قائمة مرشحي الحركة الاسلامية لخوض الانتخابات النيابية قائمة راشدة ، عاقلة ، تستحق التقدير ، فلماذا تقبل الحركة لرموز متطرفة بأن تمثلها في مجلس النواب المقبل ، ما دامت الحركة تاريخيا ، ليست متطرفة ، ومنهجها هو الاعتدال.
لن تكون هناك معركة سياسية خلال الانتخابات النيابية المقبلة ، اذ ان الحركة الاسلامية ذاتها لا تريد اكثر من خمسة عشر نائبا في احسن الحالات ، وقد قيل سابقا ، ان الحركة لن تقبل بأغلبية نيابية ، حتى لو جاءت اليها بطرد بريدي ، فالاغلبية تعني تحمل مسؤولية كل شيء ، كون القرار بيد الاغلبية.
لو قاد العقلاء داخل الحركة الاسلامية ، حركتهم منذ البداية ، لما وصلت المواجهة الى هذه الحدود ، اذ ان الدولة ليست ضد أي حزب او حركة ، ما دامت هذه الاحزاب تؤمن انها تحت الدولة ، وليست جزءا من الدولة او انها الدولة كما ظن البعض حين قيل ان الحركة حمت الدولة في الخمسينات ، وتناسوا ان الدولة هي التي حمت الحركة ، والفرق بين المكونين كبير.
منذ ما يزيد عن العام ، والحركة الاسلامية تتلقى المؤشرات ، المؤشر تلو المؤشر ، بوسائل مختلفة ، الا ان هناك من اراد ان يحول الحركة الاسلامية الى شوكة في خاصرة الدولة ، فرفض الاستماع الى مؤشرات كثيرة ، وقد كان الاولى بالحريص على الحركة ان لا يقبل ادخالها في معركة خاسرة ، والحركة الراشدة ، لا تتهم الدولة انها تخوض معركة تحجيم لصالح قوى اجنبية ، فالراشدة اذا شعرت اصلا بوجود ضغط على البلد في هذا الاطار ، فهي تقبل التجاوب مع متطلبات المصلحة العليا ، ولو على حسابها ، ما دمنا نتحدث عن مصالح الاردن ، فكيف والحال حين لا تكون هناك ضغوط خارجية اصلا لتحجيم الحركة الاسلامية.
الانتخابات المقبلة ، لن تشهد معركة سياسية ، ففي الاجواء هناك مناخ تهدئة ، حتى ان هناك من يقول ان الحكومة يجب ان تتغير ، فسبب وجودها - أي مواجهة الاسلاميين خلال الانتخابات النيابية - قد زال بهكذا قائمة عاقلة ومعقولة من مرشحي الاسلاميين ، وقد قيل الف مرة ، ان بلدا آمنا مثل الاردن ، ليس من مصلحة احد فيه ، ان تشب نار الخلافات او الاختلافات فيه ، لاي سبب كان.
نتوقع من الاسلاميين شعارات عاقلة قابلة للتطبيق ، واذا كان الاسلاميون حتى اليوم لا يقدمون أي برامج تفصيلية لتنفيذ الشعارات ، فالاصل ان يتم طرح شعارات معتدلة ، حتى لا نبقى نشعل نار الامال في قلوب الناس ، ونتركهم بعد يوم الاقتراع بانتظار شيء ما لن يحدث.
كان بامكان حكماء الحركة الاسلامية ، منذ ما يزيد عن عام ونصف ، وقف المعركة التي نشبت طوال هذه الفترة ، فلا توجد حركة او حزب او جهة او قرية او مدينة قادرة على مواجهة دولة بأكملها ، ومن يأخذ الحركة نحو التصعيد وردود الفعل ، يخون رصيدها الراشد ، ويناطح بلده ، في توقيت حساس ، ويخرج خاسرا من القصة برمتها ، ويخلق حالة من العداء ليس هناك أي حاجة لها.
قائمة مرشحي الاسلاميين لخوض الانتخابات النيابية المقبلة ، قائمة معقولة قياسا بقوائم اخرى كانت مرشحة بشكل اولي ، فهذا المركب الذي نعيش فيه ، من مصلحتنا الحفاظ عليه ، وعدم تخليع ألواحه بذريعة صنع مراكب اخرى ، اذ سيكتشف هؤلاء انهم سيغرقون ، وان العاقل هو من كان سببا في اطفاء أي فتنة ، لا.. اشعالها ، سواء كنت ظالما ام مظلوما.