التلفزيون الأردني فقط ؛ والباقي (نشاز)!خالد سلمان القضاة /قطر
13-10-2007 03:00 AM
كنا نتوقع أن يلملم التلفزيون الأردني في الحلقة الأخيرة من برنامج (الفرصة) – أن يلملم نفسه ويكون مستعدا لتعويض الرتابة التي مني بها طوال شهر رمضان المبارك (بشكل خاص)، وأن نسمع منه على الأقل عبارات اعتذار عن أخطاء قد نصفها بالجسيمة في حق الشاشة الأردنية. لكن التوفيق لم يحالف هذه الشاشة التي أصبحت حزينة بما تقدم لنا، ولجأت كالعادة إلى تبرير و(تكتكة) الألفاظ الممهورة بموسيقا وأضواء احتفالية – وكأننا فعلا في تلك الأجواء. ويبدو أن عطوفة مدير التلفزيون والقائمين على هذا البرنامج تحديدا، لم يقرأوا مضامين النقد الذي زخرت به الصحافة، وأنهم كانوا يبحثون فقط عما تكيله الصحف الأجنبية من مديح لهذا البرنامج. والغريب هنا هو أن الصحيفة الأجنبية آمنت بنجاح البرنامج، ولكن فقط انطلاقا من أنه برنامج يناسب المجتمع الأجنبي – وليس المجتمع الأردني المحلي.ازدراء الرأي الآخر والتمسك بما كان يجري في البرنامج فقط وتنميق ما لا يُنَمّق، كلها كانت حاضرة في تصريحات عطوفة مدير التلفزيون، الذي وصف الأصوات والآراء الناقدة بكلمة (نشاز)! وفي هذه التصريحات إشارة مباشرة، ويبدو أنها مقصودة، إلى أن آراء وأحكام الإعلاميين والصحفيين المخالفين للبرنامج وللركاكة التي تعتري الشاشة الوطنية، إنما هي تنعق في خواء، وإنما هي فجة ولا ترتقي إلى مستوى الدراية التي تجعل من هؤلاء أصحاب رأي. وكم أشعر بالارتياح وأنا أعلم تماما، بأن هذه الآراء (النشاز) ستبقى على الدوام حاضرة في أذهان أصحابها ومؤيديها، وأن إسقاطات هذه التصريحات، ومعها برنامج (الفرصة)، قد ذهبت منذ انتهاء البرنامج في طي النسيان- على اعتبار أن تلك الآراء التي وُصفت بـ(النشاز) هي قناعات عامة وثابتة وذات عين لماحة، وتشعر بالضيق مما يجري؛ بينما كانت التصريحات التلفزيونية ومعها ذلك البرنامج، أقرب ما يكون إلى انفعالات اللحظة، والدفاع عن الخطأ – كيفما اتفق.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة