البطل الحقيقي في قصة العيد وتهانيه هو اللغة التي نجيد ببراعة توظيفها في تشكيلات مخاتلة للفهم، مستندين الى ركام لغوي لا يشي بجديد. خطيب بُحّ صوته لطول دعاء بمحو الاعداء عن بكرة ابيهم.
ففي أفق لغوي محكوم بمستوى تعبيري ضحل نغرف من معين لا ينضب من الاماني والامنيات والتمنيات لمن نبارك لهم حلول العيد، متحدثين باستفاضة دون ان نفصح عن شيء في حين نواري عن قصد وخبث وراء تعابيرنا فيضا من الم يحيل الكلمات جوفاء حتى وان تراءت لنا مليئة بالمشاعر.
في العيد نراهن نياتنا ونوايانا ونصنع حجابا من رماد مواقد تاججت نيرانها ذات لحظة قبل ان يهل الخريف المثقل بالأنين ووساوس الموت. لا عيد في العيد سوى ابتهال الى الخالق العظيم ان نكون أكثر فطنة لنعرف أننا لا نعرف كما يقول سقراط. ليعرف العربي ان مسعاه في ان يستقبل العيد بما يليق من فرح لن يكلل الا لحظة يكون مواطنا في بلاده لا رقما في رعيّة. ساعة يصبح سيدا في وطنه وقيما على امره ليستحق حياة دون منّة برغيف لا يبلغه الا بشق الانفس.