كاميرات لرصد تحركات المواطنين
هاشم الخالدي
06-02-2007 02:00 AM
لا ادري كم تكلفت دائرة السير وامانة عمان الكبرى من مبالغ هائلة تم رصدها لشراء ما يسمى بكاميرات مراقبة القاء النفايات من السيارات الى الشارع والتي تم وضعها على عشرات السيارات التابعة لامانة عمان بهدف رصد المواطنين الذين يخترقون حرمة »الشارع الاردني« فيلقون فيه نفاياتهم عبر شبابيك سياراتهم. ولا ادري بطبيعة الحال سبب هذه »الهيزعية« التي تقوم بها الامانة ودائرة السير لتصور لنا الامر على انه انجاز عظيم وتطور رهيب سيمنع ارهابيي الشوارع من تشويه نظافة شوارع عمان.. النظيفة اصلاً. والتي بالكاد تحتاج الى عامل نظافة قد لا يتجاوز راتبه المائة وعشرين ديناراً فقط ليقوم باعباء ازالة »محرمة فاين« ملقاه هنا.. واخرى ملقاة هناك اذ لا يختلف اثنان على ان شوارع عمان منذ سنوات لا زالت هي الاكثر نظافة وتألقاً بين شوارع عواصم الدول العربية وقد لا تحتاج الى كل هذه الكاميرات والسيارات والموظفين الذين سيتم تعيينهم على كادر هذه الحملة الهائلة لمجرد منع سائق من رمي »قمعة« سيجارة في وسط البلد او بمحاذاة شارع وصفي التل.
يجب الاعتراف اولاً بأن ثقافة النظافة موجودة اصلاً لدى السائق الاردني, واتحدى ان يثبت محايد بأن رمي النفايات من السيارات هي ظاهرة اردنية مستفحلة, واجزم مرةً اخرى انها مجرد وريقات تناثرت من سيارات عابث لم يعلم ان من شاهده مصادفة قد تفتقت ذهنيته لرصد مبالغ بعشرات الالاف لمنع هذه الظاهرة التي يعتقد انها قد تتسبب بهلاك المجتمع.
كنت اتمنى ان توضع هذه الكاميرات على سيارات امانة عمان لرصد النفايات المتراكمة في حي الونانات وجبل القلعة والشوارع المحاذية لجبل النزهة في عمان الشرقية, لا ان نخترع مثل هذه »القصة« لمجرد أننا نريد تحويل المواطن الاردني الى كائن نرصد كل تحركاته من اجل ان نستنزف جيبه المتهالك اصلاً.
بطبيعة الحال فليس منا من لا يحب النظافة, وليس منا من لا يستنكر رمي النفايات من السيارات الى الشارع, لكننا في المقابل ضد تضخيم الامور الى هذه الدرجة المكشوفة.
ما اتمناه مرةً اخرى ان ترصد هذه الكاميرات حالة النظافة المعدومة في عدد من احياء عمان الشرقية وان تنقلها بالصورة لامين عمان المهندس عمر المعاني الذي سيجد نفسه مضطراً لاتخاذ اجراءات لاعادة الهيبة والنظافة الى هذه الاحياء الصامتة التي تعيشها الطبقة الاكثر فقراً في عمان.
ادعوكم لاطلاق كاميراتكم لرصد هذه التجاوزات بدل اطلاقها لرصد تحركات المواطن الاردني الذي سيفاجأ ذات صباح عندما يعقد النية لتجديد ترخيص سيارته ان دائرة السير قد اعدت له فيلماً خاصاً على مدار العام رصدت فيه كل سحابة دخان خرجت بالصدفة من خلفية سيارته وعدة وريقات انسابت من احدى نوافذ السيارة ليجد انه مضطر لدفع مئات الدنانير والا اصبح فاقداً لشرعية قيادة مركبته... وللحديث بقية.
hashem7002@yahoo.com