بغض النظر عن اية ظروف وأية معطيات وأفكار , الا ان الجميع متفقون على ان اهم امور الامن والآمان هو وجود هيبة للدولة , وجودة قوة تفرض النظام وتفرض الاحترام بين الناس , غياب هذه الجهة بحجة انها محسوبة على الحكومة يؤدي بظهور الطفيليات الذين لن يعيشوا لا بأجواء الخير ولا بأجواء الحرية , فهم هم لا يتغيرون , هم نسبة الانحراف والتالف الموجودة في اي مجتمع مدني حضاري , نصلح النظام نحارب الفساد نؤسس برلمان حر من مدخله الى مخرجه كل هذه وسائل نريد اتباعها لتحقيق غايتنا في مجتمع مزدهر سليم وليست غاية نطمح للوصول اليها , ولكن ما الفائدة من كل هذا ان لم نجد هيكل دولة نبني من خلاله , ما يحدث من عنف من فئة من افراد الوطن يحتاج الى تصرف سريع وقوي وصارم ولا يوجد سوى اجهزة الدولة الرسمية قادرة على ذلك.
لو اخذنا استراحة قليلا من اشكال التعبير كفئة مثقفة واعية لنرى من سيبقى في الساحة من غير المثقفين الواعون الحريصون على مستقبل وطنهم , في كل علم هنالك ما يسمى بالتغذية العكسية لمراجعة ما تم انجازه , ليجلس الجميع الى موائد العلم والحوار ولنتحقق جميعا مما تم انجازه ومن السلبيات التي ظهرت , الا ان كنا نعتقد اننا وصلنا لمرحلة العصمة وان ما فعله السفهاء قد اعطانا الحصانة لكي لا نخطئ , الدولة كنظام عليها مسؤولية كبيرة ولكن الشعب الذي من المفترض انه يفرز اي نظام هو وحده يتحمل نتائج اية اخطاء ونتائج تحدث.
هي دعوة لكل من يملك في قلبه ذرة حب للوطن وذرة من اخلاق ان اتق الله سبحانه وتعالى وتبصر فيما تم وفيما يحصل الآن ان كان بعض انواع الدواء تقتل الكائنات الصالحة مع الضارة , فلا بد من فترة نقاهة لهذا الجسد ليعيد بناء نفسه , غدا ويا خوف فؤادي من غد , ان لم ننتبه سنرى ان لغة الدم هي الاقرب للاستخدام , وممن ؟؟ ممن يعيثون اصلا في الارض فسادا , ممن وجدوا في هذه الحراكات متنفسا ومخرجا لهم من حالة الضياع التي كانوا يعيشونها و يعيثوا بها فسادا , المنحرفون نفسيا حتى حين كانت البيضة بقرش , وحينها سيفرح الفاسدون ان هدم الوطن الذي نهبوه وسرقوه , هدم الوطن الذي كانوا يخشون حسابه .
من يلبي نداء الوطن من يلبي نداء العقل من يعلم ويبلغ ويرفع صوته ؟؟, ان اكتفوا فلقد انحرف المسار و وقفنا على باب النفق المظلم , هل تريدون الدخول ؟؟ بعضا من حكمة بعضا من روية بعضا من حب للوطن , لا تتحججوا بان هنالك من نهب وافسد وسرق , فهل انتم على دينهم ام على دين الحق محبة للوطن اقتناعا وإتباعا ؟؟؟.
كنت سابقا قد حذرت من زواج السلطة والفساد , ولكني اليوم اعلم ان الخطر الاكبر بعد من يريدون بنا سوءا وفتنة هو زواج الجهل و الشارع , زواج التهور و العمل الوطني , زواج مدعوا الوطنية بالمقبوض عليهم فقرا , احذروا فنحن نهدم لا نبني , احذروا وتقبلوا الرأي الاخر قبل الرأي . ابحثوا في انفسكم عن الخطأ في مثل هذه الظروف اجدر من البحث عن الصواب , فوقف الاضرار الان اهم وأكثر حاجة من تحقيق مزيدا من الخير .
ان كان هنالك معادلة متوازنة يمكن استخدامها بين ما يضر وما ينفع من تصرفات وحراكات , فلا بد اولا من نزف هذا الانحدار في الفكر واسترخاص ارواح وعقول وأجساد وكلمات الناس الابرياء الذين لا علاقة لهم من قريب ولا بعيد , كفاكم عنادا و احذروا زمن تجدون فيه انفسكم على كراسي الاتهام تجلسون , فوالله لا تهمة فساد توجه لكم وإنما الخيانة العظمى فلقد ابليتم اكثر من اي جاسوس وأكثر من صاروخ وأكثر من اي سم يسقى للوطم .
ان كان من ميزان سيحاسب كل فاسد سرق ونهب واخذ ما لا حق له , فلا بد من ميزان يحاسب كل من هدم بكلماته وعناده ويابسة تفكيره وطنا من اروع الاوطان.
Hazmaj1@gmail.com