((( كانت نقابة الفنانين الأردنيين بصدد إصدار بيان ..ما الذي جرى ومنعها من ذلك..؟؟ لا أدري.. والبيان التالي هو ما تداوله بعض أعضاء الهيئة الإدارية للنقابة لتبنيه والتغيير والتعديل عليه.. وصل إليّ.. ولأهميّة ما جاء فيه أنشره كاملاً مكان زاويتي لهذا اليوم.. كامل النصيرات ..)))بعد المنافسة الشريفة بين مسلسلي "نمر بن عدوان" و"باب الحارة"، التي استمرت شهراً من العرض اليومي المتواصل على قناة الـ"إم بي سي"، فاز مسلسل "باب الحارة" بتكريم أردني سخي من هيئة ثقافية حكومية، تنفق من المال الثقافي العام المرصود لدعم الحركة الثقافية والفنية الأردنية!

فاز "باب الحارة" بشهادة تقدير وتكريم واعتراف أردني مجاني بالتفوق يقدمها اليوم "بيت تايكي" برعاية نائب أمين عمان!

وهنا سؤال: من يملك الحق في التدخل بمنافسة شريفة وحسمها على مزاجه!!؟

ما بين المنافسة الشريفة على قناة الـ"إم بي سي" والمنافسة على التكريم الرسمي الأردني، ضاعت الاعتبارات الفنية واستطلاعات الرأي والجماهيرية ومعايير الانجاز الثقافي، ناهيك عن الكياسة الوطنية ودور المؤسسات الثقافية الأردنية التي وجدت أصلاً لترتقي وتدعم الثقافة والفنون في الأردن!

لا تكريم ولا ما يحزنون لـ"نمر بن عدوان" أو سواه من الأعمال الأردنية، التي حققت قفزة تاريخية بعدد مرات العرض على الشاشات الفضائية العربية هذا العام، ولا يهم أن "نمر بن عدوان" نافس "باب الحارة" على الجماهيرية في عروض رمضان.. فلا وجود أصلاً لنمر بن عدوان في عرف من يجد تسليته في "عائلة الحاج متولي" وسوالف المطبخ والمقلاة التي أعادتها الجارة محروقة والحموات الليئمات والرجال الذين يحلفون بالطلاق ثلاثاً فلا تنزل كلمتهم الأرض.. إنها ثقافة نسوية بامتياز تستحق، بالفعل، الرعاية والدعم الكاملين من أمانة عمان!

وهنا سؤال آخر: من فعل وماذا فعل للثقافة الوطنية، ليتنطع للتكريم أو ليقرر من يستحق التكريم!!؟

وللأمانة؛ لا نخال "بيت تايكي" يقصر مع فنانينا الأردنيين.. من المؤكد أنهم مدعوون، ومن المؤكد كذلك أن إدارة "البيت" هيأت لهم بعض المقاعد في بعض الصفوف، بين الجموع، وفرصة التصفيق بحرارة لزملائهم العرب بينما يتم تكريمهم واحداً بعد الآخر، "وهم يتفرجون".. فلا دور لدى مؤسساتنا تقدمه لفنانينا إلا التصفيق للآخرين في حفل يتجاهل انجازهم باستقطاب اهتمام الشارع العربي وتحقيق اهتمام غير مسبوق من قبل وسائل الإعلام العربية (المرئية والمسموعة والمطبوعة) إلا التصفيق بحرارة! ..

حرارة تفر معها دمعة القهر من العين!

منذ أيام قليلة تصل إلى شهر، كان الحديث عن "الدراما والحركة الفنية الأردنية" ينتهي بسرعة باعتبار أن "إكرام الميت دفنه"؛ واليوم بعد عروض شهر رمضان المبارك، لم تعد هذه الأحاديث كما كانت وانقلبت لتطري على الانجاز الكبير المعجز الذي بعث من الرماد كل ما كان قد احترق، مرسوماً على وجوه فنانين كبار من مثل: نبيل المشيني، زهير النوباني، محمد العبادي، عبد الكريم القواسمي، وجميل وجولييت عواد، نادرة عمران، محمد القباني، صبا مبارك، ياسر المصري، شايش النعيمي، روحي الصفدي، منذر رياحنة، اياد نصار، ونادية عودة.. إلخ، وأغلب أعضاء نقابة الفنانين الأردنيين.

لم يحظ هؤلاء بالتكريم ويستحقونه بشهادة زملائهم السوريين المكرمين اليوم؛ لم يحظوا بمجرد الالتفات، ولا لاحظهم "بيت تايكي"!

وهنا سؤال ثالث: من يعزي الفنان والمشتغلين الأردنيين في مجال الدراما بمؤسساتنا الوطنية!!؟

نعلم أن كثيراً من الندوات والحلقات التلفزيونية تُعد ويجري الاعداد لها.. لـ"انتقاد" "نمر بن عدوان"، و"وضحا وابن عجلان"، والتنقيب في "أخطائهما" والبحث في "عثراتهما"، جرياً على عادة أردنية حميدة تقضي بـ"تنكيس" أهل الدار، ليتسنى تكريم الاشقاء وعابري السبيل والمؤلفة قلوبهم..!

ومطلوب من فريقي عمل المسلسلين أن يقولا: شكراً!

نعلم، كذلك، أن كثيراً من عرابي تجاهل فنانينا الأردنيين من التكريم اليوم، وهم من أشد المطالبين بمسلسلات تتميز بالجودة الفنية والفن الملتزم الراقي والمضمون الرفيع، استنكفوا عن متابعة "الاجتياح" الذي هو برأي اهل المهنة -ومنهم الفنان الكبير جمال سليمان وبعض المكرمين اليوم- أهم عمل عربي جادت به الشاشات العربية على الاطلاق!

ومطلوب من فريق المسلسل أن يقول: عفواً. أزعجناكم. متأسفين جداً!

وهنا سؤال رابع: هل سيرى نائب أمين عمان في عيني عباس النوري، بينما يكرمه اليوم، سؤالاً عن غياب "الاجتياح" عن الشاشة الاردنية، وعن التكريم..!؟

بعد هذا الاهتمام المفاجيء بالدراما التلفزيونية وتجاهل الفن الأردني، هل تجد ادارة "بيت تايكي"، وجلها من النساء (باعتباره بيتاً يعنى بالثقافة النسوية) متسعاً من الاهتمام لتقرأ الفاتحة على روح الفارس والعاشق الشيخ نمر بن عدوان، صاحب الدور الأساسي في التأسيس للثقافة الوطنية الأردنية، وصاحب المآثر الكبرى في تحويل نظرة المجتمع البدوي (الأردني لاحقاً) نحو المرأة..!

وهنا سؤال خامس لادارة "البيت" التي فاتتها الأولويات كلها: "بيت تايكي".. أم "وكالة تايكي الخاصة للعلاقات العامة"..!؟

أما الكلمة الأطيب في هذا الحديث، فهي موجهة إلى الزملاء المكرمين: حيث تحضر المنافسة الشريفة.. يغيب الحسد: ولا حسد؛ وحيث يغيب الحسد تحضر المؤازرة. فإليكم: يكرمكم اليوم من يتجاهل زملاءكم ويتجاهل مشاكلهم الحياتية والمهنية، التي وصلت إلى حدّ التعرض للتهديد بالتصفية الجسدية؛ مكانكم في قلوبنا وفي تقاليد التكامل الفني بين الساحتين الفنيتين الأردنية والسورية؛ وبكل ما لدينا من احترام مهني وشخصي تجاهكم، نؤكد أن مكانكم ودوركم الحقيقي هو في دعم زملائكم!

وهنا لا أسئلة.. بل أمل تحييه وتغذيه روح الزمالة!