المرشح الذي نرفض في ماراثون الانتخابات !
20-10-2007 03:00 AM
[ حالة شراء الأصوات أو ما أطلق عليه وزير الداخلية عيد الفايز وصف المال السياسي ، هي حالة متوقعة سنجترّ لا جدال تكرارها في الانتخابات المقبلة الشهر القادم ، مع التأكيد بأنها مجرد مرض اجتماعي ولم تترسخ لتصبح ظاهرة ديمقراطية وسياسية ، على أننا يجب أن لا نغفل خطورتها من حيث هي حلقة تضاف إلى حلقات أخرى ، تُكوّن بمجموعها سلسلة الفساد الاجتماعي من بابه الانتخابي والديمقراطي بالتالي ، وهذا بعض ما أشار إلى عناوينه رئيس المجلس السابق المهندس عبد الهادي المجالي ، وذلك على شاشة الأردنية في مقابلتين مع الزميل جميل النمري و مواجهتين مع الزميل سميح المعايطة .
ففي حلقة من برنامج بلا قيود (مثالاً) أكد المهندس المجالي للزميل النمري ، أن هذه الحالة من الضعف الديمقراطي و على المستويين الممارسة الانتخابية والأداء النيابي ستستمر دون حل ، لا بل – والحديث لمعاليه – ستبقى وبذات البؤس في السنين الأربع القادمة هي عمر المجلس الخامس عشر المقبل ، إذ لا وصفات جاهزة في المدى المنظور لكن الوضع – ووفق المجالي – سيتغير بالتأكيد عام 2011 أي في المجلس السادس عشر .
العلاج فيما يرى كثيرون وهو للأسف الشديد آخر الحلول وأعني الكي ، لكنه بالقطع ليس (الكي القانوني) بل (الكي التنويري) وأقصد الثقافي ، مع الاستدراك بضرورة اللجوء إلى الحل الأول في حال حصلت المعجزة ، وتم ضبط حالة أو أكثر من هذه الحالات الجنائية ، سقت هنا مصطلح المعجزة لأننا نعلم يقيناً ، أن الناخب الغلبان هو الأكثر حرصاً من الحوت المرشح ، على سرية هذه الصفقة التي من المفترض وطنياً أنها مهينة للطرفين .
ففي انتخابات الدورة الماضية ، كان غلابى أحد الأحياء الفقيرة في عمان الشرقية ، يتنادون بينهم جهاراً نهاراً ليس بالذهاب إلى مقر انتخابي بعينه ، للحصول على صناديق أو طرود تحتوي على ما يُلقم (فم) وحش الفاقة (حجراً) انتخابياً !، بل وأيضاً لمتابعة ارتفاع سهم الصوت في بورصة حملة هذا الحوت الانتخابية ، والذي بلغ في الأيام الأولى (50) ديناراً ليصل في صبيحة يوم الاقتراع إلى (200) وربما أكثر ، ما أسال لعاب عائلتي أنا شخصياً وكنت بلا عمل أصرخ تسطيراً وجوعاً !، بأن طالبوا بصراحة أن (أضرب بريك !) .. ولو ليوم واحد (فقط !) .. يوم الاقتراع ، لمقولة أنني كبيرهم الذي علمهم سحر الإنعتاق (المجاني !) ، لمبادئ همسوا يومذاك بأنها لا تسمن ولا تغني من جوع ، وأحني بدلاً هامتي وهاماتهم وهامة هذا القلم الوطني الملتزم ، ولو ليوم واحد فقط لقاء (200) ديناراً للصوت الواحد .. لذاك الحوت الواحد !
وعلى الجملة .. اختصاراً ، ولكي نقف اجتماعياً وديمقراطياً دون وصول نموذج المرشح الحوت إلى القبة ، يجب أن نحتشد جميعاً عبر كل الأقانيم والمنابر والعشائر لمواجهة حالة الاسترخاء ، والتي نخشى مع المهندس المجالي من استمرارها في المجلس القادم بل النقيض بتحقيق المعادل المطلوب ، ما يُمكّنُ بالمحصلة وكمطمح رئيس أبناء الدولة الأردنية الماجدة من خياراتهم الوطنية ، والتي نرى أن أبرز ملامحها هو تكريس استحقاقات ثلاثة قبل الانتخابات القادمة ، الاستحقاق الأول هو ترسيخ ثقافة (النزاهة) الانتخابية ، والثاني توكيد وربما مأسسة ثقافة (الوعي) الانتخابي – تفعيل جمعية حقوق الناخبين الأردنيين .. مثالاً ، أما الاستحقاق الثالث وتبعاً للاستحقاقين السابقين فهو ثقافة (الديمقراطية) الانتخابية . ]
Abudalhoum_m@yahoo.com