facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




نحن مدينون لامهاتنا


نبيل غيشان
21-03-2012 02:04 AM

سيطرت اعلانات هدايا عيد الام على وسائل الاعلام الاسبوع الماضي فعادت الطناجر والمكاوي وادوات المطبخ الى الواجهة, تتسابق الشركات في حث الابناء والبنات على تكريم امهاتهم, عبر تكريس دورها في المطبخ, حتى دخل على الخط تجار الادوات الطبية الذين بدأوا يروجون لجهاز قياس السكري او الضغط, وكريمات لازالة تجاعيد الوجه كهدية للام.

مسكينات امهات السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات, فقد كنا نحن الابناء البررة نتسابق في عيد الام, الى طلب النقود من الاب او تحويشها في "اجة" فخارية قبل موعد العيد لنكون على اهبة الاستعداد للاحتفال.

لم نكن نحار في اختيار الهدية المناسبة للام, فقد كنا نهرع الى السوق لشراء مكوى بخار (باعتباره اختراعا جديدا في تلك الايام) مع طاولة الكوي "الجحش" او شراء طقم طناجر او طنجرة ضغط واذا قلت: "التحويشة" فان الهدية تقتصر على طقم زجاج لغايات السلطات او الحلويات. اما اذا كان الظهر مسنودا بوالد "مدهن" فان الهدية لن تقل عن قطعة ذهبية, طبعا هذا الحكي ايام ان كان سعر غرام الذهب 4 دنانير فقط لا غير, وهناك من كان يتهور ويشتري مكنسة كهربائية او ماكنة "مولينكس" لغايات العصر والهرس والطحن ويمكن ان يصل الاختيار الى غسالة ام حوضين.

وكانت المدارس الابتدائية والاعدادية, تتسابق في اقامة الحفلات لامهات الحارة بحيث يكلف كل طالب او طالبة باحضار قالب كيك تصنعه "الوالدة" المحتفى بها وقد تمتد "المنيو" الى صحن جِلِي او صينية حلبة.

وفي اليوم المحدد للاحتفال وبحضور جيش الامهات يقوم الاطفال في الصفوف الاولى باعادة تمثيل مشهد غوار الطوشه في السجن وهو يغني "يامو يا ست الحبايب.." وعندما يحين موعد توزيع الهدايا وهي عبارة عن ورود حمراء وترفع ستارة المسرح إيذانا بهجوم الاطفال على امهاتهم, تدب الفوضى ويسمع بكاء الامهات وترى الدموع على خدودهن, حتى احتفال عيد الام كنا نحوله الى مناحة تعود الامهات الى بيوتهن وعيونهن "مهبرات" من البكاء, ويحلف بعضهن مئة يمين بعدم حضور الاحتفال في العام المقبل.

طبعا هذا الحكي ايام امهاتنا فقط, اما جداتنا ايام الطوابين والحصادة والرجادة ودور القصيب فلم يلحقهن غير "القشل" لانهن لم يسمعن بهذا الترف ولم يكن لديهن الوقت لمثل هذه الحركات, فالاولاد والحوش والحلال وجلب الماء والحطب كانت الاولوية التي لا يتقدم عليها شيء.

لنعترف جميعنا باننا مدينون لامهاتنا بكل ما وصلنا اليه.

nghishano@yahoo.com

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :