(التغريبة السورية - الحلقة الرابعة)

عمون - شهيرة خطاطبة – الرمثا - أبو جواد (23 عاما) منشق عن الجيش السوري قدم للاردن في الاول من ايار الماضي بعد ان نفدت ذخيرة سلاحه الذي كان بحوزته عندما فر من الجيش.

يقول أبو جواد -وهو اسم مستعار – انه اضطر للفرار الى الاردن بعد ان فرغت ذخيرته واخبروه قادته من الجيش الحر بالذهاب للأردن كونه مطلوباً للقوات النظامية.

راودت فكرة الانشقاق عن القوات النظامية ابو جواد –بحسبه- بعدما تفاجأ انه امام متظاهرين مدنيين عزل عليه اطلاق النيران عليهم في درعا المحافظة التي ينتمي اليها.

يقول ابو جواد " قالوا لنا اننا سنحارب على جبهة الجولان وقد تحركنا باتجاه الجولان ولكن من جهة درعا الامر الذي استغربناه لكن لم نكن نستطيع الاستفسار عن الامر ولم نكن نعلم بعد ما الذي يحدث خارج ثكناتنا".

في اليوم الثاني "خرجنا في ارتال باتجاه درعا المدينة وهناك تلقينا اوامر من ضابط برتبة عميد باطلاق النار على عصابات مسلحة دخلت المددينة لنتفاجأ اننا سنطلق النار على ابناء عمومتنا".

"احسست للحظة ان الزمن توقف كيف لي ان اوجه سلاحي بوجه ابن عمي؟! وكل هؤلاء مدنيون".

"جاءت الاوامر فورية لي ان اتمركز على حاجز مع زملاء اخرين لي حمدت الله انني لم اطلق النار على أحد" يتابع ابو جواد.

عندها قرر ابو جواد وآخرون زملاء له من محافظة درعا انهم لن يطلقوا النار على أحد.

في اليوم التالي كان نصيب اصدقائه أحمد النابلسي ومحمد العلي وأحمد الزعبي رصاصة في الرأس انطلقت من قناصة كانوا يتمركزون خلف قوات الجيش.

أما ابو جواد فقد كان الشاهد على سقوطهم وزملاء آخرين له لم يستطع حتى توديعهم او البكاء عليهم اكمل دوريته على الحاجز وقرر انه لن يعود.

اخذ سلاحه وهرب.. عاد الى قريته المتاخمة للحدود الاردنية واختفى الى ان تكونت نواة ما يعرف باسم الجيش السوري الحر وانتظم في صفوفه و"لم يمض شهر حتى نفدت الذخيرة وقرر الفرار للاردن".

ابو جواد واحد من مئات المنشقيين السوريين الذين فروا للاردن لكنه اخفى حقيقة انه عسكري اذ يتم التحفظ على العسكريين القادمين للاردن في معسكرات خاصة في المملكة لا تعلن عنهم ولا عن عددهم ولا كيفية التعامل معهم.

اخفاء ابو جواد لحقيقة انه عسكري يكمن في رغبته في العودة للقتال من جديد ضد القوات المظامة حال ان يتوفر السلاح والذخيرة بحسب ما أخبره قادته من الثوار.

لم يعلن ابو جواد عن عدد زملائه الفاريين للاردن من حالته لكنه اكد انهم كثر وهم على اتصال دائم ببعضهم البعض للتنسيق للعودة للقتال مرة اخرى.

الغموض لا يلف فقط ملف المنشقين من الجيش النظامي السوري وانما الملف السوري بأكمله والذي تتحفظ عليه الجهات الرسمية جميعها دون استثناء.

يروي ابو جواد انهم نفذوا حكماً بالاعدام على متعاونين "عواينيه" - بحسب ما يسميهم السوريون - مع الجيش النظامي ولكنه نفى ان يكون "الجيش الحر" قد نفذ اي اعتداء او هجمات على اهالي عملاء النظام.

لكن سوريين أكدوا لـ"عمون" أنه كان يتم احياناً حرق بيوت من يتعاونون مع النظام بعد تصفيتهم وفي احسن الاحوال يتم ابلاغ القبيلة او العشيرة التي ينتمي اليها العميل للتعامل هي معه خوفا من الثأر خصوصا المناطق الحدودية كدرعا والتي ينتمي اليها اغلبية من لجأوا الى الرمثا.

كان الحظ في حلف ابو جواد اذ انه لم يطللق النار على مدني في مدينته وبدى سعيدا وشاكرا لربه لكن الموت خطف اصدقاءه الثلاثة في لحظة بعد ان قرروا عدم اطلاق النيران على صدور عارية ......

ومازال للقصة بقية.......




لمتابعة الحلقات السابقة أنقر هنا