تلقى المخرج السوري نجدت أنزور تهديدات بمقاضاته في حال رأى عمله الجديد النور، لأنه يتناول شخصية مؤسس المملكة العربيةالسعودية.
خبر تسارعت وكالات الأنباء إلى نشره، ولن تنتهي مفاعيل "القنبلة"، التي فجّرها انزور، لأن فيلمه الجديد"ملك الرمال" سيعرض الشهر المقبل، في مهرجانات سينمائية عالمية، ودور عرض في الولايات المتحدة وأوروبا، وآسيا، وبعض الدول العربية.
دعاة فصل الفن عن السياسة لن يتمكنوا من حجْب الحدث عن العامة، فالصحافة ستتسابق إلى تحليل مضمون الفيلم وربطه بالواقع السياسي الذي تشهده المنطقة العربية، خاصة أن مخرج الفيلم استوحى فكرته من قناعة لديه بأن هناك "إعادة تقسيم للمنطقة، كأننا في سايكس بيكو جديدة"،كما جاء في تصريحاته.
التحليلات السياسية والثقافية، على حد سواء، لن تتوقف عند قضية الرقابة كعنوان عريض واجه إنتاج مسلسلات وأفلام عربية سابقة،إنما ستنوّه إلى حجم المسكوت عنه في توثيق تاريخ دولة عربية، ما تؤكده السرية التي أحاطت عملية إنتاج الفيلم خشية محاولات إيقافه.
وفي المقابل لن تتجاهل وجهة نظر مسيسة لدى مخرج قدّم أعمالاً سابقة أثارت ضجة، كان آخرها الأزمة بينه وبين مواطنه الشيخ سعيد البوطي حول مسلسل "ما ملكت إيمكانكم"، لتُسوى بـ"صلحة" لم تكن بعيدة عنها يد السلطة في بلاده.
تسوية مماثلة ربما يدفع بها"وسيط"، ما لم ننتقل إلى تصعيد أكبر، كون شركة المحاماة البريطانية بعثت برسائل مشابهة إلى الممثل الإيطالي فابيو تستي، الذي لعب دور بطل "ملك الرمال"، وهددته برفع دعوى جنائية ضده في إيطاليا، وربما طالت نجوم العمل،وهم: الإيطالي ماركو فوشي، وممثلون من إنجلترا وتركيا وسوريا ولبنان.
فصل جديد من فصول الدراما العربية بشقيها: السياسي والفني، وهو يؤسس لمرحلة جديدة، حتماً، فالعارفون بشأن الثقافةوالإعلام يعون جيداً أهمية الموضوع وخطورته.
خطورة لا تلغي حضور الفن في اعتراف نجدت أنزور بأنه وجَد في سيرة الملك عبد العزيز كل عناصر الدراما المشوّقة، التي يمكنا لبناء عليها، وإظهارها بشكل فني يمكن أن يلاقي صدى كبيرا لدى عرضها على الشاشة في كل أنحاء العالم.