تهنئة خالصة لمنتسبي نقابة المعلمين مرشحين وناخبين وفائزين وغاضبين من النتائج وفرحين بها.
فقد توجتم نضالاتكم وحراكاتكم بنقابة حرة تنضوون تحتها بكل فخر مثلكم مثل أية مهنة أخرى لها هيئتها العامة ونقيبها وأعضاء مجلسها فأنتم الأحق بها لأنكم تعملون بوضح النهار وتنيرون الدروب وتقاتلون الجهل والجهالة.
وأنتم الذين تعاندون الظروف وتقهرون الفقر ببساطة لباسكم ونبل مساعيكم وقوة إرادتكم.
وأنتم الذين تعلنون بداية النهار علما وتنويرا وفكا لطلاسم الأمية التي غادرت الأردن منذ زمن بفضلكم وإصراركم على حمل الأمانة التي اشفقت السماوات والأرض منها، أنتم المنارة التي لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال.
لقد تعبتم وهددتم بأرزاقكم وطوردتم وعائلاتكم وبلغ الخوف منكم مبلغا كبيرا حتى بلغت القلوب الحناجر ولكنكم صمدتم بعد أن كانت الآراء الجاهزة تنزل على رؤوسكم خناجر طعنتكم في الظهر والقلب والرأس تقول إن المعلمين لا يستحقون وليسوا أهلا لأن تكون لهم نقابة لا لشيء إنما كان الخوف منكم ان تصبحوا قوة محترمة وأن تكون لكم مرجعية تحميكم وتحمي مستقبل أطفالكم. وكنتم تسهرون على أضواء «السراج» المليء بشحابير سوداء تغطي المكان ومجرى التنفس وتصبرون على أمل أن يكون المستقبل أفضل فأصبحتم بنقابة وغاب المتفيهقون وغابت مكتسباتهم وهم يلوذون الآن بالعض على اصابعهم أو أظافرهم ندما على ما فات حيث لا ينفع الندم.
الآن وقد تحقق المراد لا بد من نظرة للنور الآتي من فجر مليء بالوعود الواقعية دون حلم الأطفال أو الحالمين بلقاء الحبيب لبناء أحسن البيوت وأجملها وهم لا يملكون شيئا من الإمكانيات فأنتم الآن تملكون نقابتكم الغضة في زمان الولادة ولكنم مكتنزون بخبرات تراكمية لا يمكن تجاهلها على الإطلاق ولديكم رصيد وطني كبير لدى العامة من الناس الذين يحترمونكم بشدة على ما قدمتم وعلى جهودكم الموصولة ببناء الإنسان الواعي الواعد العالم المتعلم البعيد عن المناكفة فما تحقق يستحق أن تحافظوا عليه وتلتفوا حوله إدراكا ووعيا ومشروعا لابد أن يتطور للأفضل والأحسن.
لا تلتفتوا إلى من جاء إلى المجلس بحقد أو ضغينة بل بالرجاء ان المجلس الأول الوليد الجديد هو الذي يجب أن تحرصوا عليه لأن البدايات دائما صعبة ولا تفرقوا بين بعضكم بعضا حتى لا يقال لكم ألستم أنتم الذين ناضلتم من أجل النقابة انظروا من يقودها فتشعرون بالخذلان أو الإحباط أو بشيء من عدم الرضا وهنا مكمن الخطر لأن من نجح الآن يمثل الجسم الكامل لمعلمينا بك تلاوينهم ومعتقداتهم ومشاربهم وأفكارهم وتوجهاتهم فالتعددية إثراء للمسيرة وليس انتقاصا لها وما يعتور التجربة من محطات صعبة تتكسر على صخرة إرادتكم التي يجب أن تكون متجددة لا جامدة تتوقف عند أول محطة فهذا لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا.
أنتم الآن دخلتم منعطفا جديدا لا بد ان تتعلموا منه الكثير وإذا كنتم توقعتم ان يكون شكل المجلس على غير ما توصلتم إليه فلأن التجربة قليلة مقارنة بما لدى الآخرين من تجارب على مدى عشرات السنين فنجحوا وحملوا معهم كثيرين لم يكونوا ليصلوا لهكذا موقع إلا بمساعدة قوى منظمة عاملة فاعلة تستقطب وتختار وتعرف ما تريد والنوايا الحسنة لا تبني أوطانا وصدقية المرشحين ليست كفيلة وحدها بوصولهم لمقاعد المجالس المنتخبة ولما كنتم معلمين لا بد من تكرار التجربة حتى تصبحوا أكثر دراية وأعمق معرفة وصولا إلى الطموح الذي تنشدون.
الدستور