في وداع رمضانحلمي الأسمر
14-10-2007 03:00 AM
مضى رمضان سريعا، خفيف الدم، بدأ بطقس بارد ولطيف، وانتهى بطقس أقرب إلى الحر، كنا نصوم يوميا ما يزيد عن الاثنتي عشر ساعة، ومع ذلك، كانت تمر لطيفة خفيفة، رمضان هذا العام حفل كما اعتدنا بألوان كثيرة من نشاطات الخير، كثير من الصائمين يخرجون زكاة أموالهم في هذا الشهر، اكتشفت هذا العام تحديدا أن الفقر في الأردن أكثر عمقا وشراسة مما توقعت، أو ربما غدا كذلك مع ازدياد صعوبة الحياة وتعقدها، لم اكن اصدق أن هناك في الأردن مثلا من يمكن أن يموت من لجوع، لكنها حصلت للأسف، لم أكن أتخيل أن هناك عائلة تمر عليها خمسة شهور بدون جرة غاز(!)... يعني لا قهوة ولا شاي ولا طبيخ ولا نار توقد، قصص الحاجة والجوع مذهلة وكثيرة، وتكاد لا تصدق، لفت نظري على نحو استثنائي حملة إذاعة حياة اف ام التي عنونتها بـ "وسارعوا" حيث جمعت نحو مائتي ألف دينار في أقل من يومين لصالح جمعيات ومؤسسات خيرية قائمة، ولفت النظر في هذه الحملة، كثرة المتبرعين وتنوعهم الشديد، خاصة من الفئات الأقل حظا، أو ما يمكن أن تسمى الطبقة الوسطى التي لا تستطيع التبرع إلا بما يتراوح بين خمسة دنانير وخمسين دينارا، كثرة الإقبال في الحملة لفت النظر إلى مسألة في غاية الأهمية: لو استنهضت همة الناس للتبرع للأقصى أو تحرير فلسطين، ليس في الأردن فقط، بل في سائر بلاد العرب والمسلمين، وحيثما يوجد من يؤمن بالله في بلاد الغربة، ترى كم كنا سنجمع؟ لنتخيل أكثر: لو فتحت الأبواب أمام الناس لفعل ما يستطيعون من أجل تخليص الأقصى من الأسر، ماذا كانوا سيفعلون؟ هل كانوا خاذليه؟ |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة