- هل تعرفون لماذا هي حمراء؟؟؟
- لأنها منقوعة بدمائنا!!
لهذا يريدونها حمراء ، لأنهم جاؤوا رغما عنا ، وقاموا بتمثيلنا رغما عنا ،ومنحوا الثقة رغما عنا ، واقروا التشريعات باسمنا، وأوقفوا العمل بقوانين باسمنا، تصارعوا باسمنا ونعتوا بعضهم البعض بالمكتات وزجاجات المياه بإسمنا طبعا. وهاهم ينوون الحصول على جواز السفر الأحمر، بإسمنا طبعا ..ونص.
لا اعرف الميزات التي تعطى لحامل الجواز الأحمر ، عدا التسهيلات خلال السفر وانجاز المعاملات الرسمية ، اعتقد انها لو كانت كذلك فقط ، لما استحقت الدفاع المستميت المعاكس لمزاج الشارع من قبل النواب المعينين، لكن يبدو ان هناك ميزات، غير مكتوبة، لا يعرفها الا من سوف يتمتع بهكذا جوازات للأبد.
يريدونها للأبد ،وليس فقط، خلال الفترة الزمنية الفاصلة بين الأزل والأبد، لا بل يريدونها للأبد تماما ، ويريدون أن يصلوا الى يوم الحساب، وهم يحملون جوازات حمراء سارية المفعول في جهنم وبئس المصير.
لا بد أن حملة هكذا جوازات يحصلون على سيارات مجانية وأراضي في عمان(ع شارعين) ، وفلل مفروشة، وبعثات جامعية لأبنائهم، مهما كانت معدلاتهم- إن وجدت- وعلاج مجاني في مايو كلينك، وبنزين مجاني وديزل مجاني وشوربة عدس مجانية ....والا لما اهدروا كرامتهم من أجل حفنة صغيرة من الإمتيازات التي نعرفها للجوازات الحمراء، كما في بقية دول العالم.
كم أتمنى أن اعرف ما هو الثمن الذي سيدفعه النواب للحكومة من اجل تسهيل تمرير مثل هكذا موضوع، لكني أتمنى أن يحصلوا فقط على ما حصل عليه الأسد الأدرد.
من حكايات أيسوب العالمية أن ّ الأسد كان قويا ً جباراَ ومفترسا ً ، وقد أرغم الفلاّح على أن يجعل من ابنته الجميلة خطيبة له. . وافق الفلاح مُكرهاً وصار الأسد يتردّد على خطيبته ، وأراد أن يفتح صفحة جديدة مع نسيبة المقبل ، الفلاح ، فسأله ذات يوم عن رأي ابنته فيه كخطيب ، فقال الفلاح:
- ابنتي معجبة بك وتحبك كثيراً ، لكنها تخاف من مخالبك ، وتخشى أن تجرحها دون أن تقصد .
الأسد العاشق عاد إلى الخطيبة في اليوم التالي وقد قلع جميع مخالبه حتى ترضى عنه.. وبينما هو خارج من البيت سأل الفلاح عن رأي ابنته فيه الآن فقال :
- لقد فرحت جدا واطمأنّت من مخالبك ، لكنّها ما تزال تخشى أنيابك التي قد تعضها فجأة وأنت تقصد المداعبة .
عاد الأسد في اليوم التالي مبتسما بثقة ، وقد قلع أنيابه ، وأراد الدخول لزيارة خطيبته ، لكن الفلاح استقبله بالعصا وطرده شر طردة وهو يقول : اذهب أيّها القط الأحمق ، فما عاد لديك ما تخيفني به.