يقوم طاهر المصري بزيارة الى نابلس عندما كان محافظها الدكتور جمال المحيسن عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير واثناء تجواله في المدينة برفقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعند معرفته ان محافظها جمال المحيسن قال لمستضيفه مبين انه اليّ زبط الامن وحسنه عندكم واحد طفيلي.

في فلسطين يبدو انهم لا توجد لديهم قضية اسمها الاصول والمنابت ولا يسألون عنها نهائيا ولكن يبدو ان من هو في بلد الاصول والمنابت وبلد المعاناة من مثل هذه القضايا التي لا يتم اللعب الا عليها قد اثار اهلنا في فلسطين لمعرفة ان كان كلامه صحيح ام لا؟.

وعرف جمال المحيسن ما قاله طاهر المصري لرئيسه وبعد فترة وجيزة يبدو ان هذا الطرح القادم لهم من الاردن قد اثار حفيظتهم للتأكد مما كانوا لا يسألون عنه او لا يهمهم كما يهم البعض في الاردن وخاصة المسؤولين الذين لا هم لهم الا هذه القضية ويبدو ان الرئيس عباس طلب من الطيب عبدالرحيم سؤال جمال المحيسن ان كان طفيلياً ام لا وفي احد المرات سأله هذا السؤال الاردني فمثل هذا السؤال لن يكون فلسطينيا.

لا ادري ماذا كانت اجابة الدكتور المحيسن واعتقد انها كانت في اطار العائلات ذات الجذور الواحدة والتي تتفرغ في الامكنة المختلفة من الارض العربية وخاصة التقاسم الموجود بين اهل فلسطين واهل الاردن لان هناك تقارب في الدم وفي النسب لا يشعر بالتباعد منه الا اصحاب الاهواء والانفس المريضة.

هذه القصة تلخص ماهية العلاقة المتواصلة حد الجذور وليس فقط النسب فهناك عمومة وابناء عمومة لكلا الطرفين كما ان هناك خوءلة وابناء خوءلة للطرفين وهذا يدحض او يقطع كل قول ولعب على الوتر الاقليمي بين شعب واحد وان لم يكن كذلك فاننا ابناء قضية واحدة وهي اهم من الاصول والمنابت ونتقاسمها اردنيين وفلسطينيين وكل العرب.

لا يتأمر على القضية الفلسطينية اي عربي او فلسطيني ولا خلاف بين الاثنين الا اذا كان خائنا او عميلا للعدو فكما يوجد داخل الارض الفلسطينية عملاء من ابناء فلسطين فهناك عملاء من جنسيات اخرى واخر ما سمعنا عنهم في لبنان ونعتقد انهم موجودن ايضا في مناطق عربية اخرى ولكن لا توجد جدية في معاقبتهم لا اعتقد ان احد يستطيع ان يزاود على الاخر تجاه القضية الفلسطينية فالقضية اهم من الهوية لان حل القضية هو الذي يعزز الهوية فالهوية في ظل الاحتلال ناقصة لان من يثبت الهوية هو تراب الوطن وتراب الوطن محتل فالانتماء يجب ان يكون للقضية ويجب ان تكون القضية عربية بامتياز ونرجو ان نبتعد عن الاقليمية خاصة على الارض الاردنية لانها قد توصلنا في النهاية جميعا الى التبعية الاسرائيلية او الغربية وكلاهما سيان.

الام التي روت دماء ابنها ارض فلسطين وضعت هذا التراث وساما على جبهتها وابناءها واحفادها الذين لا يزالون يفاخرون بان اباهم من الطفيلة او الكرك او اربد او جرش سقط شهيدا على ارض فلسطين سواء كان جنديا في الجيش او فدائيا قاتل الى جانب التنظيمات الفلسطينية.

هناك اردينون وعراقيون ومصريون وغيرهم قاتلوا على الارض الفلسطينية وهناك فلسطينيون من بعض ممن يعيشون خارج فلسطين لا تهمهم القضية ولو انهم يقولون انهم فلسطينيوا الهوية وايضا قد تجد اردنيون او لبنانيون او مصريون لا تعينهم القضية الفلسطينية كما هم بعض ابناء فلسطين .