انتظرت أمانة عمان حلول فصل الشتاء لبدء التحضير لسبل مواجهة مشكلة تصريف مياه الأمطار التي عرّت العام الماضي هشاشة البنية التحتية للعاصمة. وتعمل الأمانة الآن، وفق مصدر فيها نشرت "الغد" تصريحاته أمس، على تأهيل مركز الطوارئ، الذي ستناط به مسؤولية معالجة هذه المشكلة التي تتكرر كل عام.
هذا إجراء مسلوق ومتأخر. وسينحصر عمل الفريق الجديد في معالجة المشكلة حين تحدث. فلا يتوقعن أحد ان فريقاً لم يتشكل بعد سيكون قادراً على ايجاد حلول جذرية للمشكلة التي باتت على الابواب ويعاني منها العمّانيون كل شتاء.
كشفت "شتوة" العام الماضي ان شبكة تصريف مياه الامطار في العاصمة مهترئة وغير قادرة على منع اغراق شوارع العاصمة كلما هطل المطر كثيفاً. وتلك حقيقة لا تخفى على مسؤولي الامانة الذين يعرفون عدم جهوزية الشبكة ويدركون تماماً ان هنالك حاجة لحل جذري لهذه المشكلة.
من هنا تبرز مشروعية السؤال عن سبب عدم الالتفات الى عدم جهوزية شبكة التصريف في وقت مبكر وعن التلكؤ غير المبرر في وضع خطة تعالج الأزمة من جذورها.
صحيح ان الأمانة اتخذت اجراءات استهدفت تخفيف حدة مشكلة تصريف المياه. لكن هذه الاجراءات تظل ناقصة ما دامت خارج خطة شمولية تعيد تأهيل شبكة تصريف المياه وتزيد سعتها بما ينسجم مع نمو العاصمة.
واذا كانت الأمانة تبرر عجزها عن اطلاق مشروع اعادة تأهيل الشبكة بارتفاع كلفة المشروع المقدرة بحوالي 400 مليون دينار، فإنها لا تستطيع اللجوء الى ذاك التبرير لتفسير عدم تفاعلها مع مشكلة الانهيارات في الشوارع. فالقضية هنا يحلها التخطيط ووجود آلية مؤسساتية تنظم العمل وفق مواعيد زمنية. فهناك عشرات الشوارع المهددة بالانهيار جراء عدم وجود جدران استنادية. وثمة مشكلة كبيرة ايضا في نوعية الجدران الاستنادية التي اقامتها الأمانة للحؤول دون انهيار بعض الطرق. فهذه الجدران غير مناسبة ومعرضة للسقوط في اي لحظة.
عدم قيام الأمانة بواجبها تأهيل هذه الطرق يعرض حياة الناس لخطر يمكن درؤه عبر قرار اداري يبدأ تنفيذه فورياً بالكشف على شوارع العاصمة ومعالجة الاختلالات الموجودة فيها.
وسيأتي المطر قريبا. وسيعاني العمّانيون مشكلة عدم تصريف المياه لأن الوقت تأخر لحلها الآن. لكن لا ضرورة أن يتعرض عماني واحد ولو لجرح بسيط نتيجة انهيار طريق لأن منع ذلك متاح.
وستخدم الأمانة العمانيين ونفسها إن بدأت فوراً العمل على حل هذه المشكلة وفق منهجية علمية وشمولية. وستضيف بذلك الى سجل الاجراءات الايجابية التي تتخذها لتحسين ظروف الحياة في العاصمة وتنظيمها. لكنها ستخسر كثيراً إن لم تفعل ذلك.