قبل ليلة من زيارة الملك للبادية الشمالية * محمد قدر السرحاني
10-04-2012 04:05 AM
(( قبل ليلة من زيارة الملك للبادية الشمالية ))
بالمحبة الصادقة والولاء الفطري المتجذر ستستقبل البادية الأردنية قائد الوطن الأعز وزعيمه الأوحد ( ملك ابن ملك حفيد ملك حفيد شريف حفيد نبي ) وعندما تستند المفردات إلى معانيها في معجم الطهر والنبل والشرف الرفيع تقف حروف العدل والانصاف والرشد والحصافة لتجزم حروف العله بحذفها من أواخر الأفعال المعلولة وتقوم أعراب الاسماء الخمسة بعد أن تعددت أوجه أعرابها في زمن البرمكة والبطانة، وذلك بحذف ( ذو ) حين ترد في غير مكانها أو يأتي ملازماً لها من ليس بالمنزلة الأسمى، واليوم أكتب بمناسبة زيارة جلالة الملك بلغة أبناء الأتقياء الأنقياء من الرعاة والحراثين والدراسين وبركة بيادر العطاء والخير الواقفين على شغاف القلب حباً وتقديراً وولاءً دون إنتظارٍ لشرهة من مستشارية العشائر أو من الديوان العامر.
أكتب للزائر العزيز بلغة من حملوا الكتاب بيد والفأس بالأخرى لتوفير متطلبات الكتاب، من حملوا العلم بيد والسلاح بالأخرى للإنتصار للوطن بالعلم والسلاح وحمايته بالمهج والأرواح، بلغة من قدموا ويقدمون وسيقدمون للوطن دونما يدعّون حصرية الولاء والانتماء.
اليوم أكتب بلغة من لايرون بالتزاحم على ( منسف الرأس ) تكريماً وتشريفاً وحقاً مكتسباً، بلغة من حفروا بالجِدّ والاجتهاد والتعب صخور عقبات النجاح ومهدوا طريق نجاحهم بأظافرهم لا بجرافات الواسطات والمحسوبيات ولا بالصعود على أكتافنا نحن عباد الله الطيبين ولسنا الغلابى، أكتب اليوم بلغة المحبة والاحترام والالتزام بالثوابت المقدسة.
أرحب بصاحب الجلالة بإسمي الشخصي والشخصي فقط لأنني لا أدعي الوصاية على أحد ولا أقبل الوصاية عليّ من أحد، فبما أسلفت أرحب بك ياسيدي وقائدي مستذكراً كل لحظة من الزمن الجميل بقربكم وحسبي أنني ما أبتعدت مؤكداً لسيدي ومولاي أنني مازلت على عهدي بنفسي فما كذبت عليكم عندما كنتم جلالتكم قائداً لجزء من الجيش المصطفوي وكنتم الأمير وابن الملك فكيف أكذب اليوم وأنتم ياسيدي القائد الأعلى لهذا الجيش والملك وأبو الأمير، فبثلما عهدتني سأكون دائماً في كل ما أقول أو أكتب.
واليوم وعلى مسافة الليلة من زيارتكم فإن البوح لكم يامولاي بما هو بالنفس أراه من باب الحق والواجب، والنصيحة الخالصة هي حق للحاكم العادل على المحكوم الصادق الأمين – وإن كنت أراها – حق الأب الحاني على الأبن البار فياسيدي أكرر بإسمي الشخصي الترحاب بكم وعلى بركة الله وبلسان صدق أقول:
غداً سيتقدم الصفوف لإستقبالكم من إعتدتم وعودتمونا على أن يكونوا كذلك وستسألونهم عن أحوال ( الربع ) وسيقولون ( بخير مادمتم بخير يامولانا ) وسيأخذون الصور التذكارية مع جلالتكم ويعلقونها على جدران منازلهم وهم بلا شك ذوات محترمون ويرون أن مصلحة الوطن والمواطن هي داخل قوس مصالحهم فقط ولن يسمحوا لواحدٍ أن يُطلع جلالتكم على واقع المواطن ( هم بخير اذاً المواطن بخير ) وكيف لايكون المواطن بخير إذا كان الموروث يقول ( إذا كنا بخير إنتم بطرفه ) فما عدنا على إحتمال أن نبقى بالطرف لأننا أصلاً بالمقدمة اقول ولكل أولئك التقدير والاحترام فهم على أية حال لهم دورهم ولكن ليس على حساب الدور الطبيعي للآخرين في الحياة، فالرأي والحكمة لم يحتكره الخالق بمخلوقات خاصة وإن كنت أقرّ وأعترف أنهم بالنسبة لي ( شعر شواربي ) ولكني لست خيطاً في عباءاتهم وليس أمثالي ( شراشب خرجٍ كما يؤمنون ).
فياسيدي ومولاي: وبما أني أدعي أنني أعرف جوانب شخصية قائدي وأعلم أن جلالتكم باحث عن الحقيقة لأنك حاميها وأنك تتمنى أن تُصارح بأحوال العباد حتى لجئتم جلالتكم للتخفي فهل تتوقع يامولاي أن يقولون لكم غداً..
أن هناك من يحمل الدكتوراه ومرمي على قارعة الطريق ( عاطل عن العمل ) وبالمقابل من لايحمل الثانوية موظف بـ 700 دينار؟ هل سيقولون لكم أن هناك بيوتاً لايسترها سوى جدرانها؟ وأرامل تم إغتصاب حقوقهن في صندوق المعونة الوطنية وأعطيت تلك الحقوق لرجال ( كتف وردف طوال شناب وأبطال تعاليل ) ؟!!!!!!!!!
هل سيقولون لجلالتكم أن هناك من قفز فوق قانون الخدمة المدنية ليتوظف قبل أن يجف حبر شهادته على حساب رقم واحد بديوان الخدمة المدنية منذ عشر سنين؟ هل سيتشرفون بمرافقة جلالتكم لزيارة حي بلا كهرباء بحجة أنه خارج حدود التنظيم وبالمقابل هناك مزارع مضاءه على حساب فلس الريف ؟ هل سيذكّرون جلالتكم بمنازل ذوات محترمة عظيمة وقامات سامقة خاضت مع جلالة المغفور له بإذن الله الحسين المعظم معارك الصمود والوجود رفاقه بالسلاح والكفاح المقدس ؟ أتحداااااااااهم لأنهم يساهمون في موتهم ياصاحب الجلالة نتمنى عليكم وأنتم تزورون بوادينا وأريافنا بجملة تمنيات منها : إعطاء دور للشباب المتعلم والمثقف والمكافح مادمنا في عصرٍ أصبح الشباب فيه مكوناً لايمكن تجاهله، هل من الممكن يامولاي إعادة النظر في كشف التشريفات الذي تعودنا على الأسماء الموجودة فيه أصلاً ؟ فلعلكم ياسيدي ستجدون أن أسماء تكررت وماتت وورثت وبالمقابل هنالك أسماء فاعلة لم تخن ولم تهن مقصاة عن هذا الكشف.
أرحب بكم ياسيدي بإسمي الشخصي فلا وصاية لي على أحد ولا لأحد وصاية عليّ ملتمساً من جلالتكم أن تقوم هناك هيئة بجانب المستشارية لإستيعاب شباب أبناء البادية الذين أصبحت عقولهم تقول لنا دور ورؤوسنا مليئة بالأفكار الخلاقة ويشهد الله أنها ليست ملكاً للحلاق سيدي هذه أماني وضعتها في متن رسالتي وترحيبي بكم أرجو أن يكون لها نصيب من اهتمام مولانا ودمتم جلالتكم سالمين.