الأردن: المجتمع يتكاتف لمساعدة اللاجئين السوريين
12-04-2012 08:06 PM
عمون - يمكن القول بأن منظمات المجتمع المحلي تلعب أكبر دور في مساعدة آلاف اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على المملكة الأردنية المجاورة.
وقد كانت الاستجابة عشوائية إلى حد ما حتى وقت قريب، أو كما وصفها أحد عمال الإغاثة "فوضوية" مع وجود جهات فاعلة عديدة على الأرض وقيام العديد من السوريين بالتسجيل والحصول على المساعدات من منظمات عديدة في نفس الوقت.
ولكن منظمات المجتمع المدني تلك تحاول على نحو متزايد أن تنسق فيما بينها. وعلى الرغم من الفوضى النسبية، إلا أنها قد لمعت في الشهور الأخيرة، وخاصة كنقطة أولى للاتصال بالعديد من اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن.
وفي هذا السياق، قال أحد كبار عمال الإغاثة الدوليين أنه "غالباً ما تقدم منظمات المجتمع المحلي معظم المساعدات التي يحصل عليها السوريون"، مضيفاً أنه "لا ينبغي التقليل من شأنها"، ومشيراً إلى أن "الحكومة لديها مخاوف شديدة بشأن بعض الجمعيات العاملة هناك وبشأن طبيعة بعض أهدافها".
وفيما يلي بعض نماذج الجهات الفاعلة على الأرض في طليعة تلك الجهود:
المجتمع المدني
كان هناك مجتمع سوري كبير في الأردن قبل بدء الاضطرابات، وأصبح هذا المجتمع نقطة الانطلاق لكثير من السوريين الفارين.
فهم يمكثون مع الأسرة أو الأصدقاء في غرف النوم الإضافية أو غرف المعيشة. وقد أظهر بعض أصحاب السكن الأردنيين الكثير من الكرم بسماحهم للاجئين السوريين بالإقامة المجانية.
وفي مدينة الرمثا الحدودية في شمال الأردن، تحول أحد المجمعات السكنية إلى مرفق عبور تبرع به صاحب سكن أردني لكي يأوي بصورة مؤقتة السوريين الذين فروا إلى الأردن بصورة غير قانونية إلى أن يستطيعوا العثور على كفيل ومكان لإقامتهم.
المنظمات الإسلامية
فر العديد من السوريين إلى الأردن بعدما قامت حكومتهم بسحق الانتفاضة التي قام بها الإخوان المسلمون السوريون في مدينة حماة في وسط سورية عام 1982. وشكل بعض أبناء الموجة الأولى من اللاجئين السوريين رابطة المرأة السورية في عام 2006 لمساعدة السوريين المحتاجين في الأردن.
وبينما يعدو أطفالهن في مكتبهن بالعاصمة عمان، تقوم السيدات المرتديات للنقاب بتسجيل الوافدين السوريين الجدد ويقدمن لهم الأثاث والدواء وغذاء الأطفال والأموال التي سيستخدمونها لاستئجار شقق سكنية.
وهناك منظمة نشطة أخرى على صلة بالإخوان المسلمين هي جمعية المركز الخيري الإسلامي التي تقوم أيضاً بتسجيل اللاجئين وتوزيع المساعدات عليهم في المناطق الحدودية.
وأفاد أحد النشطاء السوريين في الأردن أن "الإخوان المسلمين يلعبون دوراً كبيراً في عملية الإغاثة، ولكنه دور غير معلن".
وبالمثل تنشط جمعية الكتاب والسنة في نفس المجال. ويبدو أن هذه المنظمات لها أكبر قدرة على التواصل مع اللاجئين، وهي بالتأكيد أكبر من قدرة الأمم المتحدة. (يخشى بعض اللاجئين من التسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لأنهم يعتقدون بأن الكشف عن أنفسهم كهاربين من سوريا سيعرضهم للخطر إذا حاولوا العودة، ولا يمكن للمفوضية حالياً أن تسجل اللاجئين إلا في عمان فقط).
النشطاء والمهاجرون السوريون
لعب المهاجرون السوريون دوراً كبيراً من خلال إرسالهم لكل شيء بدءاً من الأموال إلى حاويات الملابس من الولايات المتحدة وأستراليا.
ويقوم النشطاء السوريون في الأردن بتلقي تلك الأغراض ولكنهم مشغولون جداً بتهريب مواد الإغاثة إلى داخل سوريا لدرجة أنه بعد شهر كامل من الشحن، تبقى أحياناً بعض التبرعات المخصصة للاجئين في المخازن في انتظار تصنيفها وتوزيعها.
الخليج
تبرعت جمعية الهلال الأحمر الإماراتية بستة آلاف طرد غذاء، و1,000 مجموعة مستلزمات نظافة، و1,000 سخان و10,000 بطانية. وقامت جمعيات من السعودية وقطر والكويت بإجراء تقييمات في إطار خطط لتقديم المعونة.
وعلى الرغم من قيام جمعية الهلال الأحمر الأردني والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بتنسيق المساعدات المقدمة من جمعيات الهلال الأحمر المختلفة، فإن المساعدات الأخرى المرسلة من دول الخليج كانت أقل تنظيماً.
وفي إحدى الحالات، نصبت دولة خليجية خيمة وطلبت تقديم التبرعات للاجئين السوريين، ولكن ما وصل إلى الأردن في نهاية المطاف كان حاوية ضمت أغراضاً لم يتم تصنيفها مثل الدجاج المذبوح المختلط بالملابس والحليب الجاف وأكواب الشاي المكسورة وأدوية لا يوجد عليها تاريخ انتهاء الصلاحية.
الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية
كلفت الحكومة الأردنية هذه الهيئة بتنسيق جهود الاستجابة لإغاثة اللاجئين، وهي تشارك على نحو متزايد في جهود الاستجابة. (عادة ما تعمل الهيئة بالخارج أكثر من الداخل "بموجب التوجيهات الملكية").
وتحاول الهيئة إنشاء قائمة رئيسية للاجئين المسجلين لدى المنظمات المختلفة لتجنب تكرار منح المساعدات لنفس الأشخاص. ومن المبكر جداً الحكم على فعالية دورها الجديد، ولكن يبدو أنها قد حازت على احترام الوكالات الدولية.
المجتمع الدولي
يمكن القول بأن المجتمع الدولي قد تأخر في الانضمام إلى جهود إغاثة اللاجئين بشكل كبير، ولكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى تعد العدة الآن لتنفيذ جهود استجابة أكبر، ليس في الأردن فحسب، ولكن أيضاً في تركيا ولبنان حيث وجهت نداءً لتقديم تمويل مقداره 84 مليون دولار.
وتقوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بقيادة جهود الإغاثة في الأردن بمشاركة قوية من وكالات أخرى مثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الذي عمل في الأردن لعقود.
والهدف الرئيسي للمفوضية هو بناء قدرات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية من أجل تنسيق جهود منظمات المجتمع المحلي. ولكن خطة الاستجابة أعدت مشروعات تتراوح ما بين المساعدات النقدية للأسر الضعيفة والدعم النفسي للأطفال.
ويتخذ المجتمع الدولي أيضاً خطوات حثيثة لتحقيق فهم أفضل واستفادة أكبر من أنشطة منظمات المجتمع المحلي على الأرض.
شبكة الأنباء الإنسانية (ايرين))