وقفتنا إنسانياً مع الأشقاء السوريين
ممدوح ابودلهوم
05-04-2012 03:58 AM
[الموقف الأردني ملكاً وحكومةً وشعباً تجاه الشعب السوري الشقيق بعامة ومع المنكوبين اللائذين بأردن العرب الهاشمي بخاصة، هو في المقام الأول موقف إنساني بامتياز فضلاً عن كونه واجباً قومياً والتزاماً شرعياً، تمليهما وشائج القربى والدم والنسب ناهيك بفريضة ومرجعية العمقين التاريخي والجغرافي معاً، إنما قدمنا العامل الإنساني على غيره مما سقناه من عوامل آنفاً، فقط لأن هذا تحديداً هو ما يحتاجه اللاجئون السوريون من أشقائهم الأردنيين حاضراً ..
هذا الموقف السامي القيمة السامق المقام من لدن أماجد الأردنيين – إلا من نَقِمَ ربي (والله عزيز ذو انتقام)، هو ثابتٌ من الثوابت القومية الرئيسة لأردن الهواشم العظيم الصدر الأعظم للأمتين الأكرم – حتى ولو كره الرويبضيون، ما يحتاج أدلةً ولا تنقصه براهين ما يزيغ عن محجته القومية الإنسانية إلا أعمى بصيرة وكليل نظر، من حيث هو الخبر الأول لمبتدأ الصيحة الشريفة للمنقذ الأعظم في جملة الثورة العربية الكبر، والذي حرص ملوك بني هاشم ومنذ مطالع التأسيس حتى اليوم وفي عهودهم الميمونة الأربعة ، على أن يكون مبدأً ونهجاً في ديدنهم القومي ووسطية ومرجعية في دينهم الحنيف وشرعتهم السمحة، من أجل ذلك كله وحصاداً لزرعه الطيب جعلوه جوهرة العقد في قلادة دستور المملكة الأردنية الهاشمية المحفوظة ..
غير أن قلةً ناكرة لجميل هذا الموقف العالي الشأن نشموياً عروبياً وإنسانياً بالتالي، فهؤلاء والذين نعرفهم جيداً بل ولطالما بلونا عواقب هذه المعرفة وخيبات عقابيلها ، من شلة ( البعض الدائم ) الرافضة وبالمجمل لكل بهاءات المواقف الأردنية تجاه الأشقاء والأصدقاء على هذا الكوكب ، من هنا لم نعد نعجب مما يذهبون إليه ولا نستغرب خروجهم على النص وأصواتهم النشاز خارج السرب الوطني الباسل، أبعد من ذلك فقد غسلنا أيدينا من أي رجاءٍ فيهم وألقينا بفروتهم في محرقة الأيام ..
غير أن العجب العجاب الذي يكاد يشعل ما تحت فروة الرأس بألف عود ثقاب ، هو تصريح أحدهم بالفم الملآن دون تردد وبلا حياء أو ( دخان جلة ) ، على إحدى الفضائيات العربية التي جعلته ضيفاً دائماً غيرة أو أسوة بالقنوات المحلية ، بأن الأردن هو في ذيل الدول العربية التي وقفت إلى جانب السوريين (؟!) وبالمناسبة الأكثر بؤساً هذه المرة أن زميلنا الحائر ، تبعاً لإغراء البازار الجماهيري ، بين عباءة اليسار وفروة اليمين ، هو أحد أعضاء لجنة الحوار الوطني ولجان (وطنية) أخرى ، وهم الذين اختارهم تشريفاً وتكليفاً أولو الأمر والقرار التنفيذيين في الدولة الأردنية ، باعتبار أنهم خيرة الخيرة ونخبة النخبة الذين يقع على عاتقهم تقديم أهم المقترحات والأفكار أيامنا هذه ..
بينما راح زميله عضو اللجنة ولجان وطنية هامة وعلى فضائية أخرى ، لكن بكثير من التردد وبقليل من الحياء ، يحارب وكما دونكيشوت طواحين الهواء بتقزيمه دور بلده حاقداً لا ناقداً ، فبدا كمن يصفع وجهه ويجلد ذاته نعيقاً لا تعليقاً ، بتهميشه لمواقف الأردن ملكاً وحكومةً وشعباً المشهودة في العالمين .. وللحديث بقية .]
Abudalhoum_m@yahoo.com