بجامعة مؤتة أسبوع الوفاء .. أم أسبوع البلاء؟
10-04-2012 04:11 AM
لم يكن يوماً أداء الوفاء اداءاً تعليمياً لمحاضرةٍ أو مهرجانٍ في مدارسنا أو جامعاتنا ولم يكن يوماً داءً يوصف له حقناً في أوجاعنا... وعبارة الوفاء هي ملخص للمرء من شعور وعشق وبأحاسيس وبإيحاء من عقل المرء المدرك إلى قلبه المحب ... إلى أن ينتقل هذا الإدراك من شعارات الوفاء إلى أفعال الوفاء ولان الوفاء لا يأتي أمراً بل وحياً واستشعاراً من المنطق إلى العشق بالوفاء ثم بأفعال سلوكية دائمة لا تتغير ثوابتها كالوفاء لله والوطن والمليك بما يزرع في قلب الموفي عمق الانتماء فأول أولويات الوفاء المخلص وهو أداة مفتاح منفتحة توفي بحق فعل الكلمة الشاملة وهو الوفاء الأول لله وحده ولان الوفاء قدر كبير أودعه الله غريزة رحمة وبقلب كل إنسان بقدر ثابت. وليس من حق احد أن يفرض على أحد بالزيادة أو الوقوف عن الوفاء فوفاءنا لله هو عنوان وفاءنا للوطن ومؤسساته.
رغم هذا كان في الأسبوع الماضي المعتم دعوة لجامعتنا (مؤتة) لحضور مهرجانات وبازارات ولمدة أسبوع ولأجل استنساخ عبارة أسبوع الوفاء وفي هذه الأجواء المؤلمة. ولا اعلم هل جنا هذا الأسبوع بإعطاء الوفاء حقه ؟ أم لأجل زيادة نسبة الوفاء ؟ أو لا أعلم هل افتقدنا بحاضرنا هذا الوفاء ؟ فهل من قمة الوفاء إهمال واجبنا العلمي والعملي المقدس ولمدة أسبوع أو لا أعلم هل رسم هذا الأسبوع لتغطية مسلسل العنف الجامعي أم لإبرازه؟
تلوى الأعوام الماضية مرت جامعتنا الحبيبة (مؤتة) بعواصف ومحن مالية أدت إلى انفجار موظفيها لنشر أبواب الاعتصامات ناهيك عن العنف الجامعي بجانب ما جاءت به لجنة عمادة شؤون الطلبة لإنشاء ما أسموه أسبوع الوفاء وبفاتورة مالية فلكية بمشاركه طلبه الجامعة وموظفيها ومشاركة طلبتها المغتربون من الدول المجاورة الشقيقة هذه الطلبة الملأ بفيض من الثقافات والآداب العربية والإسلامية وتحمل رموزاً وتراث وتقاليد بلادهم العريقة ولأجل نقلها بصورة حضارية بهية وبأيدي من الطلبة الممثلين لبلادهم الشقيقة وبشعور تحمل إلينا كل معاني الإجلال والاحترام . حتى وصلت هذه الفعاليات بكل معاني المشاركة والعطاء من الطلبة وأعضاء الهيئتان ورئيسها الأكرم وكانوا على قدر أهل العزم حتى أهملوا واجباتهم الإدارية والعلمية ولأجل شعارات أسبوع الوفاء وفي اليوم الثالث من نفس الأسبوع حين كان من احد الفعاليات مسيرة عنوانها (كفانا عنفاً) وبجانبها هنالك ندوه تدار في كلية العلوم التربوية بنفس العنوان (كفانا عنفاً) حتى سمعت فجأةً إلى أن انتقل الوضع من العلاج إلى الداء حتى انفجرت هنالك (قنبلة العنف نفسه) حتى انقلب السحر على الساحر واندلعت حراك اشتباكات بالأيدي ما بين عناصر من طلبتنا يمثلون موقع خارطة أردنية خارجة عن موقع الكرك وما بين طلبة مغتربون ما عرفوا إلا لغة التعايش والاحترام من ضيوف في بيتنا الكبير من جنسيات أشقاء لنا حملوا إلينا كل معاني الود والاحترام بالثقافة ومعاني الأدب الإسلامي وباللحمة الوطنية بالإخاء العربي بكل تواضع واحترام ولتعزيز اطر العمل والعلم المشترك وبالعلاقات الدولية الحميمة . حتى تم إجهاض أسبوع الوفاء على فكرة عمادة شؤون الطلبة بنشاطاتهم المتعددة التي عرفوها وللأسف لم يعرفوا واحد فقط هي بمدى مفهوم الطلاب لدينا بالثقافات الخارجية ولم يكن هناك خلفية ثقافية عند بعض طلابنا اتجاه هذا البازار وخصوصاً في ظل أجواء المسلسل الأسبوعي العنف الجامعي فلم يعرف عميد شؤون الطلبة الأكرم أن لبعض طلبتنا لا يعرف إلا لغة العنف الجامعي فمن الصعب وبألف مستحيل أن تنزع أو تبدل من هذه الجينات والتي تدل على مجتمع فقد أصول الإخاء الإسلامي .
حتى جاءت النخوة لتضميد الجراح وشجب ما حصل وبالاعتذار من عشائر الكرك من فعاليات شبابية ووجهاء عشائر وكعادتهم دوماً كابراً عن كابر الذين لم يرضوا بالضيم يوماً حتى قدموا آيات من الاعتذار للطلبة الخليجيون ومعبرين عن طيبة أصالتهم وعن لحمتهم العربية بالإخاء بكل معاني الشموخ والكبرياء والتواضع معاً إلى ما حصل لطلبتنا العرب والخارج عن إطار أصول أبناء الكرك الشامخة وعنوان شيحان ومؤتة الفرسان.
من هنا فأننا أبناء جامعة مؤتة لهذا الصرح العلمي العسكري الشامخ وبمعاني تاريخه الإسلامي الخالد الذين حملنا وأمنا بشرف حمل لواء مؤتة فأننا نتشرف بتقديم ولقبول الاعتذار بجانب آيات الولاء لطلبتنا العرب ولحسن التعامل بالتعايش معاً برحاب مجمع العرب والمسلمين بمقام الصحابي (جعفر الطيار) والذين كانت هجرة طلبتنا العرب لمؤتة هو تعبير بضمائرهم واقتداء بعقيدتنا السمحاء التي تربطنا معاً بمؤتة بهذه الجامعة والتي تحمل هذا الاسم الجليل الخالد والتي ننحني لثرى تلك الأرض الطاهرة التي تزكت بثراها بدماء شهداءنا الإبرار متعهدين أن نكون كما أنتم رجالاً أوفياء في سبيل النهوض بالسيف والقلم بصف واحد في أردن العرب ولطريق للحد من معاناتنا بآفة (العنف الجامعي) ولسوف نبقى معاً بقلباً وبنسيج واحد ليس أمام هذه المرحة فحسب بل على جميع مراحل حياتنا اليومية متمثلين لهم وممثلون لنا وبخندق واحد أمام التحديات التي تدور حولنا من أعداء العروبة والإسلام
حمى الله الأردن ملكاً وشعباً