المقاعد المخصصة للنساء في مجلس النواب ارتفعت إلى 15 مقعداً بحسب مشروع قانون الانتخابات الجديد الذي أقرته الحكومة.
الهيئات النسائية أصيبت بخيبة أمل واعتبرت هذه الزيادة «أمراً غير كاف» فقد كان الطموح يتوجه نحو عشرين بالمئة من مقاعد مجلس النواب ، باعتبار الزيادة دعماً أكبر للمرأة الأردنية وتحفيزها على خوض الحياة السياسية، وهذا حقها.
المرأة الأردنية حديثة العهد بالحياة السياسية، ولذلك نرى إصرار الهيئات النسائية على المطالبة بفرد مساحة أكبر للمرأة من خلال الكوتا التي تعتبر فقط بداية الطريق وطرف الخيط وليست طموحاً بحد ذاته، فنحن جميعاً على قناعة بأن المرأة ستصل لاحقاً عبر التنافس إن أعطيت الفرصة الحقيقية، ونتمنى جدياً أن تختفي الكوتا النسائية بشكل كلي ولا نعود بحاجة إليها، وكلمة حق لا بد من ذكرها وهي أن معظم النساء اللواتي تبوأن مقاعد في البرلمان أو حتى في المجالس البلدية عملن بجهد مضاعف وخرجن للميدان وعملن ساعات نوعية طويلة لإثبات قدرتهن على العمل السياسي ومنهن كثيرات نجحن وخدمن مناطقهن أكثر من الرجل الذي تعتبره المرأة شريكها وبغير دعمه لا تستقيم دفة الميزان.
التمييز الايجابي حق للمرأة فهي أكثر من نصف المجتمع ، أما الرافضون لمبدأ الكوتا النسائية فيزعمون أن ذلك دأب المرأة الغريزي للحصول على استثناءات وبزعمهم أيضاً أن هذا معارض للعدالة والمساواة التي يطالبن بها، لكن الحقيقة أن الهيمنة الذكورية أعاقت وصول المراة لكثير من حقوقها منها الحقوق السياسية ، ولن تتمكن من نيل هذه الحقوق بالتمني إنما بالعمل نحو خلق فرصة تلج منها وتثبت فيها كفاءتها وجدارتها وتقنع المجتمع بقدراتها، وهذه الفرصة لا يمكن أن تتحقق في البرلمان في الوقت الحالي على الأقل إلا من خلال المقاعد المخصصة للنساء «الكوتا».
الأكيد أن الكوتا ليست هي هدف المرأة الأردنية، ولا تقبل أن يكون وجودها في البرلمان مجرد ديكور سياسي، بل إنها تسعى من خلالها إلى إفراز نوعية متمكنة سياسيا وفكريا من النساء إلى البرلمان حتى تكون قدوة مستقبلية لأجيال قادمة.
وعلى سيرة الأجيال القادمة فقد لفتني وعي مبكر لطالبات في المدارس بأهمية خوض العمل السياسي، وشخصياً أعتبر هذا الوعي في النقاش نجاحا حققته النشاطات النسائية في التعريف بحقوق المرأة بعدما أصبحت كثير من لجان وهيئات شؤون المرأة تتوجه إلى التوعية المبكرة للفتيات الصغيرات بحقوقهن..
وأختم بأن رفع عدد مقاعد الكوتا النسائية في البرلمان قرار حضاري، والكرة الان في ملعب المرأة وعليها تقع مسؤولية تأكيد أحقيتها ونجاحها.. فهل تفعل؟
الرأي