facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصباح: تسامح الهاشميين صمام الامان والاستقرار


17-04-2012 06:08 AM

سفير الكويت السابق لدى الاردن

الشيخ فيصل الصباح : تسامح القيادة الهاشمية وحرصها على الاصلاح صمام الامان والاستقرار في الاردن ..

 سيبقى الاردن ملكا وشعبا وارضا في قلبي ووجداني ما حييت وسأعمل من اجله اينما كنت فأنا حصتكم ولكم.

 الشعب الاردني عروبي اصيل الى الحد الذي يفوق الوصف.

 مكونات الشخصية الاردنية تحمل الكثير من لقاء الحضارات على ارض المملكة .

 الاردني كاجداده الانباط يجد في البناء ويخلص في العمل ليثمر جهده وجده مملكة عصرية رغم قلة الامكانات .

 لنا في الكويت تجربة نعتز بها مع الكفاءات الاردنية التي ساهمت على مدى عقود مضت في نهضة البلاد .

 حين يذكر اسم الاردن ، في اي محفل من المحافل الدولية يحضر على الفور تسامح قيادته.

 في حضرة جلالة الملكة رانيا العبدالله يخجل الفقر ويظهر غنى الفقراء.

 الاطياب يحكمون الاطياب ، والاخيار يحكمون الاخيار ، لتواصل هذه المهرة الاردنية الاصيلة طريقها ، على ارض صلبة.

 حينما عملت على تشجيع الاستثمارات الكويتية في الاردن كنت ابني على ارض صلبة .

 مستوى الجامعات الاردنية الرفيع وكفاءة الهيئات التدريسية تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة .

 الاعلامي الاردني عروبي، متوازن، مصداقيته عالية، ويعي مسؤولياته جيدا تجاه بلاده وامته.

 لانني اردت الافضل للسائح الكويتي شجعته على زيارة الاردن.



شكلت تجربة سفير دولة الكويت السابق لدى الاردن الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح علامة مميزة في العمل الدبلوماسي.

نقل السفير الشيخ العمل الدبلوماسي الى فضاءات اخرى من خلال انفتاحه على مختلف مكونات الشعب الاردني.
وكان على الدوام يطرح افكارا جديدة لتفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومن خلال حبه للاردن والاردنيين استطاع الوصول الى قلوبهم، واستحق بعمله الدؤوب ارفع الاوسمة.

تشغل ذهنه على الدوام قضايا الامة الكبرى، الا ان هذه القضايا لم تبعده لحظة عن خصوصية العلاقة مع الاردن وسلطنة عمان التي عمل فيها سفيرا من قبل ويسهب في الحديث عن ذكرياته فيها، ففي اجندته اليومية تحضر المملكة والسلطنة وعلاقات التعاون بين العربي الذي يراه مهما اكثر من اي وقت مضى.

حول هذه التجربة وقراءته للاوضاع في المنطقة حاورت "الراي" الشيخ فيصل الحمود المرشح لمناصب رفيعه في دولة الكويت وكعادته كانت اجاباته على الاسئلة من النوع الذي يحافظ على توازن العلاقة بين حب كبير للاردن والاردنيين وعقل رجل الدولة الذي يقرأ المستقبل ويعي دوره جيدا.

 يتعامل الشارع السياسي مع تجربتكم في الاردن باعتبارها ظاهرة غير عادية في العمل الدبلوماسي لدرجة ان بعض الصالونات تستخدمها اداة للقياس في اي السياقات تضعون هذه التجربة ؟

ـ بداية اسمح لي ان اختلف معك في التوصيفات، لاني لا افضل التعامل مع وجودي سفيرا لبلادي الكويت في بلادي الاردن ، باعتباره نوعا من العمل الدبلوماسي التقليدي الذي يمكن ان يطلق عليه وصف التجربة القابلة للفشل والنجاح ، لم اشعر للحظة واحدة بانني اقوم بتجسير علاقة بين بلدين ، فقد التقت القناعة مع الشعور بانني اخدم اهلي في" بلدي ّ " الكويت والاردن ولم ولن اتوقف عن خدمة الاهل ، بعد انتهاء مهماتي الوظيفية لان هذا واجبي ، الذي اتمنى من العلي القدير ان يعينني على ادائه.

 هل تولدت هذه القناعة التي التقت مع الشعور من خلال "التجربة" واسمح لي ان اعيد استخدام المصطلح ام جئت بها معك لدى تسلمك مهامك سفيرا للكويت في الاردن ؟

ـ علاقتي مع الاردن لم تبدأ بعملي كسفير لبلادي في المملكة، وان كانت من بين الاسباب التي جاءت بي سفيرا ، لا يمكن اختزال هذه العلاقة بالوظيفة، او ربطها بظروف سياسية عابرة، هي اقدم واعمق من ذلك بكثير، هي علاقة الاهل بالاهل .

 نفهم من ذلك ان تطوير العلاقات بين البلدين والارتقاء بها لم يبدأ مع بدايات عملك كسفير ...

ـ كان قبل ذلك بسنوات ، وبقي محل اهتمامي على الدوام ، لاني اعي جيدا ان ما يجمع الكويت والاردن اكبر بكثير ، هي العلاقة التي يمكن ان نصفها علاقة الدم الواحد الذي يجري في عرقين .

 كيف تنظر الى المشاعر التي قوبلت بها مشاعرك تجاه الاردن والاردنيين ؟

ـ لدى الاردنيين ذات القناعة ونفس الشعور ، هذه حقيقة لا جدال فيها ، الشعب الاردني شعب عروبي اصيل ، يصعب وصف هذه الاصالة في عجالة ، اعتقد انها بحاجة لقاموس .

 يرد في بعض المقالات التي تكتبها اشارات الى خصائص الشعب الاردني هل يمكن وضع هذه الاشارات في سياقات الحديث عن هذه الخصائص ؟

ـ مهما كتبت وتحدثت عن الشعب الاردني الذي عرفته عن قرب قبل عملي كسفير ، وتعززت هذه المعرفة خلال فترة عملي في الاردن ، اظن انني لم اوف هذا الشعب حقه .

عند التفكير في هذه المسألة تنقاد تلقائيا الى الحديث عن مكونات الشخصية الاردنية وتركيبتها .

ارض الاردن المباركة تجسد لقاء الحضارات ، حيث تتجاور شواهد ماشيده الانباط والرومان ، مع اضرحة الصحابة رضوان الله عليهم ، ومسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ومغطس السيد المسيح عليه السلام .

ترك خزين هذه الحضارات ، وتعددها ، وغناها اثرا لا تخطئه الحواس في الروح الاردنية .

لذلك لا يحتاج المار بهذا البلد لكثير عناء كي يكتشف سر روح التعايش بين ابنائه بمختلف اصولهم ومنابتهم الكريمة .

يستحق الاردني ان يكون مضرب مثل في التسامح ، القيمة التي تمتد جذورها الى ديانات سماوية ، انزلها الباري عز وجل ، لتكون النور الذي يضيئ طريق الانسان، نحو الحق .

كرم ونخوة العربي ، الاصيل ، الغيور على ابناء جلدته ، تجدها حاضرة في السلوك اليومي للاردنيين الذين جبلوا على مكارم الاخلاق .

 للمكان اثره في بلورة هذه الخصال ...

ـ نعم ، الانسان ابن بيئته ، و للمكان الذي يجمع بين البادية والقرية دوره في تكوين الشخصية الاردنية ، بكل ما تحتويه من شهامة وكرم وود وطيبة .

 تتجسد هذه الروح في عطاء الانسان الاردني لبلاده كما نقل عنك في اكثر من مناسبة ..

ـ الاردني كاجداده الانباط يجد في البناء ويخلص في العمل ليثمر جهده وجده مملكة عصرية رغم قلة الامكانات .

يعم خير هذا الجد والجهد والمثابرة على اي مكان يعيش فيه الاردني عندما يغادر بلاده للعمل في الخارج .

ولنا في الكويت تجربة نعتز بها مع الكفاءات الاردنية التي ساهمت على مدى عقود مضت في نهضة الكويت .

الاردني يخلص لعمله اينما حل ، يعمل بروح الفلاح الذي يخلص للشجرة لكي تثمر ، ونخوة البدوي الذي يقدم روحه من اجل القيم النبيلة ، والمدني بتحضره .

الشخصية الاردنية غنية بمكوناتها الى الحد الذي يميزها ويبقيها محل اعجاب وتقدير كل من يتعامل معها .

وبتميز هذه الشخصية واخلاصها وادائها ترك الاردني اجمل صورة لبلاده في العالم .

 لاي حد انعكس ذلك على العلاقة بين الشعب والحكم ؟

ـ الى حد كبير ، ولا يتعلق الامر بالشعب الاردني وحده ، حين نتحدث عن هذه العلاقة .

هناك ايضا العوامل المتعلقة بحكام الاردن ، الذين يجمعون بين اشرف انساب العرب وسعة الافق ونفاذ البصيرة وعلو القدر والهمة .

هناك مقولة ارددها حين اتحدث عن هذه العلاقة وهي ان الاطياب يحكمون الاطياب ، والاخيار يحكمون الاخيار ، لتواصل هذه المهرة الاردنية الاصيلة طريقها ، على ارض صلبة ، وثابتة ، تمنحها العقود الماضية نضجا ، والنضج حيوية في القرار ، وقدرة على استشراف المستقبل تتجدد كل يوم .

 نعم ... تحدثت في اكثر من مناسبة عن اثر هذه العوامل على طريقة جلالة الملك في الحكم .

ـ حين يذكر اسم الاردن ، في اي محفل من المحافل الدولية ، يحضر على الفور تسامح قيادته ، وحب الشعب لقائده ، التسامح بين الحاكم والمحكوم ابرز ملامح الحكم في الاردن ، وهناك جوانب اخرى تتجسد فيها خصال القيادة الاردنية ، التي تحولت الى نموذج ، كان من الممكن تجنيب المنطقة حروب وكوارث لو تم الاحتذاء به .

 تعني السياسة الخارجية ؟

ـ السياسة الخارجية احد الاوجه وليس جميعها ، ففي فهم جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، للعامل الزمني ، الفاعل ، في حياة المجتمعات ، وصناعة الاحداث ، ما يستحق التأمل فيه ، واستخلاص المعاني منه .

احد عناصر ذلك الفهم ، وابرزها ، واكثرها حضورا ، في علاقة جلالته مع هذا العامل ، قدرته الفائقة على الاصغاء ، لايقاعات التحولات ، والتقاط التفاصيل البسيطة ، ببصيرة الهاشمي القادم من بيت النبوة ، ووعي القائد المجرب لواقع امته ، وجوهر الاحداث وتعقيداتها، في عالم اختفت معالم حدوده ، ليتحول الى قرية صغيرة.

فهو الخبير بقراءة المعادلات السياسية ، وكيفية تشكلها ، وقدرتها على البقاء ، واحتمالات تغيرها ، ومدى تاثيرها على شعبه وامته ، وطرق التعامل معها ، والزمن في ذهن جلالته ، نبض التحولات ، التي تبقى ما بقيت الحياة ، التي وهبها الخالق لمخلوقاته ، على هذا الكوكب .

يتيح تحول معادلات المنطقة والعالم الى كتاب مفتوح بين يدي جلالته اتخاذ القرارات في اوقاتها ، فالتأخر في اتخاذ القرار ، مضيعة للفرص ، والخطوات تفقد جدواها ، اذا جاءت قبل اوانها ، ولادراكه اهمية اتخاذ القرار المناسب ، في الوقت المناسب ، يحرص جلالته على ان يكون شريكا فاعلا ، في الحراك الكوني والاقليمي.

مع جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، يتحول الزمن الى دلالة على سرعة بديهة ، تكشف عن ذكاء متقد ، ودراية بتجارب قيادات تاريخية ، لم تدخر جهدا في ايصال شعوبها الى بر الامان ، وآليات صناعة القرار ، في المنطقة والعالم ، فقد اعتاد جلالته ، على قرع نواقيس الخطر ، ووضع النقاط على الحروف ، لمنع الكوارث قبل وقوعها ، و يدخل في سباقات مع الزمن ، لحل معضلة هنا او هناك ، على امل منع الكوارث التي تتهدد الاقليم ، وشعوبه الحالمة بالامن والامان .

بادراكه لاهمية العامل الزمني ، و الفعل المبني على هذا الادراك ، قدم جلالته نموذجا ، للقائد الذي يستمد شعبه وشعوب المنطقة القوة من عزيمته .

 خلال وجودك سفيرا للكويت في الاردن ما هو الموقف الذي تأثرت به فيما يتعلق بهذا الجانب ؟

ـ لدي قناعة بان سلوك الناس يعبر عن مخزونهم الثقافي ، وتجذر معتقداتهم فيهم ، والعمق الانساني في شخصياتهم ، رؤيتهم للحياة ، وتصوراتهم للعلاقة مع بعضهم .

والملمات تظهر معادن الرجال ، وشيمهم ، و يصبح لسلوك الانسان وتصرفاته لدى وقوعها معان ، وايقاعات مختلفة في نفوس الناس .

اعطيك مثالا ، ما الذي تعنيه صورة جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يودع عاما ، ويستقبل اخر ، بالتبرع بالدم لضحايا العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، وتحركه الدؤوب لوقف الحرب المروعة ، حينما وقعت تلك الحرب .

بهذا الموقف الذي تابعته وتابعه غيري اضاف جلالته جديدا الى بحر لا ينقطع ، من عطاء انساني ، بقي على الدوام النافذة التي يطل منها على شعبه وامته والعالم ، ووجه رسالة واضحة في التفاعل والتآزر ، مستمدة من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي " وتنطوي هذه الرسالة على قيم عربية اصيلة حاضرة دوما في تفاصيل حياة جلالته .

بهذه المبادرة قدم جلالته نموذجا يحتذى في تلاحم القيادة وشعبها من اجل نصرة قضايا العرب والمسلمين واغاثة المنكوبين ، فلم يتوان الشعب الاردني الكريم منذ اللحظة الاولى لذلك العدوان عن الخروج بمسيرات الغضب احتجاجا على استباحة دماء ارواح الاشقاء في القطاع العزيز على كل ابناء الامة .

 لهذا الدور جذوره في التفكير السياسي الاردني ...

ـ نعم جذوره تمتد الى عمق الهوية الاردنية ، هذا البلد بقيادته وشعبه عروبي بالفطرة ، وعروبته غير مصطنعه ، وبقي وفيا لقضايا العرب والمسلمين ، لم يتخل يوما عن التزاماته ، تجاه امته رغم ما طاله بفعل الجغرافيا السياسية التي مثلت تحديا دائما له .

 كانت لك ايضا وقفات عند الجهود التي تقوم بها جلالة الملكة ؟

ـ الجهود المميزة التي تقوم بها جلالة الملكة رانيا العبدالله تجسيد اخر ومظهر من مظاهر هذه الروح الاردنية .

فهي تسابق الوقت ، وتسبقه في اغلب الاحيان ، تختصر المسافات ‘ فتتحول الجغرافيا الاردنية من الرمثا الى العقبة لفضاء من العمل على تلبية حاجات المحتاجين .

وفي حضرة جلالتها يخجل الفقر ، ويظهر غنى الفقراء ، يتغلب المعاقون على اعاقاتهم ، وتنفرج اسارير البؤساء .

بفعلها وحركتها الدائمة ، استطاعت ملكة الانسانية ، ان تكون اما لكل اطفال الوطن ، يتسع عطاءها ليعم .

 كنت دائما صاحب اجتهادات في وصفك للعلاقات الثنائية بين البلدان عندما تتحدث عن العلاقات الثنائية بين الكويت والاردن ..

ـ من الطبيعي ان يفرض الموصوف حضوره على الواصف وبناء على هذا الحضور يأتي الوصف .

العبارات غير التقليدية ، تستخدم في العادة لوصف ما هو غير تقليدي ، وغير عادي ، والعلاقة بين الاردن والكويت فاقت المألوف والعادي ، وبالتالي لم تعد العبارات المتداولة في الاوساط الدبلوماسية قادرة على وصفها .

فالعلاقة الاردنية ـ الكويتية التي وصفتها بانها تفوق الوصف تجمع بين التاريخ المشترك ، والامتدادات العائلية والعشائرية ، وتشابه التجربة السياسية ، وتماثل وجهات النظر حول القضايا العربية والاقليمية والدولية ، والمصالح المتبادلة .

يصعب ان تجد علاقة ثنائية بين بلدين عربيين او غير عربيين تجمع بين هذه العناصر وتمتلك مقومات رسوخ قوية ومتعددة الى هذا الحد .

بناء على ذلك جاء قولنا غير المبالغ فيه بان العلاقات الاردنية ـ الكويتية تفوق الوصف .

لا شك في ان هذا الرسوخ يوفر مناخات تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية .

وفي الكثير من الاحيان تتجاوز طبيعة العلاقة البعد الثنائي لتشمل المنطقة والعالم .

فهناك مشاورات دائمة حول تهدئة التوترات التي تندلع بين الحين والاخر في المنطقة ، واتفاق على مد يد العون للاشقاء والاصدقاء ، وكل محتاج حين تقتضي الضرورة .

وبذلك تفوق جدوى العلاقات الاردنية ـ الكويتية مصلحة البلدين الشقيقين الى فائدة شعوب وامم .

فهي كالشجرة الوارفة المباركة ، ينعم بظلالها وثمارها القريب والبعيد ، وتمتد جذورها عميقا في الارض ، وفروعها في السماء .

 خلال وجودكم سفيرا في الاردن قام سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بزيارة وصفت في ذلك الحين بانها تاريخية لعمان لا سيما وانها الاولى من نوعها منذ قرابة الربع قرن ما هو الاثر الذي تركته على العلاقات الثنائية في حينه ؟

ـ اجواء الزيارة خير من يظهر اثرها ، وطبيعة العلاقة بين البلدين والقيادتين الشقيقين ، ففي غمرة استعداداتها لاستقبال سموه ، والوفد المرافق له لبست عمان حلة كويتية ، فمن فوق اكتاف جبالها، وروابيها، وميادينها، اطلت صور سموه، وخفقت اعلام دولة الكويت لتشكل مع صور جلالة الملك عبدالله الثاني واعلام الاردن الشقيق مشهدا خلابا انتظرته عمان على مدى عقدين ونصف العقد من السنين.

فور الاعلان عن الزيارة ، وخلالها ، لم تتوقف اتصالات الوجهاء وشيوخ العشائر وكبار السياسيين والمواطنين البسطاء من ابناء الشعب الاردني ، في مختلف مدن المملكة وقراها ومخيماتها لاستضافة سموه ، مما اوصلني الى قناعة ، باننا بحاجة الى تمديد الزيارة بضعة اشهر ، لكي يتمكن سموه من تلبية دعوات محبيه .

بهذه الاجواء الحميمية ، والحقائق التي استعادت اعتباراتها بزيارة سموه ، لم يكن هناك مجالا للبس بان القمة "الصباحية ـ الهاشمية" بلغت ذروة النجاح ، وتوجت نموذج العلاقة الذي بني بهمة الزعيمين.

 يتحدث طلبة الكويت في الاردن بود وفير عن تجربتهم معكم حينما كنتم تتولون موقعكم كسفير كيف استطعتم ارضاء هذه الفئة العمرية المعروفة بحساسيتها وروحها النقدية ؟

ـ لدى وصولي الى الاردن لتسلمي مهمتي كسفير لبلادي في بلادي قلت انني تركت المال والبنون في الكويت لرعاية المال والبنون في الاردن وكنت اعي ما اقول .

اعي جيدا حساسية هذه الشريحة والروح النقدية التي تفضلت بالاشارة اليها لذلك قررت ان اكون الوالد والاخ الاكبر لهؤلاء الابناء .

لتجاوز المشكلات " العادية " التي كان يواجهها الطلبة في الاردن ، ولتجنب استغلالها بالشكل الذي يسئ للعلاقات بين البلدين الشقيقين، وتوفير سبل الراحة لهم عملت خلال وجودي على عدد من المحاور واتمنى ان يكون الله قد وفقني في العمل عليها .

قمت بمتابعة اوضاعهم مع وزير الداخلية ومختلف السلطات التي ابدت تعاونا منقطع النظير وحرصا على توفير سبل الراحة ، وكثفت حضور السفارة في حياتهم اليومية من خلال اللقاءات المستمرة ، وفتحت الباب امامهم لتلقي الشكاوي ، والعمل على تذليل اية صعوبات تعترضهم حيث كان الخط الساخن بينهم وبين السفارة يعمل على مدار الـ 24 ساعة للاستماع الى المطالب وتلبيتها بالسرعة الممكنة .

اضافة الى ذلك حرصت على تشكيل لجنة للمتابعة والاهتمام بشؤون الطلبة واجراء لقاءات مع عمداء ورؤساء الكليات والجامعات وحثهم على مزيد من الرعاية والاهتمام بالطلبة الكويتيين ، وتوجيه الطلبة وارشادهم لاحترام الانظمة والقوانين المعمول بها في الاردن من خلال رفع شعار كلنا سفراء لدولة الكويت.

ولتوفير افضل خدمة صحية لهم تم افتتاح المكتب الصحي الكويتي في عمان الذي اخذ على عاتقه متابعة الاوضاع الصحية للطلبة الكويتيين الدارسين في المملكة .

كنت اؤكد لهم باستمرار على الهدف الذي جاءوا من اجله الى الاردن وهو التعلم والعودة بالشهادة وخدمة الكويت ونهضتها .

النجاح الذي تحقق في احداث نقلة نوعية في اوضاع الطلبة لم يكن ممكنا لولا تعاون الجهات الرسمية الاردنية وادارات الجامعات والهيئات التدريسية فيها .

 من خلال معايشتك لها كيف تقيم تجربة دراسة الطلبة الكويتيين في الاردن؟

ـ استطيع القول بكل ثقة انها ناجحة ، البيئة الاجتماعية الاردنية المحافظة ، ومستوى الجامعات الرفيع ، وكفاءة الهيئات التدريسية ، ساهمت في خلق النجاح الذي يمكن تلمسه بسهولة من خلال الكفاءات الكويتية التي تخرجت من الجامعات الاردنية وعادت لتنخرط في سوق العمل الكويتي , وتساهم في نهضة الكويت .

 شهدت الاستثمارات الكويتية في الاردن نموا واضحا خلال وجودكم في الاردن مما ترك في الاوساط الاستثمارية حديثا واسعا حول بصماتكم في تشجيع المستثمرين الكويتيين على الاستثمار في المملكة ...

ـ اود ان اشير الى نقطتين اعتقد انهما مهمتين في هذا السياق وهما دور العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في تنمية وتقوية العلاقات بين الاشقاء والطبيعة المترددة لراس المال فهو يبحث عن الربح والامن والامان والاستقرار باعتبارها العناصر الضرورية لتكوين مناخات استثمارية ناجحة .

هذه العوامل موجودة في الاردن ، ويضاف لها حرص صانع القرار الاردني على تحديث التشريعات المتعلقة بالاستثمارات ، وبالتالي يمكن القول ان هناك بيئة استثمارية ، ملائمة للمستثمر الكويتي وغيره من المستثمرين .

حينما عملت على تشجيع الاستثمارات الكويتية في الاردن كنت ابني على ارض صلبة .

العمل على هذا المحور تم من خلال مسارين هما المساهمة في تذليل الصعوبات التي تعترض الاستثمارات الكويتية في الاردن ، والتي كانت موزعة على مختلف القطاعات الاستثمارية في المملكة ، وتشجيع المستثمرين الكويتيين على الاستفادة من ميزات الاستثمار في الاردن والمتمثلة بتوفر الامن والامان لرؤوس الاموال والتشريعات والتسهيلات المقدمة من الجهات الحكومية الاردنية للمستثمرين العرب والاجانب .

كما عملت على افتتاح مكتب تجاري كويتي يقدم الخدمات والمشورات للمستثمرين الكويتيين في الاردن الا ان الوقت لم يسعفني للانتهاء من هذه الخطوة .

 السياحة بشقيها العلاجي والترفيهي كانت من بين المحاور التي عملت عليها ما مدى رضاك عن ما انجزته في هذا المجال ؟

ـ عملي على هذين المحورين لم يات من فراغ , من خلال معرفتي بالبلد وطبيعته ، تولدت لدي قناعة بجودة المنتج السياحي الاردني , تتوفر في الاردن الاثار والخضرة والصحراء والبحر والبيئة الاجتماعية المحافظة التي تتناسب مع البيئة الخليجية والخدمات السياحية التي تضاهي الموجود في دول متقدمة بهذا المجال .

ما ينطبق على هذا الشكل من السياحة ينطبق على السياحة العلاجية ايضا حيث المناخ المعتدل والخدمات المتميزة والكفاءات الطبية والتمريضية المشهود لها .

عملت على توجيه الكويتيين للسياحة في الاردن ، وتقديم اكبر قدر من الخدمات ، سواء كانت هذه السياحة للترفيه او العلاج لانني اردت الافضل للسائح الكويتي .

 تتحدث الاوساط الاعلامية عن علاقتكم بالاعلاميين في الاردن باعتبارها ظاهرة ..

ـ عندي قناعة بان للاعلام دوره المهم والبناء في العمل السياسي والدبلوماسي ، هو سلاح ذو حدين يمكنك استخدامه في الخير والشر ، ولكني وجدت في تعاون الاعلام الاردني ما يثلج الصدر ويبشر بكل خير .

الاعلامي الاردني عروبي ، متوازن ، مصداقيته عالية , ويعي مسؤولياته جيدا تجاه بلاده وامته .

اعلامي بهذه المواصفات لا تستطيع الا ان تتعامل معه كصديق وليس كاداة اتصال وايصال للحقائق .

نعم لدي اصدقاء كثر في الاعلام الاردني اعتز بعلاقتي بهم واتواصل معهم باستمرار .

 من خلال معرفتكم بالاردن وشعبه كيف تقرأون المشهد السياسي الاردني في ظل موجات الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة .

ـ رغم ما يربطنا من علاقات كبلدان وشعوب عربية توجد اوجه شبه بين بلد وآخر كما ان هناك خصوصيات لكل بلد من هذه البلدان وهذا نتيجة للظروف الدولية المتحولة وتطور الحياة السياسية .

وعند البحث في الخصوصية الاردنية نجدها تتمثل في نقطتين مهمتين ، القيادة المتسامحة التي وفرت للاردنيين الاستقرار السياسي في منطقة لم تعرف الاستقرار منذ عقود وما يقابل ذلك من شعور بالمسؤولية لدى بقية مكونات المشهد السياسي الاردني .

لذلك نجد جلالة الملك عبدالله الثاني مبادرا للاصلاح السياسي ، ولا ينتظر القوى السياسية لكي تطالب بالاصلاح , منذ سنوات يغتنم اية فرصة للحديث حول تطوير الحياة السياسية .

وفي المقابل تتعامل القوى السياسية الاردنية بروح من المسؤولية وادراك دورها في الحفاظ على الوطن والنظام ومنجزاته .

الرغبة في الاصلاح تجدها مطلبا ملكيا وشعبيا في الوقت ذاته واظن ان في ذلك صمام امان لديمومة حالة الاستقرار وتجاوز اية صعاب قد تواجهها المسيرة .

مختلف اطراف المعادلة السياسية الاردنية واعية ، وتدرك حجم التحديات ، وتحرص على الافضل ، وعدم الانزلاق باتجاه افكار مغامرة لا سمح الله ، هذه الخصوصية الاردنية تصلح لكي تكون اساسا صلبا لتجاوز المنعطف الذي تمر به المنطقة ، وباقل الخسائر .

 نشكرك على الوقت الذي خصصته لنا رغم انشغالاتك الكثيرة ؟

ـ قلبي وبابي مفتوحان للاردن والاردنيين وسيبقى الاردن ملكا وشعبا وارضا في قلبي ووجداني ما حييت وعاهدت الله على ان اعمل من اجل الاردن اينما اكون فأنا حصتكم.

..........

 لقطات

ـ علقت على جدران مكتب الشيخ فيصل صور كثيرة له مع جلالة الملك عبدالله الثاني.

ـ خلال حديثه تخرج تلقائيا كلمات باللهجة الاردنية .

ـ اشار الى انه لم يتوقف عن التواصل مع الاردنيين على عنوانه الالكتروني :

www.abu-malek.com

ـ طلب الشيخ فيصل من العاملين في مكتبه وقف الاتصالات والاعتذار عن استقبال الزوار الى حين الانتهاء من المقابلة .

ـ يحرص خلال حديثه على تذكر اصدقائه الكثر في الاردن .

- الحفاوة والضيافة في الكرم كانت حاتمية طائية.
"الراي"..





  • 1 noor 17-04-2012 | 09:03 AM

    والله شيخ فيصل

  • 2 ابراهيم فريد علي النابلسي 17-04-2012 | 09:23 AM

    ما شاء الله على هذه الطلة الجميلة لسعادة السفير الشاب , فلك كل التقدير والإحترام الكبيرين على مواقفك النبيلة الطيبة والإنسانية ، فأنت سقير الإنسانية وسفير المحبة والكلمة الطيبة لما تحمله في قلبك من مودة صادقة للأردن وشعب الأردن الكرام الذين يبادلونك نفس المحبة والتقدير لذاتك ولدولة الكويت الشقيقة ، والشكر الموصول للقيادة الكويتية على موافقهم النبيلة من الأردن. ولك فائق الإحترام .

  • 3 ابو سلطان البلوي 17-04-2012 | 10:49 AM

    كل الحب والتقدير لاشقائنا في دولة الكويت ، ونعم الاهل والعشيره وحياكم الله في بلدكم الثاني اردن الخير اردن الهاشميين الاحرار

  • 4 الطراونة _الكرك 17-04-2012 | 12:28 PM

    والله ونعم الرجل سمو الأمير يحضى بإحترام وتقدير

  • 5 الهندس امجد الفار 17-04-2012 | 01:06 PM

    صديقي المخلص انت شخص رائع حبك الى الاردن ازداد حب للك اخوك من رام الله يبعث كل الحب وتقدير يا احلى ابو مالك

  • 6 خالد الحوت /ابوفيصل / الباديه الشماليه 17-04-2012 | 01:06 PM

    هذا من طيب اصلكم ياابن الاصول الطيبه انا قرأت لمعليكم اكثر من مقال وكان واضح احترامكم وتقديركم للشعب والقيادةشكرا لكم وللكويت العزيزة علينا قيادة وشعبا

  • 7 ونحن نتشرف بك 17-04-2012 | 02:08 PM

    سبحان الله حتى الوجوه تنطق في الكثير من الاحيان طلتك رائعة وواضح انك انسان رائع لك من كل اردني كل الحب انتم اخواننا ونحن لعيناكم

  • 8 بلال الزعبي 17-04-2012 | 03:35 PM

    صدقت ورب العرش ،
    تسامح القيادة الهاشمية وحرصها على الاصلاح صمام الامان والاستقرار في الاردن

  • 9 محمد طالب المخزومي 17-04-2012 | 04:06 PM

    يا أللــــه كم أحترم هذا ألأنســــان وأقدره من خلال متابعتي له عبر المقالات وقنوات ألأعلام :

    سعادة السفير الشيخ إبن الشيخ فيصل الصباح رمز من رموز المواطن العربي الأصيل .
    باللــه عليك اذا قرأت تعليقي أو وصلك خبرا" . وحضرت الى بلدك الثاني (ألأردن ) فأنا معزبك وعليك جيرة الله .

  • 10 احمد مطلب المجالي/جامعة الملك سعود 17-04-2012 | 05:43 PM

    صاحب السمو
    ان قلب الاردن وقلوب الاردنيين الشرفاء مفتوحة لكم وعامرة بالمحبة والحب لمن عشق الارض والانسان وحتي الشجر والحجر فسموكم صاحب بيت ونحن نكون ضيوفكم وانتم بالاردن وكيف لا وانتم من ساهم بحنكة الدبلوماسي والسياسي والمنتمي لامتة بطي صفحة الخلاف وفتح آفاق الحب قبل الاستثمارفانت من القلائل الذين فهموا النفسية الاردنية واحبوهاوكما عملت باخلاص للكويت عملت بنفس الروح للاردن وهذا ما يفسر بلغة الارقام حيث ان اكبر الاستثمارات الاجنبية والعربية منها هي استثمارات كويتية.
    ادعو الله تعالي ان يمتعكم بموفور الصحة والعافية وان يديم عزكم آآآآآآآآمين

  • 11 محمد العطيات ابو حامد 17-04-2012 | 09:08 PM

    كبير يا ابو مالك

  • 12 علاء ايوب 18-04-2012 | 03:42 AM

    عربي أصيل والله

  • 13 علاء أيوب 18-04-2012 | 03:46 AM

    عربي أصيل والله

  • 14 ابو عبدالله 18-04-2012 | 03:54 AM

    الشيخ بو مالك
    ماهى جديده عليك يا طويل العمر نسمع هالكلام من يوم يومك ..حبيب وصلب وشجاع وراعى مواقف واراء تابته محب للعرب والمسلمين ..والله يا طويل العمر انا نحبك ..سفير القلوب اجمعت عليك جميع الاطياف الاردنيه قياده وشعب بالمحبه لانك تستاهل ,,واتعبت من جاء بعدك يا بومالك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :