ارتبطت قيمة الكرامة بالإنسان الحر التواق للحياة المتعطش للتحرر والتحرير، وحينما تغيب الكرامة الإنسانية تتدخل الاهانة والعبودية وتنسلق الإرادة الإنسانية، فالإنسان حينما يتجرد من كرامته الإنسانية يتحول إلى مخلوق بشري يبقى في دائرة العبودية المطلقة "القنانة "إلى مرحلة العبودية "النسبية".
ومن هنا فحينما يتذكر الأردنيون يوم الكرامة يستذكر معها أروع معاني البطولة والفداء والتضحيات التي قدمها إبطال جيشنا العربي الأردني ذلك الجيش الذي فرضت علية النتائج حرب 1967، تلك الحرب التي شكلت جرحاً متقيحاً في العقل العربي عامه والعقل الأردني خاصة، لأن الاهانة الأخلاقية التي نتجت عن تداعيات هزيمة حزيران مازلنا نعاني منها لغاية ألان ولذلك جاءت كرامة الحادي والعشرين من آذار عام 1968 لترد وتصد الاهانة العسكرية والنفسية التي نتحمل مسؤوليتها جميعاً عسكريين وسياسيين ومجتمع عربي برمته.
أن لعنة حرب 1967 استثمرها الصهاينة ووصلت بكبريائهم وغطرستهم لأهانه الإنسان العربي ووصل الأمر والعجرفة الصهيونية بان قررت إرسال قطعانها لتتمادى على ارض الأردن وشعبها فحسب بل أن القيادة العسكرية الإسرائيلية وعدت رؤساء بلديات الضفة الغربية بان ظهر الحادي والعشرين من آذار هو الزمان الذي سيتناولون فيه وجبة الغداء في عمان!!!.
إن يوم الكرامة أعاد للأردنيين جزءاً من الأهانة التي وجهها الصهاينة للأردن والأردنيين ، ولولا صمود الجباه السمر عشاق الشهادة والاستشهاد والفداء لتلطخت كرامتنا أكثر مما هي ملطخة بوحل الهزائم ، فالكرامة الأردنية هي أول معارك المقاومة العربية مع العدو الصهيوني .
فنعم ذلك الجيش الأردني ونعم سواعد أهل العزم الذين حولوا دبابات العدو إلى كتل نارية تحترق في وضح النهار ليعود العدو مهزوماً يجر أذيال الخيبة ويومها ارتفعت زغاريد الدحنون والشيح والزعتر ، فأرضنا حمراء ووردنا احمر وإذا ضعفنا في معركة أو خسرنا أخرى فهذا لا يعني أننا خسرنا الحرب.
أن الكرامة مشعل للثقافة الوطنية وهي بلسم جراحنا وأمل وجودنا لكن الكرامة الأردنية عام 1968 أدت دورها التاريخي والإنساني في سفر الأردنيين ، فالكرامة لا تتوقف في مثل هذا اليوم أو ذاك بل علينا أن نكنس كل الاهانات التي تقف الآن في وجه الأردنيين .
فتحالف الاستبداد والفساد هو تحالف عفن يحتاج إلى أحياء ذكريات الكرامة والأردنيون يحتاجون هذه الأيام كرامة جديدة تعيد لهم الأمل لتنظيف الأردن من قطعان الفساد والإفساد والاستبداد، أن الأردنيين ينظرون إلى الكرامة العسكرية التي سطر تاريخها الحسين طيب الله ثراه وإخوانه من ضباط وضباط صف القوات المسلحة حينما أمر بسحب كل الآليات المعطوبة من ارض الكرامة إلى قلب العبدلي عمان ليرى الشعب الأردني بام عينه بان كرامه المجد أزاحت الاهانه الناجمة عن لعنة حزيران .
الأردنيون يثقون بالملك عبدالله بن الحسين الوريث الشرعي للكرامة بان يعيد للأردنيين كرامتهم التي جاءت بفعل تراخي أجهزة الدولة عن كشف أوكار الفساد والفاسدين، فالأردنيون يأملون من شبل الحسين أن يسحل الفاسدين وان يجرف ما فعلته أيديهم القذرة بالعبدلي ارض القيادة العامة للجيش الذي انتصر في هذا اليوم، والأردنيون في ذكرى الكرامة ينتظرون من أبى الحسين أن يطهر الأردن من رجس البرامكه الجدد الذي أشاعوا الفساد ونشروا الفتن بين الأردنيين .
من اجل الكرامة علينا أن نتصالح جميعاً قوى وطنية وشعب وحراك شعبي ونلتف حول قيادتنا فهيى ملاذنا في دحر الفاسدين وهي الأمل الذي نستطيع أن نقدمه وفاء للأردن ولشهدائه الأبرار .
سيدي آبا الحسين لا تصدق ما يقوله كتبة التقارير وصحافة حملة المباخر فالأردنيون يحبونك لكنهم تعرضوا للاهانه الوطنية التي داهمتهم بفعل نهب مقدرات الوطن فهم يريدونك أن تعيد لهم كرامتهم المسلوبة وتحقق لهم جزء من ما خسروه "فادبك "عليهم باللهجة الأردنية، ونحن حزبك ونحن أغلبيتك التي ترفض حينها أن تكون صامتة ويومها سنردد بأعلى حناجرنا عاش الأردن حراً أبياً، عاش الملك والخزي والعار للفاسدين ومرحى لمدرعاتنا رمز القوة لبلادنا .