facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




البهائية حصان طروادة لإسرائيل !! .. أسامة شحادة

14-04-2012 09:44 PM

صدمني مقال إبراهيم غرايبة (الغد 6/4/2012) عن البهائية لما احْتواه من تلميع فج للبهائية والزعم بأنها ليست منشقة عن الإسلام، وأنها تؤمن بوحدانية الله عز وجل وأن أتباعها لا يختلفون عن المسلمين في رؤيتهم العامة والتزامهم الأخلاقي والاجتماعي وأنهم لا يخفون أسراراً!!

وهذه الصدمة جعلتني أرجع (للشيخ جوجل) وأبحث عن آخر نشاطات البهائية في الأردن والمنطقة، فوجدت خبراً نُشر قبل شهر (3/2012) عن شكوى من نشاط تبشيري بهائي بين الأطفال الفقراء في الرمثا من خلال إقامة أعياد ميلاد لهم وتوزيع منشورات تبشيرية بهائية عليهم. وعلمت أن البهائية في الأردن سعت رسمياً قبل مدة وجيزة للحصول على اعتراف بها من الجهات المختصة، وأنهم بعد الثورة المصرية طالبوا بإعادة فتح محافلهم والاعتراف بهم رسمياً في مصر، وذلك بعد سلسلة مطالبات ومحاكمات بهذا الخصوص قبل سقوط نظام مبارك، وكان السفير الإسرائيلي في مصر قد طالب البهائيين في عام 2006 بإنشاء جمعية أو حزب أو الترشح لانتخابات مجلس الشعب وغيره.

هذه التحركات تؤشر بوضوح على وجود نية بهائية للتمدد والعلنية في البلاد العربية في هذه المرحلة التي تشهد دعماً غربياً وصهيونياً لكل الطوائف والأقليات الحليفة للغرب وإسرائيل، وهنا يظهر جانب الخطورة السياسية للبهائية.

فالبهائية منذ نشأتها وهي تحظى بدعم يهودي، فمنذ نشأة البابية – وهي فكرة مهدت لظهور البهائية من خلال زعم علي محمد رضا الشيرازي (توفي 1819م) أنه باب المهدي الشيعي الغائب – نجد أن مؤسسها يشك بأن والده يهودي تسمى بمحمد الشيرازي، ويعزز ذلك أن كثيراً من اليهود في إيران اتّبعوه وأيّدوه، ولما قُتل الشيرازي زعم تلميذه حسين علي الميرزا بزرك والملقب بالبهاء بأنه خليفة الباب ومن ثم ادّعى النبوة ثم ترقى في الكفر فادّعى الألوهية!!

المهم أن البهاء أيضاً وجد تأييداً من حاخامات اليهود الذين أنزلوا بعض نبوءات العهد القديم على ظهور البهاء واعتباره المخلّص!! كما يؤكد ذلك المستشرق اليهودي جولد تسهير في كتابه "العقيدة والشريعة"، ولذلك بادل البهاء اليهودَ المودة فجعل في دينه أن فلسطين حق لليهود وأيّد البهاء وعد بلفور وأيد أيضاً قيام دولة إسرائيل، ولذلك أعلن البهائيون في الدول العربية أنهم لن يحاربوا إسرائيل مع دولهم!! وبسبب هذا ألغى البهاء فريضة الجهاد في خدمة لإسرائيل كما فعلت القاديانية في الهند من قبل حين ألغت الجهاد ضد الاحتلال البريطاني، يقول البهاء: "البشارة الأولى التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم لجميع أهل العالم محو حكم الجهاد من الكتاب".

ولا تزال الصلة القوية بين البهائية وإسرائيل لليوم حيث في الوقت الذي تهدم فيه مساجد الفلسطينيين المسلمين ويتعرض المسجد الأقصى لخطر الهدم والانهيار، تجد معابدهم المسماة "مشارق" و"بيت العدل" وهو مركز قيادتهم في حيفا المحتلة، وضريح البهاء في حديقتهم الضخمة والذي يعد قبلة حجهم في عكا المحتلة، كل العناية والتقدير والتبجيل من قبل حكومة إسرائيل.

ومن مظاهر الصلة القوية لليهود للبهائيين أنه بعد هلاك نجل البهاء (عباس) تولى زعامة البهائيين وقيادة بيت العدل يهوديان أمريكيان هما: ميسون، ووالتر. والعديد من مراكز البهائية في أمريكا بُنيت بأموال اليهود منذ زيارة عباس عبد البهاء لأمريكا، وحين هلك عبد البهاء في إسرائيل سنة 1921 لم يسِر في جنازته إلا المندوب السامي البريطاني وعدد من اليهود.

والبهائية تتبنى فكرة نبذ الأوطان وذلك لمصلحة شرعنة وجود إسرائيل في فلسطين، فخطورة البهائية سياسياً تنبع من كونها حليفاً مميزاً لإسرائيل سواء على الصعيد السياسي أو الديني، ولذلك تريد إسرائيل شرعنتها في بلادنا لتكون صوتاً (وطنياً) داعماً لها بين المسلمين كما سعى سفير إسرائيل في مصر من سنوات!!

أما خطورة البهائية من الناحية الدينية فتنبع من قوة نشاط البهائية على صعيد الدعوة والتبشير لعقائدها الأمر الذي يفسر سرعة انتشارها في العالم وتوسع مساحة الجغرافيا التي وصلت إليها بفضل الدعم السخي الذي يغدق عليها، ومن جهة أخرى بسبب استراتيجية بيت العدل بحثِّ أفرادهم على الهجرة للمناطق النائية والفقيرة والتي يكثر فيها الجهل للتبشير فيها، وهذا يفسر نشاط البهائية في مدينة الرمثا الحدودية، وأسلوبهم في ذلك التلون والتظاهر مع كل دين بما يناسبه حتى ينجحوا في خداع وإقناع المبشرين بالبهائية.

فهذه طائفة أجمعت المجامع الفقهية ومؤسسات الفتوى الرسمية على ردّتها وكفرها، كما في فتوى دائرة الإفتاء الأردنية رقم (39) بتاريخ: 25/6/1417هـ، الموافق: 7/11/1996م حيث "رأى المجلس أنه لا يجوز تسجيل ديانة المذكور في دفتر العائلة أو جواز السفر بهائيًّا؛ لأن البهائية ليست ديناً من الأديان المعترف بها في المملكة الأردنية الهاشمية، وأي شخص يترك الإسلام ويعتنق البهائية يعتبر مرتدًا، وتطبق عليه أحكام المرتد، ويظل تسجيله في الأوراق والوثائق الرسمية مسلمًا كما هو الأصل، باعتبار ما ورد في دفتر عائلة والده، حتى يصدر حكم قضائي بردتهِ"، وقد كان مجلس الإفتاء آنذاك برئاسة قاضي القضاة عز الدين الخطيب التميمي وعضوية: مفتي المملكة الشيخ سعيد الحجاوي، ود.عبدالسلام العبادي، ود.فتحي الدريني، ود.محمود السرطاوي، ود.محمود البخيت، ود. يوسف علي غيظان، والشيخ محمود شويـات والشيخ نعيم مجاهد.

وهناك العديد من الفتاوى للأزهر والمجامع الفقهية التي تتوافق مع هذه الفتوى بتكفير وردة البهائية، وحرمة الزواج منهم وإليهم ودفنهم بين المسلمين أو السماح لهم بتعليم المسلمين في المدارس.

وهذه الفتوى بردّة وكفر البهائية تعود لعقائد البهائية التي تدرجت كما سبق من دعوى مؤسس البهائية الإيراني حسين علي الميرزا بزرك والملقب بالبهاء الصلة بالمهدي الشيعي الغائب إلى ادعاء النبوة!! ولم يكتف بذلك بل ادّعى الألوهية والعياذ بالله؛ ومن أقواله في ادّعاء الألوهية "لا يُرى في هيكلي إلا هيكل الله، ولا في جمالي إلا جماله"، وهذه عقيدة اليهود المحرفة وهي عقيدة وحدة الوجود، ومن تأليههم للبهاء تسمية ابنه عباس بعبد البهاء!!

ولذلك فدعوى البهائية أنهم يعبدون الله خداع لأنهم يعتقدون أن البهاء هو الله وليس كما نعتقد نحن المسلمين أن الله عز وجل هو صاحب الكمال المطلق والأسماء الحسنى "لم يلد ولم يولد". أما أنهم يؤمنون بالرسل والكتب السابقة فهذا خداع، فإن محمداً صلى الله عليه وسلم في القرآن خاتم الرسل والأنبياء فهل يؤمن البهائيون بذلك؟ أم أنهم يعتقدون بتحريف القرآن؟؟

ونجد أن البهاء يهاجم المسلمين ويزدريهم فيقول: "قد انقضى ألف سنة ومايتان وثمانون من السنين من ظهور نقطة الفرقان، وجميع هؤلاء الهمج الرعاع يتلون الفرقان في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود منه".

الخلاصة هي أن البهائية طائفة ردة وافدة على بلادنا، وهي تسعى لنشر كفرها بيننا بوسائل مخادعة، وتسعى جاهدة للحصول على اعتراف رسمي، ويجب أن نستفيد من تجربة الدولة المصرية مع المحاولات البهائية المتكررة للحصول على اعتراف رسمي، وقد فصل تاريخ مطالبات البهائية والقضايا التي رفعوها للحصول على الاعتراف: المستشار سامح سيد محمد في كتابه المهم "البهائية بين أحكام الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية والأحكام القضائية" والذي صدر في سنة 2007، ولعل الخلاصة التي خرجت بها التجربة المصرية أن المطالبة البهائية بالاعتراف الرسمي تناقض الإسلام والدستور حيث أن حرية الاعتقاد تتعلق بالفرد، أما التعبير عن ذلك بمظهر خارجي فِعلي لا يصح إلا في حدود ما يسمح به النظام العام للدولة والقانون، ولأن الإسلام والدستور لا يعترف إلا بالأديان السماوية فقط فلا يجوز السماح بعلنية المظاهر البهائية.

وأن المطالبة بالاعتراف هي خطوة تأسيسية للسماح للبهائية بالتبشير لكفرها من جهة ودعمها لإسرائيل من جهة أخرى.





  • 1 محمد الطعاني 14-04-2012 | 09:52 PM

    شكرا على المقال
    نعم فان حديقتهم العظمى في حيفا دليل واضح ان اسرائيل تتبناهم وتدعهم

  • 2 انس 14-04-2012 | 10:06 PM

    إحترام الأديان واجب...

  • 3 د.نضال النوايسه 14-04-2012 | 10:30 PM

    بارك الله فيك وجزاك خيرا

  • 4 True 14-04-2012 | 11:18 PM

    Is it true that Mahmoud Abbas is one of them

  • 5 بدوي 14-04-2012 | 11:50 PM

    ماورد في هذا المقال يفسر امور كثيره...... المعروف ان محمود عباس رئيس السلطه الوطنيه الفلسطينية بهائي!!!!!!!!ومن هنا نعرف ما يجري حولنا

  • 6 Trojan horse 15-04-2012 | 01:50 AM

    like jordan

  • 7 passport land 15-04-2012 | 01:55 AM

    sorry we can not publish ......................

  • 8 imported filth 15-04-2012 | 02:42 AM

    what about zahran ,tuqan ,abu udah and al-masry .................................

  • 9 زكي محمد 15-04-2012 | 08:17 AM

    يعني الطائفة ممنوعة من ممارسة أنشطة علنية و تتهمها بأنها مليئة باﻷسرار. الطائفة كلها مضى على تأسيسها 200 سنة في إيران و تقول وافدة على اﻷردن. أنا معك أنها دين منفصل عن اﻹسلام و أنها تأخذ منه و من غيره. لكن أي مواطن أردني له حق اﻹعتقاد بما شاء و يتم الحكم عليه بعمله و ليس بدينه و هنا يجب أن نشجع الحكومه (و قبلها هذا الشعب) على تقبل اﻷخرين مثلما نطالب الغرب أن يتسامح معنا و مع معتقدنا.

  • 10 مواطن 15-04-2012 | 10:32 AM

    عندما كانت اسرائيل تدرس الخيارات المتاحة "من يخلف عرفات" استبعدت الصحف اﻷسرائيلية انذاك ان يقبل الاغلبية المسلمة من الفلسطينيين ان يتزعمه

  • 11 مراقب/ مستوطنات 15-04-2012 | 03:25 PM

    البهائية منتشرة بين الاوساط الفلسطينية في الاردن وليس هناك من اردني اصلي من هو بهائي وقد دعتني احدى الطالبات في الجامعة الاردنية لاتعرف بولدها والتعرف على الجالية الفلسطينية السرية في عمان

  • 12 سعيد 15-04-2012 | 03:29 PM

    اريد ان اصحح انه في عام ١٩٢١ كانت فلسطين وستبقى فلسطين .والرجاء عند النقل نتوخى التصحيح

  • 13 غالب 15-04-2012 | 03:46 PM

    المعتقد البهائي وليس الديانه البهائيه ( البهائيه ) هي حركه خرجت من ايران على يد المؤسس لها علي الشيرازي الى العراق ثم امتدت الى فلسطين مدينة الخليل بالذات ( ولها اتباع ) هناك ثم الى عكا وحيفا واكبر معابدها بمدينة عكا(حيث قبر المؤسس) ثم الى قبرص الى اوروبا ثم امريكا واكبر معابدها بولاية شيكاغو بالولايات المتحده واخطر ما في هذه الحركه انه قام مؤسسها ومن خلفه من اولاده واخوته ومن هم بعد ذلك بنسخ القران الكريم اي وضع لاتباعها قانون عبادات وقانون احوال شخصيه (ولهذا فهي حركه مرتده وكافره )وقام المؤسس والاتباع بآلهية المؤسس واعطوه لقب (الاله ) ( الهي بهاء ) وهذا موجود على ارض الواقع ببعض منازل العائلات في الاردن وفلسطين تزين بها مجالسهم( على شكل برواز مكتوب به)( اله بهاء ) ولا استطيع هنا ذكر اسمها . ويبلغ عدد البهائيين بالعالم سنة 1988 عندمت قمت بكتابة بحث عنهم حواي 70 مليون نسمه بالعالم وذلك لسهولة ويسر العقائد والتخفيف على الاتباع من ممارسة طقوسهم حيث لاقت أتباع بالملايين ممن لا ديانه لهم ولهم تواجد واتباع بالاردن وهم شرئح المجتمع الغنيه ولهم مدارس بالاردن ولا يزوجون ابنائهم وبناتهم من خارج المله ولمن يريد الزواج منهم عليه اعتناق البهائيه اما عن الغاء الجهاد فحدث ولا حرج ( والشاهد عباس ) ولمن يري الاستزاده بالمعرفه عن البهائيه عليه الرجوع الى المكتبات القديمه المحاذيه للمسجد الحسيني بالبلد

  • 14 مسلم عربي 15-04-2012 | 05:10 PM

    اسرائيل

  • 15 باحث سابق 15-04-2012 | 06:01 PM

    لقد تم اجراء دراسة على وادي الاردن من قبل المرحوم د. احمد ظاهر حيث توصلت الدراسة بعد الاستئناس بوثائق وزاللرة الخارجية البريطلنية ان البهائيين في الاردن تم احضارهم الى العدسية الشمالية/ الاغوار الشمالية ليكونوا منطقة عازلة بين شرق النهر وغربه.

  • 16 شاهد حق 17-04-2012 | 12:29 PM

    إفتح هذا الموقع لتعرف الحقيقة عن البهائية

    ...
    ١) أين ظهر الدّين البهائي ومتى؟
    ٢) بماذا يؤمن البهائيّون؟
    ٣) هل لدى البهائيّين كتاب مقدّس؟
    ٤) هل يؤمن البهائيّون بالله سبحانه وتعالى؟
    ٥) ما بعض التعاليم الأساسيّة للدّين البهائي؟
    ٦) ما علاقة الدّين البهائي بالإسلام؟
    ٧) كم عدد البهائيّين في العالم وأين يقيمون؟
    ٨) كيف ينظر الدّين البهائي لسائر الأديان الأخرى؟
    ٩) من يتولّى رئاسة البهائيّين؟
    ١٠) ما هي المناسبات والأعياد التي يحتفل بها البهائيّون؟
    ١١) ما هو العمل الذي تحاول الجامعة البهائية العالمية القيام به؟
    ١٢) كيف يمكن الانضمام إلى الدين البهائي؟
    ١٣) ما هي نظرة الديانة البهائية للحياة بعد الموت؟
    ١٤) ما هي علاقة الدين البهائي بالديانات السماوية الأخرى؟

  • 17 شاهد حق 22-04-2012 | 02:34 PM

    ١) أين ظهر الدّين البهائي ومتى؟
    ظهر الدّين البهائي عام ١٨٦٣ عندما أعلن حضرة بهاءالله دعوته في بغداد أوائل مدّة نفيه من إيران.
    ٢) بماذا يؤمن البهائيّون؟
    يؤمن البهائيّون بوحدانيّة الله، وبأنّ جميع النّاس جنسٌ واحد وأسرة واحدة، وبأن دين الله واحد، وبأنّ الأنبياء والمرسلين جاءوا من جانب إله واحد. وهم يؤمنون بأن مجيء حضرة بهاءالله قد افتتح عصر تأسيس السّلام على الأرض الّذي تنبّأ به رسل الله على مدى العصور، عصر ستبلغ الإنسانيّة فيه سنّ الرّشد الجماعي على المستوى الاجتماعي والروحي، وتعيش كعائلة متّحدة في مجتمع عالمي تسوده العدالة.
    ٣) هل لدى البهائيّين كتاب مقدّس؟
    الكتاب الأقدس هو أمّ الكتاب في الظّهور البهائيّ، نزّل باللّغة العربية من قلم حضرة بهاءالله وهو جوهر ولبّ الآثار البهائيّة، ويشتمل على الحدود والأحكام والنّصائح الأخلاقيّة، وأسس تشييد مؤسّسات ستعمل على إيجاد نظام عالميّ مبنيّ على مبادئ روحانيّة وأخلاقيّة. إنّه أحد آثار حضرة بهاءالله الغزيرة التي تؤلّف ما لا يقل عن مائة مجلد لو جمعت، وتمسّ مواضيع شتّى كالأحكام والمبادئ المتعلّقة بسلوك الفرد والحُكم والمجتمع، والكتابات العرفانيّة في رقيّ الأرواح ورحلتها الأبديّة نحو الله بارئها. وتُعتبر الآثار الكتابيّة المتعدّدة لحضرة الباب، وألواح حضرة عبدالبهاء وتفاسيره ورسائل حضرة شوقي أفندي وتفسيراته مصادر مقدّسة بالنّسبة للبهائيّين. وعلاوة على ذلك فإنّ البهائيّين يعترفون بالكتاب المقدّس والقرآن الكريم والكتب المقدّسة لسائر الأديان السّماويّة الأخرى على أنّها آثار مقدّسة.
    ٤) هل يؤمن البهائيّون بالله سبحانه وتعالى؟
    الله سبحانه وتعالى هو الحقيقة المطلقة، واحد لا شريك له، خالق هذا الكون، وهو أجلّ وأعظم من أن يدركه أحد أو يتصوّره العقل البشريّ أو يحدّد بأيّ شكل من الأشكال. إنّ الأسماء المتنوّعة مثل الله، ويهوه، والرّبّ أو براهما كلّها تعود إلى نفس الوجود المقدّس المنيع. نحن نعرف الله عن طريق أنبيائه ورسله الّذين هم واسطة الفيض الكلّيّ الإلهيّ ويوفّرون التّربية والهداية الكاملة للبشرية جمعاء.
    ٥) ما بعض التعاليم الأساسيّة للدّين البهائي؟
    يؤمن الدّين البهائي بوحدة الألوهية ووحدة الأنبياء والمرسلين ويدعو إلى البحث عن الحقيقة ونبذ جميع أنواع التعصب والخرافات وينبّهنا إلى أنَّ الهدف الرئيسي للدّين هو ترويج الوئام والتآلف ويجب أن يكون الدين مطابقًا للعلم ويكون أساسًا لمجتمع سلميّ ومتطوّر ومنظّم. إنَّه يدعو إلى تكافؤ الفرص والحقوق والمزايا لكلا الجنسين ويؤيّد التعليم الإلزامي ويدعو لإزالة الفوارق الشّاسعة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش ويعتبر العمل المنجز بروح الخدمة نوعًا من أنواع العبادة ويقترح تبنّي لغة عالمية إضافيّة وإيجاد المنظّمات الضّرورية لتأسيس وحماية سلام عالمي دائم.
    ٦) ما علاقة الدّين البهائي بالإسلام؟
    ولد حضرة بهاءالله في أسرة مسلمة ومجتمع إسلاميّ، لذا فيمكن القول بإنّ الدّين البهائي قد نشأ من الإسلام مثلما نشأت المسيحيّة من اليهوديّة، أو البوذيّة من الهندوسيّة. وعلى هذا السّياق فإنّ الدّين البهائي دين مستقل مثل هذه الأديان، وله حدوده وأحكامه وتعاليمه ومؤسّساته.
    ٧) كم عدد البهائيّين في العالم وأين يقيمون؟
    يزيد عدد البهائيّين في العالم عن خمسة ملايين، وينتشرون في شتّى بقاع العالم وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعدّدة. يعتبر الدين البهائي من أكثر الأديان انتشارًا بعد المسيحيّة، ويقطن البهائيّون في أكثر من ١٠٠,٠٠٠ قرية ومدينة حول العالم.
    ٨) كيف ينظر الدّين البهائي لسائر الأديان الأخرى؟
    يؤمن البهائيّون بأنّ جوهر الأديان واحد، وبأنّ سيدنا إبراهيم وموسى وزرادشت وبوذا وكرشنا والمسيح ومحمدًا عليهم السلام هم جميعًا رسل مبعوثون من جانب إله واحد. ومن أجل ترويج الوحدة الدّينية يوصي حضرة بهاءالله أتباعه بالأخذ بالتّسامح وترك التّعصّبات والمعاشرة مع الأديان كلّها بالرّوح والرّيحان.
    ٩) من يتولّى رئاسة البهائيّين؟
    دعا حضرة بهاءالله إلى تأسيس نظام يتكوّن من مؤسّسات منتخبة تعمل على المستويات المحلّيّة والمركزيّة والعالميّة. إنّ المرجع الأعلى للبهائيّين هو بيت العدل الأعظم، وهو هيئة عالمية تتكوّن من ٩ أعضاء يُنتخبون بالاقتراع السّرّي من قبل جميع أعضاء المؤسّسات المركزيّة.
    ١٠) ما هي المناسبات والأعياد التي يحتفل بها البهائيّون؟
    يحتفل البهائيّون سنويًّا بإحياء ١١ عيدًا ومناسبة ذكرى، ويمتنعون عن العمل في ٩ أيّام منها. تتضمّن الأعياد ومناسبات الذّكرى البهائيّة تلك الأيّام المرتبطة بحياة حضرة بهاءالله وحضرة الباب، وعيد النوروز وهو رأس السّنة البهائيّة، في ٢١ آذار/مارس. وأعظم هذه الأعياد هو عيد الرّضوان الّذي يحتفل به على مدى ١٢ يومًا من شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو تمجيدًا لذكرى إعلان حضرة بهاءالله دعوته في حديقة الرّضوان ببغداد. يتمّ الاحتفال بإحياء هذه الأعياد والمناسبات في اجتماعات عامّة تُتلى فيها الأدعية والمناجاة وتتّسم بالتّأمّل والمعاشرة بكلّ روح وريحان. يتألّف التّقويم البهائي من ١٩ شهرًا وكل شهر من ١٩ يومًا.
    ١١) ما هو العمل الذي تحاول الجامعة البهائية العالمية القيام به؟
    الدين البهائي دين عالمي يؤمن به اليوم ملايين من الناس يمثلون مختلف الأجناس والأعراق والثقافات والطبقات والخلفيّات الدّينيّة، يقطنون في أكثر من ١٠٠,٠٠٠ قرية ومدينة حول العالم مما يجعله على المستوى الجغرافي ثاني أكثر الأديان انتشارًا في العالم. ومن هؤلاء تتألّف الجامعة البهائية العالمية التي تسعى جاهدة لتحقيق رؤيا حضرة بهاءالله، مؤسس الدين البهائي، باتحاد الجنس البشري.
    إنَّ مبدأ وحدة الجنس البشري هو المحور الذي تدور حوله جميع تعاليم حضرة بهاءالله. إن هذه الوحدة ليست مجرد أمل زائف من آمال الجامعة البهائية العالمية. فالبهائيون يعملون على تحقيق هذا المبدأ من خلال مساهمتهم الفاعلة في إصلاح العالم وتقدّم المدنيّة. إن الجامعة البهائية تجسد نموذجًا حيًّا لوحدة الجنس البشري، فبالرغم من أنها تضم أناسًا ينتمون إلى العديد من الأصول والثقافات والطبقات، إلا أنها تمثل قدرة البشر على الاتحاد والاتفاق رغم تنوعهم وتعددهم. إن الإيمان بوحدة الجنس البشري يقي البهائيين من الانجراف في تيار الصراعات السياسية التي تؤدي إلى التفرقة، ويوجه جهودهم نحو عمليّة بناء هذه الوحدة.
    ومن أبرز مبادئ الدين البهائي الوحدة الكامنة وراء جميع الأديان، والتحري عن الحقيقة تحريًا مستقلا دون تقيد بالخرافات ولا بالتقاليد، والتبرّؤ من كل ألوان التعصب الجنسي والديني والطبقي والقومي، والوئام الذي يجب أن يسود بين الدين والعلم، والمساواة بين الرجل والمرأة فهما الجناحان اللذان يعلو بهما طائر الجنس البشري، ووجوب التعليم الإجباري، والاتفاق على لغة عالمية إضافية، والقضاء على الغنى الفاحش والفقر المدقع، وتأسيس محكمة عالمية لفضّ النزاع بين الأمم، والسمو بالعمل الذي يقوم به صاحبه بروح الخدمة إلى منزلة العبادة، وتمجيد العدل على أنه المبدأ المسيطر على المجتمع الإنساني، والثناء على الدين كحصن لحماية كل الشعوب والأمم، وإقرار السلام الدائم العام كأسمى هدف للبشرية.
    والبهائيون يسعون لتطبيق هذه المبادئ على مستوى القاعدة فقاموا بإعداد برامج للتقوية الروحانية والأخلاقية موجّهة نحو فئات عمريّة مختلفة، فيقدّمون للأطفال دروسًا تنمّي مواهبهم وقدراتهم الروحانية وتغرس في نفوسهم الأخلاق الحميدة النبيلة التي سيشبّون عليها، ويوفرون برامج لصغار الشباب لمساعدتهم على تشكيل هوية خلقية قوية في بواكير سنوات المراهقة وتعزيز قدراتهم للمساهمة في خير مجتمعاتهم وصلاحها. ويسعى البهائيون جاهدين لتأسيس روابط صداقة لا تقيم وزنًا للحواجز الاجتماعية السائدة، ويجمعون القلوب في محبة الله.
    وفي مساعيهم لخدمة المجتمع الإنساني تطبيقا لبيان حضرة بهاءالله الذي يأمرهم بأن "لا تحصروا أفكاركم في أموركم الخاصة بل فكروا في إصلاح العالم وتهذيب الأمم"، تنهمك الجامعات البهائيّة في سائر أرجاء العالم في نشاطات تساعد في تحقيق الأهداف الإنسانيّة والاجتماعية والاقتصادية وتتضمن على سبيل المثال لا الحصر: تعزيز المشاركة في مبادرات التنمية المستدامة على مستوى القاعدة الشعبية، وتقدم المرأة، وتعليم الأطفال، والقضاء على المخدرات، ونبذ التمييز العرقي، وترويج تعليم حقوق الإنسان، وترويج الوسائل العادلة لإيجاد الرخاء العالمي. هنالك أكثر من ١٦٠٠ مشروع يُدار من قبل الجامعات البهائيّة في شتى أرجاء العالم، من بينها حوالي ٣٠٠ مدرسة يملكها أو يديرها بهائيون، بالإضافة إلى٤٠٠ مدرسة قروية تقريبًا.
    تحظى الجامعة البهائية العالمية باحترام وافر في المجالس الدّوليّة، وتضمّ في عضويتها البهائيّين في جميع أنحاء العالم وتمثلهم في آن معًا، ولها تاريخ حافل بالعمل مع منظمة الأمم المتحدة يتجاوز الستين عاما، وهي مسجلة مع الأمم المتحدة كمنظمة عالمية غير حكوميّة ولها فروع في أكثر من ٢٠٠ دولة، وتتمتع بمركز استشاري خاص مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، ومع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم). كما تعمل عن قرب مع منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومفوضية حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
    إن البهائيين في شتى بقاع الأرض يستمدون إلهامهم من رسالة إلهية، عاكفون على خدمة البشرية، توحِّدهم نظرة مشتركة تسمو بهم إلى معايير أخلاقية عالية، ونظرة عالمية عصرية، وملتزمون ومنخرطون بخدمة مجتمعهم المحلي ويسهمون في بناء الحضارة العالمية وتقدّمها بعيدًا عن الصراعات السياسية أو الحزبية.
    ١٢) كيف يمكن الانضمام إلى الدين البهائي؟
    لا يوجد أي طقوس أو مراسم خاصة للدخول في الدين البهائي. إن الإيمان محلّه القلب وكل من يشارك البهائيين إيمانهم بأن هداية الله للبشر مستمرة وأن تتابع الرسل هو أمر لا بد منه لاستمرار تدفق الهداية الإلهية؛ كل من يؤمن بأن دين الله واحد وهو ينمو ويتطور ويتكامل مع تطور البشرية ونموها وأنه بتغير مقتضيات الزمان والمكان، لا بد للتعاليم الإلهية أن تتغير لتناسب مستوى التقدم الفكري والحضاري للبشرية؛ كل من يؤمن بأن الرسل جميعًا هم كالمرايا الكاملة الصفاء التي تعكس لنا النور الإلهي نفسه وأنهم حلقات في سلسلة متصلة لا نهاية لها من الهداية الإلهية، وأن حضرة بهاءالله هو أحدث رسل الله في هذه السلسلة وأن الدين البهائي هو المرحلة المعاصرة من تكشف الوحي الإلهي وتعاقب الأديان، فهو يعد بهائيًا.
    والإيمان هو أمر حيوي، وينمو مع نموّ الإنسان، يتفضل حضرة بهاءالله: "الكلمة الإلهية بمثابة غرسة، مقرها ومستقرها أفئدة العباد، ويجب تعهدها بكوثر الحكمة والبيان، حتى تثبت جذورها وتمتد فروعها إلى الأفلاك".
    وعن طريق الصلاة والدعاء وقراءة الكلمات الإلهية والعمل بما جاء بها في حياتنا اليومية، ينمو إيماننا، فهو تماماً كالبذرة تنمو تدريجيّاً، ففي صلاتنا ودعائنا نتوسل إلى الله تعالى أن يؤيدنا على السلوك على طريق الهداية.
    والإيمان بحاجة إلى أن يُعبّر عنه بالأعمال، وهنا يأتي أهمية عمل كل بهائي على تأسيس وحدة العالم الإنساني، الهدف الرئيسي من الدين البهائي، وعدم اليأس من الحالة السلبية التي وصلت لها البشرية اليوم. فوحدة العالم الإنساني مع أنه كلام جميل إلاّ أن تحقيقه ليست مهمة سهلة، لذا يرحب البهائيون بكل من يريد أن ينضم إليهم في مساعيهم لبناء الوحدة والحفاظ عليها.
    ففي حياتنا كأفراد بهائيين يجب أن نجهد لتكون حياتنا مطابقة لتعاليم حضرة بهاءالله وأن تتماشى أفكارنا وأعمالنا مع إيماننا بوحدة الجنس البشري. فإذا وردت فكرة من الحرب في أذهاننا نستبدلها فوراً بفكرة من السِّلم. وعندما يبدأ شعورٌ من الكراهية بالتشكل في قلوبنا نستبدله فوراً بإحساس من المحبة. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للتغلب على تعصباتنا. التعصبات المتعلقة بالعِرق، واللون، والمواطنة، والثقافة، والدين، والجنس هي كلها من أكبر العوائق التي تقف في سبيل بناء عالم أفضل.
    وفي مجتمعاتنا المحلية نسعى لكي نطبّق ما نؤمن به فعليّاً على أرض الواقع لنشر بذور المحبة والسلام لجميع من حولنا. فالبهائيون في كل بلد يعيشون فيه منهمكون في خدمة مجتمعاتهم المحلية لبناء عالم أفضل بدءًا من مستوى القاعدة، فتلبية للتوق الدفين في أعماق كل قلب للوصال مع خالقه يفتحون أبواب بيوتهم لكلّ من حولهم، ومن مختلف الديانات السماوية والمعتقدات، لكي يأتوا في مكان واحد ويقوموا بالدّعاء لربّ واحد؛ وفي وعيهم لتطلّعات أطفال العالم ومطامحهم واحتياجاتهم للتربية الروحانيّة يقدّمون للأطفال دروسًا تنمّي مواهبهم وقدراتهم الروحانية وتغرس في نفوسهم الأخلاق الحميدة النبيلة التي سيشبّون عليها؛ ولصغار الشباب يوفرون برامج تساعدتهم على تشكيل هوية خلقية قوية في بواكير سنوات المراهقة وتعزيز قدراتهم للمساهمة في خير مجتمعاتهم وصلاحها؛ ولكسب البصيرة الروحانية والمهارات اللازمة للقيام على خدمة الآخرين يشاركون في دراسة منهجية ومنظمة للآيات الإلهية؛ وأخيرًا يسعون جاهدين لتأسيس روابط صداقة لا تقيم وزنًا للحواجز الاجتماعية السائدة، ويجمعون القلوب في محبة الله.
    ١٣) ما هي نظرة الديانة البهائية للحياة بعد الموت؟
    يعلّمنا حضرة بهاءالله أنّ الحياة ليست عبارة عن مجموعة من الأحداث والفرص التي تقع في هذا العالم، وبأن مغزاها الحقيقي يكمن في حياة الرّوح، والتي تبدأ في هذا العالم لفترة قصيرة، وتستمر إلى الأبد في العوالم الإلهية بعد الممات.
    الدين البهائي يعلّمنا أن الإنسان كائن مخلوق من جسد وروح. الروح مصدرها من العوالم الإلهيّة الروحانية، وبداية حياة المرء هي عندما يرتبط الروح القادم من هذه العوالم الإلهية مع الجنين لحظة تكوينه. هذه الرابطة بين الجسد والروح تزول بنهاية حياتنا الأرضية، وعندها يعود الجسد إلى مصدره، وهو عالم التراب، وتعود الروح إلى مصدرها ومنشأها وهو العالم الروحاني الإلهي. وحيث أن الروح قد انبعث من العوالم الروحانية وخلق على صورة الله ومثاله ولديه استعداد وقابلية لاكتساب الفضائل الملكوتية والصفات الربانية، فبعد مفارقته الجسد يتقدم ويترقى إلى الأبد.
    يرى البهائيون أن السبب من وجودنا هو عرفان الله وعبادته. والمقصود بعرفان الله هنا هو عرفان تعاليم الله وأحكامه، ومن ثم عبادته باتباع هذه التعاليم والأحكام. وبذلك تكون الغاية من حياتنا على هذه الأرض هي بناء قدراتنا الروحية، والعمل على ترقية الروح بعبادة الله وإطاعة أحكامه وخدمة الإنسانية جمعاء.
    نقرأ في الكتابات البهائية "الإنسان في بدء حياته كان في عالم الرحم، وفي عالم الرحم حصل على الاستعداد والقابلية للارتقاء في هذا العالم. أي أنه حصل في عالم الرحم على القوى التي يحتاج إليها في هذا العالم. ففي عالم الرحم حصل على العين التي يحتاجها في هذا العالم، وفي عالم الرحم حصل على الأذن التي يحتاج إليها في هذا العالم...إذاً فكذلك يجب عليه أن يهيئ لنفسه في هذا العالم ما يحتاج إليه في العالم الآخر. وكل ما يحتاج إليه في عالم الملكوت يجب أن يهيّئه في هذا العالم. فكما حصل في عالم الرحم على جميع القوى التي يحتاج إليها في هذا العالم، فكذلك يجب عليه أن يحصل في هذا العالم على كل ما يحتاج إليه في عالم الملكوت، أي جميع القوى الملكوتية."
    وبعد صعود الروح إلى بارئها وخالقها فإنها تحاسب بما عملت، فالروح التي انشغلت في عبادة الله وإطاعة أحكامه، فهي بلا شك تتمتّع بالقوى الملكوتية التي تحتاجها في العالم الإلهي، والتي تساعد الروح على الحضور في حرم قدس السبحان، والبقاء بالقرب من الله تعالى، رب العزة. وهذا الموضع، وهو القرب من الله تعالى، وهو خالق الروح، والذي فطرت الروح على محبته سبحانه، هو بمثابة الجنة لهذه الروح. فأي نعيم أفضل للحبيب من أن يكون بالقرب من محبوبه، وفي محضره.
    والروح التي لم يقم صاحبها بالعمل على تقوية ملكاتها الروحانية في حياته، وانشغل صاحبها بإشباع غزائزه وشهواته، تكون فاقدة للقوى التي تحتاجها في العالم الملكوتي، وتصبح عاجزة عن الصعود للبقاء بقرب الله تعالى. وأي عذاب وضيق أشد من أن يكون الحبيب بعيد عن محبوبه، ومحروم من الاستئناس مع أحباء الله.
    وهنا تأتي أهمية الإيمان برسل الله الذين ينقلون لنا إرداته وتعاليمه وأحكامه في كل زمان حسب مقتضيات العصر، والتي بطاعتها نتمكن من بناء القوى الملكوتية التي يحتاجها الإنسان في العالم الملكوتي.
    يؤمن البهائيون أن حضرة بهاءالله، رسول الله لهذا العصر، أنزل أحكامًا وتعاليم وهي في توافق تام مع أحكام وتعاليم الله التي أنزلت على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والتي بنورها، ترقّت الإنسانية جمعاء ونشأت حضارة إنسانية روحانية لم يعرفها التاريخ من قبل، ولكنها تتناسب وظروف الإنسانية لهذا اليوم. ويحاول البهائيون باتباع هذه التعاليم بناء القوى الملكوتية التي تحتاجها الروح في العالم الآخر.
    ويتفضل حضرة بها ءالله عن حياة الروح: "طوبى لروح خرج عن البدن، مقدساً عن شبهات الأمم، إنه يتحرك في هواء ربه، ويدخل في الجنة العليا، وتطوفه طلعات الفردوس الأعلى، ويعاشر أنبياء الله وأوليائه، ويتكلم معهم ويقص عليهم ما ورد عليه في سبيل الله رب العالمين."
    ١٤) ما هي علاقة الدين البهائي بالديانات السماوية الأخرى؟
    يؤمن البهائيون أن الله عز وجل قد أخذ عهدًا مع الإنسانيّة بأن لا يتركها أبدًا دون هداية. بل من حين لآخر يرسل لها رسولاً يهديها إلى الصراط المستقيم عن طريق أحكام وتعاليم إلهية، إذا اتبعتها البشرية كان لها فيها الخلاص، وحصل التّقدّم والتّرقّي المادّي والرّوحاني. وواجب الإنسانية في هذا العهد، هو أن تتعرّف على الرّسل والأنبياء وتدرك حقيقة دعوتهم، وتتّبع أحكام الله وتعاليمه.
    ويشير البهائيون إلى جميع الأنبياء والرسل الذين ظهروا للبشرية باسم المظاهر الإلهية. وكلمة مظهر تأتي من إظهار شيء لم يكن ظاهرًا من قبل. والأنبياء والرسل هم الّذين يظهرون لنا إرادة الله وتعاليمه التي تكون مخفية عنا. ولقد أعطانا حضرة بهاءالله مثالاً بسيطاً يوضح لنا مفهوم المظاهر الإلهية وهو مثال الشمس والمرآة.
    فالشمس هي مصدر النور والدفء لهذه الأرض، وبدونها الحياة مستحيلة. ولكن لو نزلت هذه الشمس من علوّها إلى الأرض لكان مصيرنا الحرق والهلاك. وهنا إذا أخذنا مرآة صافية مصقولة ووجّهناها إلى الشمس، لوجدنا صورة الشمس مطبوعة واضحة في المرآة. نحن هنا لا ندّعي أن الشّمس قد نزلت من علوّها وحلّت في المرآة، ولكن صورتها انطبعت في المرآة، وأصبحت المرآة تعكس نفس نور الشمس.
    والمظاهر الإلهية، أو الرسل والأنبياء، هم بمثابة المرايا الّتي تعكس تعاليم الله وأحكامه إلى البشرية. نحن بالتّأكيد لا ندّعي بأن الله تعالى قد حلّ في جسد أيّ من الأنبياء والرسل، ولكن نقول أنّهم كانوا قادرين على عكس تعاليم الله وأحكامه، تماماً كما عكست المرآة نور الشمس من دون أن تحلّ الشمس في المرآة.
    وبالتّالي إذا نظرنا إلى أنبياء الله ورسله المختلفين، كموسى عليه السلام، وعيسى عليه السلام، وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وحضرة بهاءالله، فإنّنا نقول أنّهم جميعاً بمثابة مرايا قد عكست النور الإلهي نفسه. ولكن باختلاف مقتضيات الزمان والمكان جاؤوا بتعاليم اجتماعية تتوافق مع الزمان الذي أرسلوا فيه، ولكن أساس الأديان جيمعها واحد.
    إذا نحن كبهائيّون نؤمن بأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وسيدنا عيسى عليه السلام، وسيدنا موسى عليه السلام، وما سبقهم من رسل، هم مرسلين من عند الله، وأتوا بتعاليم وأحكام إلهية كانت بمثابة نور هداية للإنسانية، وسببًا لحصول تقدّم روحي ومادي للبشرية جمعاء.
    ولكن بتقدّم الزمن، ابتعدت الناس عن تعاليم الله وأحكامه، ونسيت روح وأصل الدين، ونسيت البشرية الغاية من خلقها، وأصبح الجميع تائه في ظلام الأوهام. هنا لا بد من هداية إلهية للبشرية، ووحدها القدرة الإلهية باستطاعتها أن تخرجنا من هذا المأزق، وهنا تأتي الحاجة إلى مظهر إلهي جديد في هذا العصر.

  • 18 شاهد حق 22-04-2012 | 02:58 PM

    شهادة المنصفين

    رغم ما واجهه الدّين البهائيّ من مقاومة واتّهامات، كما هي الحال عند ظهور كلّ دين، لم يعدم بعض العلماء والمفكّرين الشّجاعة ليصرّحوا بالحقائق الّتي عرفوها عنه وعن المنادين به، نذكر هنا بعضًا منها على سبيل المثال. نشرت الأهرام يوم ١٨ يونيو ١٨٩٦ مقالاً يرجّح أنّ كاتبه الشّيخ محمد عبده جاء فيه: "... على أن المعروف من أحوال البهاء وبنيه الشّخصيّة، والمأثور عنهم من خلال التّرف ومزايا الكرم والتّحقّق بصفات التّهذيب والأدب، هو غير متنازع فيه، ولا ينكره إلاّ كل مكابر. وحضرة ولده الأكبر عبّاس أفندي أشهر من أن يعرّف بفضله، ويُنبّه عن نبله، وهو المعروف عند أعيان البلاد وأولياء الأمور، وقد عرفناه رجلاً ظاهر النّجابة، بادي السّراوة، فصيح اللّهجة، مهيب الطّلعة، كثير الوقار والحشمة، ذا أدب في غاية الغضاضة، وخُلق على جانب عظيم من الرّياضة ..."
    سجّل الأديب والمؤرّخ الأمير شكيب أرسلان في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" علاقته مع حضرة عبدالبهاء قائلاً: "وكانت له مع هذا العاجز مراسلات متّصلة باتّصال حبل المودّة. وعمران جانب الصّداقة، ومرارًا قصدت عكّا ولا غرض لي فيها سوى الاستمتاع بأدبه الغضّ، والاغتراف من علمه الجمّ."(۱)
    ثمّ نوّه في نفس الكتاب بحضرة عبدالبهاء:
    "... كان آية من آيات الله بما جمع الله فيه معاني النّبالة، ومنازع الأصالة، والمناقب العديدة الّتي قلّ أن ينال منها أحد مناله، أو يبلغ فيها كماله، من كرم عريض، وخلق سجيج، وشغف بالخير، وولوع بإسداء المعروف، وإغاثة الملهوف، وتعاهد المساكين بالرّفد بدون ملل، وقضاء حاجات القاصدين بدون برم، هذا مع علوّ النّفس، وشغوف الطّبع، ومضاء الهمّة، ونفاذ العزيمة، وسرعة الخاطر، وسداد المنطق، وسعة العلم، ووفور الحكمة، وبلاغة العبارة، حتّى كأن فصاحته صوب الصّواب، وأقواله فصل الخطاب، وكتاباته الدّيباج المحبّر، وفصوله الوشي المنمنم، يفيض بيانه جوامع كلم، وتسيل عارضته سيل عارض منسجم، ويودّ اللّبيب لو أقام العمر بمجلسه يجني من زهر أدبه البارع، ويرد من منهل حكمته الطّيبة المشارع، استولى من المعقول على الأمد الأقصى، وأصبح في الإلهيّات المثل الأعلى، وبلغ من قوّة الحجّة، وأصالة الرّأي، وبعد النّظر، الغاية الّتي تفنى دونها المنى، حتى لو قال الإنسان أنّه كان أعجوبة عصره، ونادرة دهره، لما كان مبالغًا، ولو حكم بأنّه من الأفذاذ الّذين قلّما يلدهم الدّهر إلاّ في الحقب الطّوال، لكان قوله سائغًا..." (٢)
    وكتب الأديب الرّوسي ليو تولستوي: "أعطف من أعماق قلبي على الحركة البابيّة، إنّها تلقّن النّاس مبادئ الأخوّة والمساواة والتّضحية بالحياة المادّيّة في خدمة الله. إنّ التّعاليم البابيّة الّتي جاءتنا منبعثة من الإسلام، قد تطوّرت تدريجيًّا من أثر تعاليم بهاء الله، وهي تقدّم لنا الآن أسمى صورة من التّعاليم الدّينيّة."(٣)
    وكتب الشّيخ الآلوسي مفتي بغداد في كتابه "نهج السّلامة في مباحث الإمامة"، مكذّبًا الاتّهامات الموجّهة إلى قرّة العين فقال: "... وهي ممّن قلّد الباب بعد موت الرّشتي، ثم خالفته في عدّة أشياء منها التّكاليف، فقيل أنّها كانت تقول بحلّ الفروج ورفع التّكاليف بالكلّية، وأنا لم أحسّ منها بشيء من ذلك، مع أنها حبست في بيتي نحو شهرين، وكم من بحث جرى بيني وبينها رُفعت فيه التّقيّة من البين..."(٤)
    وكتب الأستاذ علي الوردي أستاذ التاريخ بجامعة بغداد: "إنّي أعتقد على أيّ حال، أنّ قرّة العين امرأةٌ لا تخلو من العبقريّة، وهي قد ظهرت في غير زمانها، أو هي سبقت زمانها بمائة سنة على أقلّ تقدير، فهي لو كانت قد نشأت في عصرنا هذا، أو في مجتمع متقدّم حضاريًّا، لكان لها شأن آخر، وربما كانت أعظم امرأة في القرن العشرين."(٥)
    وكتب المؤرّخ العالميّ أرنولد توينبي: "في رأيي أن البهائيّة بدون شكّ دين، ودين مستقلّ على قدم المساواة مع الإسلام والمسيحيّة أو غيرهما من الأديان المعترف بها في العالم، فالبهائيّة ليست مذهبًا تابعًا لدين آخر، بل هي دين منفرد بذاته، ولها نفس المكانة الّتي للأديان الأخرى".(٦)


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :