مواجهة الاخطار بالاسلحة المجربة ..
25-03-2012 12:28 PM
واجه الأردن طوال تاريخه العديد من المؤامرات الخارجية وإنتصر عليها وجعلها أثرا بعد عين بوحدة شعبه ووعيه وإلتفافه حول القيادة الهاشمية .
وفي كل مرة كان الكثيرون يعتقدون أن التحديات فوق طاقة الأردن ، وأن الأخطار التي يواجهها ستمتحن قدرته على البقاء والإستمرار . ولكن الأردن كان يخرج دائما من كل الأزمات أكثر قوة وأشد منعة واصلب عودا .
وترتفع الآن أصوات كثيرة في الداخل والخارج لتشير مجددا إلى ان الأردن يواجه أخطارا غير مسبوقة ومؤامرات خارجية تهدد وجوده وإستمراره .
فهناك من يجزمون أن خطر قنبلة الوطن البديل مايزال ماثلا ، وإن هي إلا مسألة وقت حتى تنفجر هذه القنبلة بكل ماتحمله من تهديدات وأخطار على كينونة وطننا وإستمراره .
وثمة من يؤمن إيمانا لايدانيه شك أن الأردن سيواجه قريبا خيارات صعبة تتمثل في ضغوط ستمارس عليه للعب لدور ما في سورية ، وأنه سيكون أمام إمتحان قاس لأن كل البدائل ستكون صعبة ودقيقة .
ويتولى الترويج لهذه النظرية حاليا ، بالإضافة إلى منظري الداخل ، بعض الباحثين "الإستراتيجيين" الأجانب الذين كثفوا لقاءاتهم مؤخرا مع بعض الشخصيات الأردنية ومع صانعي القرار في الأردن .
ولا يكف هؤلاء عن التذكير بالموقف الوطني والقومي المسؤول الذي إتخذه الأردن من العدوان على العراق ، تاركين السؤال مفتوحا مإذا كان هذا الموقف صحيحا أم لا ، رغم أن الجميع يعرف أن الأردن إتخذ الموقف الذي ينسجم مع تطلعات شعبه وحافظ بذلك على إستقرار الوطن .
المهم في كل ماسبق هو أننا نواجه الآن فيما يبدو فصلا جديدا من الضغوط التي واجهنا مثلا في الماضي ، ولكن الأخطار والمؤامرات تأتي هذه المرة من جهات متعددة ، أي أن مصادر الخطر متعددة وليست من منبع واحد كما كان الحال في المؤامرات السابقة .
إن هذه الأخطار ،على جسامتها ،لاتقلقنا ، فالخطر الخارجي مهما تعاظم يمكن مواجهته وإفشاله والتفوق عليه وإجهاض كل الأحلام المريضة والمخططات المشبوهة التي تعشش في الرؤوس الحاقدة .
لايقلقنا الخطر الخارجي مهما كان حجمه ونوعه ، ولكن مواجهة هذه الأخطار "المستحدثة " تستدعي إستعمال نفس الأسلحة التي مكنتنا في الماضي من التغلب على الأخطار والتفوق عليها ، وأهمها الوحدة الوطنية والصفوف المتراصة والعيون اليقظة والإلتفاف الصادق خلف القيادة الهاشمية . فهذه الأسلحة المجربة التي صلحت في الماضي ماتزال قادرة على تمكيننا من النصر وتجاوز كل الأخطار ... ولكن هل ماتزال هذه الأسلحة على نفس قوتها وكفاءتها ومضائها ؟؟ إن كل محبي الأردن والحريصين على إستقراره وإزدهاره يأملون ذلك .
خاص ب عمون.
الكاتب وزير اعلام واتصال اسبق.