facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ميكانيزمات التحول في الحراك السياسي العربي * د. ابراهيم الشياب

15-04-2012 05:02 PM

لا يزال الفكر عاجزا عن الوصول إلى ميكانيزمات التحول التي تحكم هذة اللحظة التاريخية من زمن النظام العربي . فقد مر على الأمة العربية الكثير من الحركات الثورية منذ نشأتها حتى في ما قبل الإسلام ، الا أن هذة الحركات كانت تقوم بها النخبة ، ففي العصر الجاهلي كان يقوم بها زعماء القبائل ، او الطبقة الارستقراطية المتمثلة في الفئة التي تملك الثروة دفاعا عن مصالحها الاقتصادية من التعديات ، ثم استمر ذلك في العصر الإسلامي الأول وغيرها من العصور الإسلامية اللاحقة ، وصولا الى الفترة العثمانية وسيطرتها على البلاد العربية ، الى أن تخلصت البلاد العربية من العثمانيين بعد ما هبت رياح التغيير بفعل الوعي السياسي للنخبة ، وظهور الدولة القومية في أوروبا ، وتأثيرها على الحريات في البلاد العربية ، إذ شكلت الجمعيات والمنتديات والأحزاب السياسية حالة من الوعي السياسي ،التي اعتبرت انطلاقة للنهضة العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، حيث ادت الى وصول النخبة السياسية الى سدة الحكم من خلال وضع دساتير تضمن لهم المحافظة على مصالحهم واستمرارهم في الحكم ، مما أدى الى انعكاسات سلبية عانى منها أبناء المجتمع العربي على مدار القرن العشرين ، وقد تمثلت بإقصاء الأغلبية وتهميشها ، وتحكم الأقلية في مصير الشعوب ، حتى أصبح أبناء ألامه يشعرون بالظلم والاستبداد باسم الديمقراطية المزيفة والتي كانت تفصل حسب رأي الأقلية الحاكمة وتظهر على شكل انتخابات برلمانية معلومة النتائج مسبقا ، بحيث يعيد النظام إنتاج نفسه مرة ثانية باسم الديمقراطية ، وقد ظل الوضع سائدا حتى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين .
ومع بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ، وبفعل العديد من العوامل وعلى رأسها ثورة الاتصالات والمعلومات، التي تمثلت في القنوات الفضائية الإعلامية التي قامت بنشر وفضح ما كان مستورا في الماضي ، حيث أصبحت بمثابة رقابة سياسية فاعلة على الدول والحكومات ، من خلال صناعة الخبر ونشرة على الناس حتى أصبح العالم قرية صغيرة تصلها المعلومات والاخبار بسرعة الضوء ومن كل حدب وصوب ، مما زاد من مستويات الثقافة والوعي الجمعي لدى الجمهور العربي ، بعد أن كانت المعلومة حكرا على النخبة ، فزادت ثقافة المجتمع وزاد الوعي السياسي لدى المواطن من خلال تعرفه على حقوقه وواجباته ، وزاد الشعور بالظلم والإقصاء والتهميش ، كما زادت طوابير العاطلين عن العمل من المثقفين والمحرومين من أدنى حقوقهم الشخصية ، مما حفز هذا الوضع العديد من التساؤلات في أذهان هؤلاء عن سبب ما نحن فيه من الفقر والبطالة ، وفشل في المشاريع والسياسات ، وتراجع في التعليم وتدهور في الحريات العامة ، وتزوير في الانتخابات ، وفساد في الإدارة والاقتصاد، وشراء الذمم لأصحاب النفوس الرخيصة ، وتعطيل دور الشعب مصدر السلطات كما نص علية الدستور .
وقد وصل الشعب العربي في نهاية المطاف الى حالة من الاحتقان المكبوت ، والذي تحول الى حالة من الراديكالية الثورية على كل الأوضاع السائدة ، وقد تمثل ذلك في الربيع العربي الذي قادة الشعب العربي المقهور ، والذي أشعل شرارته المرحوم محمد البوعزيزي في تونس ، ثم امتد الى مصر وليبيا واليمن وسوريا وباقي الدول العربية.
أن نسائم الربيع العربي التي هبت على أمتنا لم تكن صناعة النخبة ، بل كانت ثورة شعب عانى ما عانى من الويلات والقهر والظلم ،ففجر ثورة شعبية لم تحصل في التاريخ العربي، ثورة قادها الشعب كل الشعب من أجل التخلص من حالة الظلم والقهر والاستبداد التي كانت تعيشها تحت حكم جلاديها ، وكان من أهم نتائجها أنها كسرت حاجز الخوف الذي كان يسكن قلوب أبناء الشعب ،كما تخلصت من حكم الأحزاب الشمولية التي لا تقبل القسم إلا على نفسها ، وبدأ الشعب يصنع مستقبله ، ويحاكم جلاديه ، ويمارس حرياته من خلال الديمقراطية التي تسمح بالتعددية واحترام الرأي والرأي الأخر .
انني اعتقد أن ما تمر به الامة العربية من ربيع الثورات العربية ، هي حالة طبيعية ، تعطي الشعوب الحرية للتعبير عن نفسها ، وبالطريقة التي تراها مناسبة ، هذه الحاله الثورية المحمودة ، مرت بها جميع الدول التي وصلت الى الحاله الديمقراطية المستقرة ، نتيجة عبورها نفق الثورة للتخلص من الانظمة الفاسدة ، وخروجها الى عالم أرحب ونظام أرشد يسوده الامن والديمقراطية والمساواه والعدالة الاجتماعية .





  • 1 د. رضوان الكردي 17-04-2012 | 03:34 PM

    نعم صديقي الدكتور ابراهيم الشياب ،لم يعد للنخبةالطاغية دور لتحريك الشعب كما تريد وتوجيهه نحو بوصلتهم التافهة التي لا توجه الا لمصالحهم الشخصيةلمليء جيوبهم من المال الحرام ، وللاتجار بما حرّم الله ، والاتجار بدماء الشعوب، نعم لقد آن الأوان لدفع الشعوب نحو المصلحة العامة لتبيد الطغمة الحاكمة ، نعم انه الشعب الذي بيّن الحقيقة حقيقة من كانوا يدعون الحرية والديمقراطية ،بين أرصدتهم وحليّهم ومخدراتهم التي ملأت خزائنهم على حساب شعب مصر وتونس واليمن ، وها هو الشعب السوري يناضل للغاية نفسها عسى أن نرى حرية صنعها الشعب لا تلك الطغمة الجاهلة والتي لا تتقن الا دور العبث بعواطف الشعوب واستغعبائهم . انها نهاي كل ظالم:"وسيعلم الذين ظلموا ايَّ منقلب ينقلبون".

  • 2 معتصم ابوحمدان 19-04-2012 | 04:50 AM

    صحيح ان الشعب هو الذي قام بالثورة وهو الذي صنعها لكن هناك محاولات " لاختطاف " هذه الثورة من الذين نسميهم النخبة وبعض هذه المحاولات مدعومة من الخارج ايضاًً ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :