كيف تصبح مليونيراً في الأردن ؟
20-03-2012 09:29 PM
لن يتحقّق هذا إلاّ إن مات قريب لك في (البرازيل) أو أي واحدة من مناطق (أمريكا الجنوبية)، وتكتشف أنّه عمّك أو ابن خالتك المفقود، الذي سيورثك الملايين (المملينة) !
لن يحصل هذا إلاّ إذا اصطدمت قدمك بكيس (زبالة) أسود ملقى وسط الشارع، فيه مئات الرزم النقدية المختلفة !
لن يحدث هذا إلا إذا وجدت في (الحاوية) حقيبة (سامسونايت) سوداء أو بنيّة ، فيها كيس رقيق من المخمل ، ممتلئ بعشرات الماسات الصغيرة الثمينة !
لن يتحوّل هذا إلى واقع إلا إذا شاركت في برنامج (رمضان معنا أحلى) أو (من سيربح المليون) أو (وزنك ذهب) وما شابهها من برامج !
لن يتحقق هذا إلا إذا (استسرّ) عليك أحدهم بشأن مغارة أو كهف ؛ فيه ذهب يعود لأيام العثمانيين أو الرومان !
لن يحصل هذا إلا إن وضع أحدهم عندك (أمانة) لا يدري بها أحد سواكما ، وأن يموت فجأة ، مما يجعلك (تلهط) كل (التركة) دون أي وازع من ضمير !
لن يحدث هذا إلا إن قمت بالسطو على بنك مع مجموعة من الأصدقاء ، وأن تتعامى عنكم الشرطة لأنّ أحدكم (عنده واسطة) !
لن يتحوّل هذا إلى واقع إلاّ إن قرّر أحد الأثرياء بغتة أن يجعلك معاونه الشخصي ، براتب لا يقلّ عن مائة ألف دينار في الشهر !
صديقي ، (ركّز معي) : لن يتحقّق هذا إلاّ إذا صرت وزيراً !
لن يتحقّق هذا إلاّ إذا صرت نائباً !
لن يتحقّق هذا إلاّ إذا صرت عيناً !
ملاحظة : كلّ الأشياء المذكورة سابقاً قابلة للمناقشة والحوار و(الأخذ والعطى) إلاّ السطور الثلاثة الأخيرة ؛ فهي حقيقة علمية اجتماعية معاصرة أكيدة ، تشهد عليها الإذاعات والقنوات الفضائية والمجلات و (الجرايد) الأردنية ، بكافة أشكالها وأنواعها وألوانها وتقلباتها وتحركاتها !
باختصار شديد؛ كُن مع الحكومة بأي (ستايل) يعجبك، ولا تغضب أحداً من المسؤولين، وكُن (مَرضي) واجعلهم (يخاووا) عليك؛ هكذا ستكون مليونيراً، وستتوافد عليك (الملايين) من كلّ صوب، رغم أنّك وقتها ستكون أشبه بإمعة في مسرح الدمى، يلعبون بك كيفما شاؤوا ..
ستكون وقتها جثّة ؛ لا يحرّكها سوى الدّود !
و(على سيرة) الجثث : أتشرف -دامعاً وباكياً- بإهدائكم أغنية (عبد الوهّاب) : (أيها الراقدون تحت التراب) .. وأغنية (عبد الحليم): (حبيبي شايفك وانت قتيل) !!