا العربية- لا سمح الله- ونحن الأوفياء لوطننا العربي الممتد من الجوع إلى النفط وعلى امتداد شواطئ الأسئلة التي تحرق رغبتنا في المعرفة أو حتى السؤال عن ما قد يجري ولسبب بسيط هو أننا مُسرحون من العمل العام أفرادا وتساؤلات .. أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ثم من منا يملك جرأة الاعتراف بذلك ؟ سؤال مفتوح على الخبل الذي أعيشه كمواطن نايم .
باحث أكاديمي .