"الرياشي القنية غريسا رجم الأطرم قبر مجبل الطافح حمرا حمد "أسماء مناطق يعرفها أهلنا من البدو الرحل الذين كانوا يتنقلون طلباً للماء والعشب عند تجذب منطقة يتركونها للمنطقة التي تليها ، اما بالنسبة للكثيرين من ابناء هذا الوطن لا تعني شيئا ويصعب لفظها حتى على ابناء أولئك البدو الرحل ابناء الجيل الحالي .ولكن لا يعلم الكثير منا أنها أسماء لها دلالتها ومثبته على مستوى الخرائط وخاصة الخرائط العسكرية ، مما يعني أن "ابو حنيك" أستخدمها خلال فترة تواجده في الاردن كضابط عسكري ، والآن يستخدمها افراد القوات المسلحة الاردنية وخاصة افراد القوات الخاصة في مسيرهم الليل وحركتها وتدريباتهم المكثفة فلا تنفك تجد رتلاً عسكريا مكون مما يزيد عن 50 شخص بكامل عتادهم وعدتهم وخرائط متوجهين إلى "قبر مجبل" للإقامة هناك لساعات ثم مواصلة المسير بإتجاه "راجب" على أطراف عجلون ، إذا اسماء لها دلالتها المختلفة وتثار فيها غبار الذكريات عندما يلتقي ابناء الجيل الواحد من الاباء والاجداد فتجدونهم يرددون عبارات التمني والحسرة على تلك الايام "خابر يوم كنا بالرياشي ومرت حسن الله يرحمه جابت ولدها خلف....... ، تذكر يوم كنا سارحين برجم الأطرم والثلج ذبح نص غنم عمي علي ، سقالله على هذيك الايام ، ويوم محمد انكسرت ايده واحنا بالسايح مع غنم نصرالله ....." كلمات وعبارات تشتم فيها رائحة القيصوم والشيح والزعتر تذكرك بموسم قصاص الغنم وبالفطيرة وبالخبز "العويص" وبسنوات الجدب وسنوات الخير والأمطار .

احدى تلك الاسماء مُنحت قبل اشهر مكرمة ملكية سامية كانت خالدة بذاكرة أهلنا فقط ولكن جلالة الملك عبد الله بن الحسين أراد لمن لم يطلع على الخرائط العسكرية أن يعرف تمام المعرفة منطقة "رجم الأطرم " فهي منطقة مزروعة بالصوان "والقِشع" تبعد عن مدينة الزرقاء شمالاً ما يقارب خمسة كيلومترات بإتجاه الهاشمية وإلى الشرق من مصفاة البترول ، كانت قبل اشهر منطقة قاحلة إلا من الذكريات يمرّ بالقرب منها خط سير سريع مهمته الأساسية نقل النفط الخام .

هذه الايام يتم تنفيذ مكرمة جلالة الملك المعظم بإنشاء وحدات سكنية على نفقته الخاصة للفقراء والمحتاجين من أبناء المنطقة وحدات يتم تجهيزها على درجة عالية من المواصفات والجاهزية والبنية التحتية يشرف عليها الديوان الملكي العامر ، مكرمة ستعيد "لرجم الأطرم" الحياة وستعطيه نكهة هاشمية تنطلق منها ادعية متكررة ممن حرموا نعمة المسكن ، وايدي بسيطة طيبة لوحتها شمس الحاجة والعوز ترتفع بالدعاء للخالق أن يحفظ ابو الحسين ويديم عليه ثوب الستر والعافية .

اما رجم الأطرم يا سيدي فأني آره الان مبتسماً بصوانه وسواد حجارته ولسان حاله يقول حملتك ابا الحسين وانت عسكرياً تحمل عتاد العمليات الخاصة وتشارك بالمسير على ظهري وعندما اصبحت ملكاً رددت إلي الجميل وبثثت الروح في من جديد لك مني ومن كل ذرة تراب داستها قدماك تحية عسكرية أردنية ستبقى يدي منصوبة بجانب الجبين ما دامت تلك المساكن عامرة بنفس أهلها .