facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




باب الحارة في ضيافة ألامانة


د.مهند مبيضين
18-10-2007 03:00 AM

تحية كبيرة لبيت تايكي الذي يخرج دوما علينا بتقدير كل ما هو جيد، لكنه اليوم، وفي الخبر الذي صدر مفيداً نيّة البيت استضافة اسرة مسلسل باب الحارة وتكريمها، يبدو أنه يُغرِّد خارج الوطن، في الوقت الذي توقعنا فيه من المؤسسات الأردنية، ومنها بيت تايكي، تكريم المؤسسة الرائدة أردنياً، وهي المركز العربي، على أعماله الثلاثة: الاجتياح ونمر بن عدوان ووضحا وابن عجلان.بدايةً لا أريد ان اخلط بين ما يقال عن باب الحارة بين العامة من جهة وبين الكتّاب والمثقفين والنقاد من جهة أخرى، فأنا ضد تبسيط المسلسل للتاريخ الشامي الذي كان فيه، ومثال ذلك الجهل بالتاريخ والتبسيط أنه في ذلك الوقت – زمن المسلسل- كانت قهوة اسمها "خبيني" خلف الجامع الاموي لم يدرك المسلسل منها لا رائحة بنها ولا موقعها ولا نوافذها المشكّلة بشكل قضبان لتوهم جنود الانتداب ان من يدخل المقهى لا يستطيع الهرب!!! والمقهى ما زال موجوداً حتى اليوم، ثم ما هي الحارة وما اسمها؟ فابسط العارفين في تاريخ دمشق يدركون ان ليس من حارة بخلاف حارات دمشق المعروفة داخل السور وخارجه، وما المقصود بالسبع والضبع والنيس والذيب وما شابه؟ هل هو تشويه لمجاميع اعيان دمشق؟ فثمة فرق بين الآغوات وأهل العرض والزعامات وبين تبسيط اجوف قدمه لنا المسلسل عن مجتمع دمشق.

القصة تطول في نقد عمل مكرر منذ بابين وحارتين، ولكن ما يعنينا نهج بيت تايكي المؤسسة التي نحترم والتي طالما أملنا منها ان تهتم بما انشئت من اجلها فقط بدعم فكرة التخصصية، ولكنها اليوم تتجاهل عمل الفنان الاردني، واخال انها لو استمرت لن تعود قادرةً على معرفة التمييز بين ما هو وطني وغير وطني، بين مسلسل يبث قيم الوفاء وتغيير الصورة النمطية للمرأة، كما هو نمر بن عدوان، وبين مسلسل غارق بكذبة كبرى هي "الحرملك والسلاملك" ورفع الطلاق كلما نقصت هيبة الرجل.

أعمالنا الأردنية استطاعت أن تحتل مكانا بارزا في الدراما العربية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن انفتحت هذه المنافسة في عصر الفضائيات، وهذا التميز كان نتيجة عمل متواصل وجهد يستحق التقدير من قبل الجميع، ولكن الجحود أتى هذه المرة أردنيا خالصا، ليتم تفويت التكريم والاحتفاء بجيل كامل واقتناصه من خلال العلاقات العامة والاستسلام للرائج ورغائب الجمهور.

يحق لكل فنان اردني ان يحتج وان يبالغ في الغضب جراء هذا التجاهل وهذا التبديد والاسراف في التمادي على اهليتنا الفنية، وعلى قدرات مؤسساتنا الاردنية، ويحق لنا ان ندافع عن كل ما هو اردني وأن ننصح امانة عمان ان تتوخى العدالة وأن تراعي الله في انفاقها على الثقافة، ومن ذلك فكرة الاستضافة المشار اليها.

سيخرج الناطق الرسمي باسم البيت أو الامانة او من يشرف على ملف الثقافة بفكرة خلاقة وهي ان البيت وجه رقاع الدعوة وأنه من العيب التراجع عن نخوتنا وفزعتنا، وأن الافضل ترتيب شيئ لتكريم عدنان العوامله أو اسرة نمر بن عدوان، وربما يكون الاقتراح خلاقا ويقضي بتجاهلنا، عندها ستصحو الضمائر الحية مطالبة بإغلاق كل مرافق الثقافة في امانة عمان لأن بيت تايكي سيكفينا، مظنة العمل، ويتم عمل مهرجان للشعر النطبي العراقي في بيت الشعر، رغم ان الشاعر حبيب الزيودي قد يرفض لأنه وفي لكل ما هو اردني، وتخصص مجلة عمان، التي انا عضو هيئة تحرير فيها، ملفاً عن مدينة دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008م، ويقوم مركز زها بعمل اسبوع للطفل الكردي، ويخصص الشاعر عبدالله رضوان منشورات العام المقبل كلها عن الثورة اليمينة، مع معرفتي انه لا يعملها، فثمة نبل لديهكشاعر كبير.

سنمعن كثيرا بدورنا العروبي، ونناقش أن الابداع لا يعرف الحدود، وأن التعامل مع باب الحارة هو تعامل مع منجز، وسنسنى تكريم اخواتنا وبأننا أهل دار و"محلية"، لا لشيئ غير انه النقص والرتهان للآخرين، فهاتو شارعا باسم علم اردني في القاهرة او حلب، وبالمقابل انظروا ما حصيلة الآخرين لدينا.

ربما لن يكون هناك أثر لما نبدية من رأي تجاه أمانة عمان وسياساتها الثقافية فهي محصنة على النقد كما يرى البعض، ونحن سنبدو في موقفنا متطرفين من عمل تايكي، هكذا سنبدو ضد الريادة التي تحققها أي مؤسسة تنفق من اموال ضرائبنا على غيرنا وليست تايكي منفردة وحدها بذلك، سيفرح نائب امين عمان الذي حتما لا يعرف المشكلة، لكن إذا ظهرنا متطرفين ورجعيين فلنكن،...

مرحبا بكل السوريين في عمان، لكن ليس في زمن صعب يعيشه الفنان الاردني وأخال الفنانيين السوريين لا يحترمون استضافة من هذا النوع وبهذا الشكل المهين لزملائهم الأردنيين.

ربما لن تكون المشكلة شاخصة بعد، ولا ذنب لنائب امين عمان بها، ولا الامين، ولا لمديرة بيت تايكي القاصة المحترمة المبدعة، ربما الازمة اكبر من ذلك كله، فهي في قوافل الاعضاء والمستشاريين الخلاقين والمثقف المتثاقل الذي ينتظر مكافاة العدد الاخير من هذه المجلة وتلك. ومن أجل ذلك يزين الجميع خطوة خاطئة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :